السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تمتلك الولايات المتحدة وروسيا أقوى الأسلحة في العالم؟

2020-10-08 10:04:14 AM
هل تمتلك الولايات المتحدة وروسيا أقوى الأسلحة في العالم؟
دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

الحدث- جهاد الدين البدوي

ذكرت صحيفة "سنا" الصينية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن الجيش الأمريكي يمتلك أقوى الأسلحة على سطح الأرض، وفي نفس اليوم أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تمتلك الان أحداث الاسلحة في العالم. وقد اجتذبت تصريحات زعيمي البلدين اهتماماً واسع النطاق.

تتساءل الصحيفة: ما الذي يعنيه ترامب وبوتين بـ "أقوى الأسلحة؟ وما هي النوايا وراء ادعاء البلدين أن "أسلحتهما هي الأقوى"؟

تقول الصحيفة للإجابة على هذه الأسئلة دعونا نستمع لآراء الخبير العسكري تساو ويدونغ.

وقال ترامب في تجمع انتخابي في سباق انتخابات الرئاسة الأميركية: "لدينا الآن أعظم سلاح يمكن للبشرية أن تبنيه. لقد أنعشنا الجيش ورفعناه إلى مستوى لم يكن أحد يتوقعه". سيد (تساو)، ماذا يعني ما يسمى بـ "أعظم سلاح" الذي أشار إليه ترامب؟

يقول الخبير العسكري أعتقد أن هناك نوعين من الأسلحة، أحدهما هو الأسلحة النووية، لأن قوة الأسلحة النووية حالياً أكثر الأسلحة والمعدات فتكاً وتدميراً في العالم؛ والسلاح الآخر هو الأسلحة التقليدية، التي لا تتمتع فقط بقوة تفجيرية كبيرة، ولكنها أيضًا تحلق بسرعة فرط صوتية، ويمكنها اختراق أنظمة الدفاع الخصم.

تتساءل الصحيفة أن هناك تقارير إعلامية أمريكية تفيد بأن الرئيس ترامب قد بالغ في السابق في أداء الأسلحة الأمريكية. فهل تعتقد أن الولايات المتحدة لديها أسلحة غامضة؟

يقول الخبير تساو بأن هناك صحفي أمريكي يدعى بوب ودورد، ألف كتاب بعنوان "الغضب". يشير فيه خلال مقابلته مع الرئيس ترامب، الذي كشف أن الولايات المتحدة تمتلك نوعًا جديدًا من الأسلحة النووية، وعلى الأرجح نوع القنبلة النووية التي يتحدث عنها ترامب يمكن التحكم بها. فعلى سبيل المثال هناك قنبلة نووية تزن 50.000 طن، ولكن عندما يكون الهدف لا يحتاج هكذا زنة كبيرة فتكفي أن تكون 10.000 طن. لذلك عند التفجير، يتم التحكم بما يعادل 1.000 طن، وتم تفجير مركز القيادة في عمق أراضي العدو، مما يقلل الخسائر العرضية في المباني المحيط أو بين الأفراد.

يتابع الخبير العسكري قائلاً: الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر اختباراً للأسلحة النووية قبل توقيع معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأجرت أكثر من 1000 تجربة نووية، وتراكمت لديها قدراً جيداً من نظرية الانفجارات النووية؛ لذلك من المرجح أن الولايات المتحدة أتقنت تقنية مكافئة للانفجار النووي.

تتساءل الصحيفة من جديد: كيف يمكن لإتقان تكنولوجيا الأسلحة النووية القابلة للتعجيل أن تساعد الولايات المتحدة في القتال الفعلي؟

يجيب الخبير أن القنابل النووية القابلة للتعديل هي مجرد وسيلة للولايات المتحدة لخفض القدرة النووية، كما أنها يمكن ألا تلبي توقعات الولايات المتحدة في الاستخدام الفعلي. وتعتقد الولايات المتحدة أنها أتقنت مثل هذه الأسلحة النووية منخفضة القوة، وعندما يتم استخدامها، فإن الدول الأخرى التي لم تتقن ذلك، ولا يمكنها الرد على مثل هذه الأسلحة.

يشير الخبير إلى أن روسيا أعلنت أنها لا تهتم بكمية أو بالوزن الذي ستستخدمه، سواء كانت بوزن 10.000 طن أو 50.000 طن، فهي تهتم بالمجمل باستخدام الأسلحة النووية، وعندما تريد الرد على استخدام الأسلحة النووية ربما ستستخدم ملايين أو عشرات الأطنان من الأسلحة النووية. لذا حتى مع وجود مثل هذه الكمية القابلة للتعديل من الأسلحة النووية، يصعب على الولايات المتحدة استخدامها في الواقع.

