الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

العلاقات الإسرائيلية الأمريكية ودورها في الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط

2020-11-03 03:53:46 PM
العلاقات الإسرائيلية الأمريكية ودورها في الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط
"إسرائيل" وأمريكا

الحدث - جهاد الدين البدوي

تشكلت العلاقات الإسرائيلية الأمريكية على أسس متينة، لضمان أمن "إسرائيل" وديمومة بقائها، ولقناعة أن النظام الإسرائيلي هو نظام ديمقراطي وامتداد للحضارة والتكنولوجيا الغربية. كما ينظر لـ"إسرائيل" على أنها شريك إقليمي قادر على تحقيق المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

        ومن وجهة النظر الأمريكية، وحتى يتم تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط لا بد من المحافظة على التفوق العسكري "الإسرائيلي" لمواجهة أي تهديد إقليمي. وبعد استقرار النظام "الإسرائيلي" بعد انتصاراتها على النظم العربية في حروب 1948 و1967، فإن التعاون الاستراتيجي "الإسرائيلي" الأمريكي، يستند إلى تبادل المصالح المشتركة، مع ضمان التفوق المطلق لـ "إسرائيل"  على جيرانها.

تاريخ العلاقات العسكرية الإسرائيلية الأمريكية ودوافعها

منذ إعلان احتلال "إسرائيل"  للأراضي الفلسطينية عام 1948، أظهر رؤساء الولايات المتحدة التزاماً واضحاً بأمن "إسرائيل" ، فكانت واشنطن أول من اعترف ب"إسرائيل" كدولة، وأول من اعترف بالقدس كعاصمة لـ "إسرائيل"  عام 2017. ولطالما كانت "إسرائيل"  ولا تزال أهم شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لارتباطات تاريخية وثقافية ودينية وثيقة بالإضافة إلى المصالح المتبادلة بينهما.

        إن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"  قوية ووثيقة، تقدم فيها الولايات المتحدة 3 مليارات دولار كدعم عسكري ل"إسرائيل" بشكل سنوي. وبالإضافة إلى الدعم المالي، تشارك الولايات المتحدة في مستوى عال من التبادلات مع "إسرائيل" ، لتشمل المناورات العسكرية المشتركة، والبحوث العسكرية، وتطوير الأسلحة.

        يعد التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، هدفاً "إسرائيلياً" متأصلاً، ويرجع إلى بداية الخمسينيات من القرن الماضي، حين التقى وزير الخارجية "الإسرائيلي" موشي شاريت مع وزير الدفاع الأمريكي جورج مارشال، في نيويورك في ديسمبر 1950، حيث طرح شاريت أول أفكار "إسرائيلية" عن التعاون الاستراتيجي، واتفق مع وزير الدفاع الأمريكي على إعداد مذكرة تفصيلية حول هذه القضية، تضمنت عرضاً لموقف "إسرائيل"  الاقتصادي والصناعي، على ضوء الحصار العربي المضروب حولها.

 وثمة دلالة أخرى تشير إلى محاولات "إسرائيل"  المبكرة للتعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، من خلال الرسالة التي بعثها وزير الخارجية الأمريكي "دين أتشيسون" إلى السفارة الأمريكية في "إسرائيل"  في ديسمبر 1950، والتي تكشف مناشدة "إسرائيل"  لوزري الخارجية والدفاع الأمريكيين، لتقديم مساعدات لدعم الصناعات الحربية "الإسرائيلية".

يعود تاريخ العلاقات العسكرية الرسمية بين "إسرائيل"  والولايات المتحدة إلى عام 1952، إلا أنها لم تصبح المورد الرئيس للأسلحة لـ "إسرائيل"  إلا بعد عام 1967، أما فيما يتعلق ببرنامج المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية فقد بدأت في أعقاب حرب أكتوبر 1973، واستمرت حتى يومنا هذا، وقد بلغ إجمالي المساعدات الأمريكية لـ "إسرائيل"  أكثر من 1.4 مليار دولار خلال الفترة ما بين عامي 1950-1973. وارتفعت نسبة الدعم الأمريكي بعد حرب أكتوبر بشكل كبير.

من الواضح أن حجم المساعدات الأمريكية المقدمة لـ "إسرائيل"  تأثرت بالأحداث السياسية والصراع العربي "الإسرائيلي"، حيث وصلت قيمة المساعدات الأمريكية إلى مليار دولار بشكل سنوي بين عامي 1978-1980.

