الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل ترى الانتخابات الفلسطينية النور؟

2020-10-04 08:46:06 AM
هل ترى الانتخابات الفلسطينية النور؟
تعبيرية

الحدث - سوار عبد ربه

شهدت الساحة الفلسطينية في الأسبوعين الأخيرين تطورات هامة تلت اتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال والإمارات والبحرين، وكانت اجتماعات اسطنبول، التي تلت لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، من أهم الحراكات التي تشهدها الحالة السياسية الفلسطينية بعد الانقسام، خاصة وأن الحديث يدور عن إجراء انتخابات عامة في غضون ستة أشهر. 

وبالنظر إلى محطات سابقة وجولات سابقة فشلت في إنهاء الانقسام؛ انقسم الفلسطينيون في الرأي حول ما إذا كانت الانتخابات ستجري والوحدة ستتم، أم أن ذلك ارتدادات طبيعية وتكتيكية للضربات التي تلقاها الفلسطينيون من العرب.

في هذا الشأن يقول المحلل السياسي ناجي شكري الظاظا: "كل المؤشرات تذهب باتجاه المضي بموضوع الانتخابات ولكن الأمر بحاجة إلى تمهيدات، فهو مرتبط بمجموعة من الاجراءات المتعلقة بانعقاد الانتخابات: كتكليف لجنة الانتخابات المركزية وتنقيح كشوف الانتخابات إلى إعداد اللجان والاتفاق على التقسيمات الانتخابية وغيرها".

ويؤكد الظاظا أن الانتخابات هي المسار الإجباري الذي يجب أن يمر فيه الوضع الفلسطيني للخروج من حالة الانقسام.

ويرى المحلل السياسي أن 14 عاما من الانقسام ولدت كثيرا من خيبات الأمل، في مراحل متعددة كانت الأمور تصل إلى بدايات الانتخابات وفي بعض المراحل كُلفت لجنة انتخابات وتنقحت الكشوف ولكن ذلك لم يمضِ حتى النهاية.

وبحسب الظاظا: "الوضع الحالي يختلف بشكل أساسي باعتبار أن حركتي حماس وفتح وصلتا إلى قناعة كبيرة وواسعة وعميقة بأن أحداهما لا يمكن أن تدير الشأن الفلسطيني منفردا وأن الشراكة الوطنية أساس لمواجهة مخططات الاحتلال والتطبيع وقرار الضم وصفقة القرن، موضحا أن تيار التسوية وصل إلى قناعة أنه لا يمكن المضي في أوسلو ولا حتى تجديد أوسلو ولذلك الوضع ضاغط بشكل كبير بالذات أن الدول العربية لم تعد تربط قراراتها في ما يتعلق بالاحتلال وما يسمى بعملية السلام بمواقف السلطة".

واعتبر المحلل السياسي أن الانتخابات ستشهد استقطابا واسعا على اعتبار أن حالة التوافق الفصائلي فشلت قبل ذلك، والانتخابات اليوم ستكون مبنية على أساس طرح البرامج وهذه البرامج ربما ينتابها كثير من الاستقطاب باعتبار أنه يوجد تيارين رئيسيين وكل منهما يدور في فلكه مجموعة من الفصائل الفلسطينية.

وتابع: لا تزال حركة فتح تتمسك بمشروع التسوية والرئيس محمود عباس دائما يؤكد على مسار المفاوضات في الوقت الذي تؤكد فيه حركة حماس على مشروع المقاومة، وبين هذين المشروعين سيدور بالتأكيد استقطاب واسع وشديد في الشارع الفلسطيني.

وفي السياق ذاته يعتقد المحلل السياسي عبد المجيد سويلم، أن الحديث عن انتخابات هذه المرة مختلف من ناحية الجدية في التعامل معها وعدم اخضاعها للمناكفات والتكتيكات للتملص.

ويضيف سويلم أن الاتجاه الأكبر الآن هو الطريقة التي من خلالها يمكن أن نصل إلى الانتخابات وليس الطريقة التي يمكن أن نعطل بها الانتخابات تحت ذرائع ومبررات ومناكفات واستدراكات وغيرها من المصطلحات التي كنا نسمعها من الاستحقاق الانتخابي.  

وفي سؤاله حول إمكانية انضمام حماس والجهاد الإسلامي إلى منظمة التحرير الفلسطينية يقول سويلم: نعم يمكن، ولكن يجب أن تكون هذه المسألة تتويجا وليس مقدمة، فالذهاب إلى وحدة المنظمة ودخول حماس والجهاد الإسلامي إليها يعني أننا قد أنهينا الانقسام وأعدنا توحيد المؤسسات وجددنا الشرعيات.

وأكد المحلل السياسي سويلم، أن داعمي حركة حماس لم يعودوا متحمسين بنفس القدر وبنفس الطريقة لبقائها خارج المنظمة، متأملا أن تكون الحالة الإقليمة التي تضغط على حماس أو ترتبط فيها أكثر عقلانية في فهم أهمية الوحدة الفلسطينية في مواجهة الأخطار والتحديات.

في المقابل يرى المحلل السياسي أحمد رفيق عوض أن الانتخابات لا يمكن أن تكون، بسبب الكثير من العقبات التي تقف أمام إجرائها ومن ضمنها إسرائيل، والتوجس بين الفصائل، عدم الثقة وغيرها. ويتابع: ربما تقوم بعض المحاور بتعطيل هذه الانتخابات وهناك دول إقليمية غير داعمة، بالإضافة إلى أطراف -قد تكون فلسطينية- تعتقد أن الانتخابات تضر بمصلحتها ومصلحتها تكمن بالانقسام، وأيضا طريقة إجرائها، تمويلها، إجراءاتها الفنية، تغطيتها سياسيا، وما بعد الانتخابات، مضيفا أن الانتخابات هي أمل للكل الفلسطيني لأنها ستشكل أساسا للوحدة والخروج من أزمة الانقسام من أجل الخروج من الأزمات الفلسطينية المتعددة.

وكانت آخر انتخابات عامة قد عقدت في العام 2006 وانتهت بفوز حركة حماس بـ 76 مقعدا مقابل 43 لحركة فتح، وخلفت هذه الانتخابات انقساما مستمرا منذ 14 عاما.