تقول الصحيفة الصينية أن ما يسميه ترامب بـ "أعظم سلاح"، يمكن أن يكون سلاحاً نووياً، والآخر سلاح فرط صوتي، مضيفاً أن ترامب في أكثر من مناسبة بالغ في أن الولايات المتحدة تمتلك "صاروخاً فائقاً" تبلغ سرعته 17 ماخ. ففي مجال الأسلحة الفرط صوتية إلى أي مدى تطورت الولايات المتحدة؟

يقول الخبير العسكري بأن الولايات المتحدة بدأت في وقت مبكرة في تطوير أسلحة فرط صوتية، مثل طائرة "X-51A" التي كان أول اختبار لها عام 2010، ولكن مرت عشر سنوات دون تحقيق نجاح يذكر. وقال ترامب إنه بالطبع ليس من المستغرب أن تمتلك الولايات المتحدة الآن أسلحة تفوق سرعة الصوت 17 ضعف سرعة الصوت. وبسبب الصاروخ الباليستي "افغاندر" التي أظهرته روسيا أمام الولايات المتحدة وحلف الناتو، والذي تبلغ سرعته 20-27 ماخ، وهو بالفعل موجود لدى القوات الصاروخية الروسية الآن، ويمكنه اختراق أنظمة الدفاع الصاروخية الأمريكية. إذن ما هو الشيء العظيم في السلاح الأمريكي الذي تصل سرعته القصوى إلى 17 ماخ؟ ولكن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة على الأرجح ليست مجهزة بعد بمثل هذه الأسلحة.

تشير الصحيفة إلى أن ترامب ادعى أن روسيا ربما تكون قد سرقت تكنولوجيا الأسلحة الفرط صوتية من سلفه، أوباما.

يوضح الخبير تساو بأن لدى روسيا صواريخ فرط صوتية الآن في البحرية والقوات الجوية والبرية، وإذا بالفعل روسيا سرقت التكنولوجيا الأمريكية، فلماذا لا نرى تلك الأسلحة لدى الولايات المتحدة؟

تتابع الصحيفة، دعنا ننتقل إلى روسيا. ادعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً أن بلاده تمتلك أفضل الأسلحة والمعدات في العالم، وهو بذلك يشير إلى الأسلحة الفرط صوتية. ما هي الإشارة التي تريد روسيا إرسالها إلى العالم الخارجي عندما تعلن عن مثل هذه الأخبار؟

يجيب الخبير تساو: أعتقد أن الرسالة موجهة للولايات المتحدة، وأن الأسلحة والمعدات الروسية موجهة إلى الدرع الصاروخي الأمريكي العالمي. فلدى روسيا صاروخ "افغاندر" الذي يطلق من البر بسرعة تتراوح ما بين 20-27 ماخ، وصاروخ يطلق من الجو من طراز "كينجال" تزيد سرعته عن 15 ماخ، كما أن لديها صاروخ بحرية من طراز "تسيركون" وتبلغ سرعته 6-12 ماخ. فهي في نهاية المطاف تمتلك صواريخ فرط صوتية برية وجوية وبحرية.

يتابع الخبير القول: وفي الوقت نفسه، طورت روسيا صواريخ كروز تعمل بالطاقة النووية مثل صاروخ "بوريفيستنيك"، فضلاً عن طوربيدات نووية تحت الماء مثل الغواصة النووية غير المأهولة من طراز بوسيدون، وهو ما لا تمتلكه الولايات المتحدة. ويمكن لروسيا بالطبع أن تدعي أن الولايات المتحدة ليس لديها أسلحة ومعدات متطورة كما تلك التي تمتلكها روسيا. فربما كانت المعدات العسكرية الروسية اقل جودة مما تمتلكه الولايات المتحدة في الماضي، ولكن اليوم تعتقد روسيا أنها تتفوق على الولايات المتحدة.

تقول الصحيفة إذا كان الإعلان الروسي موجه للولايات المتحدة، فمن ناحية أخرى هو أيضاً رد على حلف الناتو الذي ما يزال يضغط على روسيا؟

يجيب تساو: نعم، يستمر حلف الناتو في التوسع شرقاً، ويزيد باستمرار من حدة ضغطه على روسيا، وبالطبع يتعين على روسيا إظهار قوتها العسكرية.

تنتقل الصحيفة للحديث عن سلاح الطيران، الذي تمتلكه كلا البلدين، فهناك منافسة على تطوير الجيل القادم من الطائرات المقاتلة. وقد ذكرت وسائل إعلامية أمريكية أن القوات الجوية الأمريكية صنعت سراً نموذجاً أولياً لمقاتلة الجيل التالي، مما يعني أن القوات الجوية الأمريكية ستطلق مقاتلة من الجيل السادس. في المقابل، ذكرت وسائل إعلامية روسية أن روسيا تكثف جهودها على تطوير مقاتلة الجيل السادس. إذن ما هو وضع المنافسة الحالية بين الجانبين على تطوير مقاتلة الجيل السادس؟

يتساءل الخبير تساو عن السبب الذي دعا الولايات المتحدة وروسيا الآن لتكثيف البحث والتطوير على مقاتلات الجيل السادس؟ يجيب الخبير أنه عندما كان لدى الولايات المتحدة مقاتلات من الجيل الخامس في الماضي مثل مقاتلة "F-22" و "F-35"، قامت روسيا على الفور بإظهار مقاتلة "SU-57"، وأعلنت أن هذه المقاتلة تتفوق على مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية. وعلى الجانب الأخر تعتقد الولايات المتحدة أن الطائرات الحربية الروسية على الأقل قلصت الفجوة بين المقاتلات الروسية والأمريكية، لذلك الولايات المتحدة حريصة على دراسة الجيل السادس من المقاتلات.

يشير الخبير إلى أن مقاتلات الجيل السادس الأمريكية سيتم تصميمها على أساس قاذفة القنابل الاستراتيجية من طراز "B-21"، حيث أضافت بعض التحسينات على أدائها مثل التخفي، ومضاعفة مدى تحليقها، ومدى ارتفاعها. ولكن روسيا لا تعتقد أن هذا هو معيار الجيل السادس من المقاتلات، فقد وضعت روسيا تصور الحيل السادس من المقاتلات على أساس العمل بدون طيار، بالإضافة إلى جعل سرعتها فرط صوتية. كون الطيارين يتعرضون لضغوطات زائدة. لذلك ستكون مقاتلات الجيل السادس مقاتلات غير مأهولة، بسرعات فرط صوتية، وقد تكون قادرة على التحليق خارج الغلاف الجوي، أو في الفضاء الحرج، لذلك فإن أفكار روسيا والولايات المتحدة حول مقاتلات الجيل السادس مختلفة تماماً.

تتساءل الصحيفة: فيما يتعلق ببحوث الأسلحة عالية الدقة وتطويرها، ما هو برأيك بالفرق بين استراتيجيات التطوير في الولايات المتحدة وروسيا؟

يرى الخبير تساو بأن الولايات المتحدة تحاول الآن التخلص من منافسيها في جميع جوانب تطوير الأسلحة، في حين أن البلدان الأخرى، بما في ذلك روسيا، لا يمكنها إنفاق الكثير من الأموال على سباق التسلح، إنه مدرد بحث وتطوير تمثيلي أو متبادل. فعلى سبيل المثال، إذا أنشأت الولايات المتحدة نظام دفاع صاروخي باليستي عالمي، فسوف تدرس روسيا كيف يمكنها اختراق نظام الدفاع الصاروخي الباليستي الخاص بخصمها، بدلاً نشر نظام دفاع صاروخي باليستي عالمي مضاد.

يوضح الخبير بأن الولايات المتحدة قوة متقدمة لديها أسلحة متنوعة شاملة، من حاملات الطائرات والتي لديها أكبر عدد حاملات طائرات في العالم، كما وتمتلك الولايات المتحدة أكبر عدد غواصات نووية مسلحة بصواريخ نووية عابرة للقارات، بالإضافة إلى امتلاكها نظام دفاع صاروخي باليستي عالمي، والذي تنشر صواريخه الاعتراضية وراداراته في بلدان أخرى، داخل القواعد العسكرية المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

تختتم الصحيفة تقريرها بالسؤال التالي: على الرغم من أن الولايات المتحدة وروسيا لديهما أفكار مختلفة في تطوير الأسلحة، ولكن قادة الولايات المتحدة وروسيا يدعون أن بلادهم لديها أحدث الأسلحة والمعدات، ما هي نواياهم الحقيقية؟

يجيب الخبير العسكري تساو: بأن أول محاولة هو أن معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الجديدة سوف تنتهي قريباً في فبراير المقبل، سواء استمرت أو فسدت، في هذا الوقت، تشارك كلاً من الولايات المتحدة وروسيا في منافسة، ويجب على كلا الجانبين الخروج ببعض أوراق المساومة. وتقول روسيا إن أسلحتها ومعداتها هي الأكثر تطوراً، لذلك ينبغي على الولايات المتحدة ألا تخرق بنود المعاهدة الجديدة المتعلقة بالحد من الأسلحة الاستراتيجية، وينبغي علينا أن نواصل مراقبة سباق التسلح هذا وعدم الدخول اليه. في المقابل تعلن الولايات المتحدة أنها تمتلك أقوى الأسلحة في العالم، ولا تخشى التنافس مع أي بلد، في هذه الحالة فإن المعاهدة ستنتهي.

يختتم الخبير العسكري حديثه بالقول: والأهم من ذلك، إذا كنت تريد أن تقول إن أسلحتكم هي الأفضل في العالم، فهذا يعني أن القوة العسكرية هي الأقوى، سواء كانت للتعامل مع تهديدات الحرب أو للحفاظ على أمنهم الخاص.