ومن الجدير بالذكر أن التوجه السياسي والعسكري الأمريكي نحو "إسرائيل" بدأ يتزايد بعد حرب أكتوبر 1973، بعد توقيع معاهدة السلام بين "إسرائيل"  ومصر، وبعد سقوط نظام الشاه في إيران عام 1979، والغزو السوفييتي لأفغانستان، ومنذ بداية الثمانينيات بدأ شكل التعاون الاستراتيجي بين البلدين يأخذ مساراً متعاظماً.

أبعاد ومحددات العلاقات "الإسرائيلية" الأمريكية

تتعدد الرؤى والتحليلات حول موقع "إسرائيل" في العقل الأمريكي، وذلك طبقاً لعوامل ومحددات عديدة متداخلة ومتناقضة بعض الشيء؛ فمرة يتم تغليف هذه العلاقة بطابع استراتيجي، ومرة أخرى بطابع ديني، ومرة بطابع أيديولوجي ديمقراطي، وسنتطرق في هذا المقال للحديث عن ثلاثة أبعاد للعلاقات الثنائية:

البعد الاستراتيجي

شكل قيام "إسرائيل"  في العقل الغربي الأمريكي طموحاً استعمارياً مستداماً، خاصة بعد خروج الغرب الاستعماري من المنطقة الأغنى في العالم بمواردها الطبيعية وخاصة موارد الطاقة. لذلك ترى واشنطن "إسرائيل" كمستعمرة أو قاعدة عسكرية متقدمة، للحفاظ على هذه التركة الاستعمارية. فهي القوة العسكرية الوحيدة القادرة على ضبط إيقاع الدول العربية المحيطة، مما يعزز من النفوذ الأمريكي في المنطقة، وبالتالي الهيمنة على قرارها السياسي والاقتصادي.

        وقبل قيام "إسرائيل"  حدد هرتزل وظيفة هذا الكيان في كتابه الدولة اليهودية بقوله: "نبني من أجل أوروبا مخفراً أماميا في فلسطين للوقوف ضد آسيا، وسيكون هذا المخفر طليعة العالم المتمدن ضد البربرية، وسيشكل جداراً فاصلاً بين السكان العرب في آسيا، والسكان العرب في أفريقيا".

        وفي هذا السياق تشكل "إسرائيل"  أحد الدعائم الأساسية للولايات المتحدة لإدارة الصراع في المنطقة الأكثر سخونة في العالم. لذلك يمكن قراءة الدعم الأمريكي ل"إسرائيل" من خلال عاملين أساسيين: الأول يتعلق بضبط العدوان "الإسرائيلي" بما يتناغم مع المصلحة الأمريكية، والثاني يتعلق بإبقاء التفوق العسكري "الإسرائيلي" تهديداً لاستقرار المنطقة، وخطراً وجودياً لأي قوة وطنية مستقلة صاعدة. مما يبقي دول المنطقة حبيسة النفوذ الغربي.

        يرى الباحث عبد الجواد عمر أن "إسرائيل"  في العقل الأمريكي ما هي إلا قوة ناظمة لإيقاع الإمبريالية، وهي المستعمرة المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاقتصادية والحيوية والاستراتيجية والتي تمتلك من الموارد ما جعلها تشكل العمود الفقري للنظام الاقتصادي العالمي، إضافة لمركزها الجغرافي الحيوي بين ثلاث قارات، مُشكلة بذلك مركزاً لمضائق ملاحية وطرق تجارية ذات بعد جوهري في صيرورة الاقتصاد العالمي وديمومته.

البعد الديني

شكل البعد الديني أهم المرتكزات التي بني عليها المجتمع الأمريكي، فالأفكار الدينية التي حملها البيوريتانيون إلى أمريكا شكلت الإطار العام لأغلب تحركات الآباء المؤسسين، حيث قال جيمس فن: "لا أحد يستطيع أن يفهم أمريكا وحرياتها إلا إذا وعى وتفهم التأثير الذي باشره وما زال يباشره الدين في صنع هذا البلد".

        وبذلك كانت الاتجاهات الصهيونية عنصراً بارزاً في الحياة الثقافية والسياسية الأمريكية من البداية الأولى للاستيطان الأوروبي في العالم الجديد، فالمهاجرون الأوائل كانوا من البيوريتاميين "التطهيريين" الذين حملوا معهم التقاليد والقناعات التوراتية وتفسيرات العهد القديم التي انتشرت في إنجلترا ودول أوروبية أخرى في القرن السادس عشر وما بعده، وأضحت اللغة العبرية لغة مهمة في المستوطنات الأمريكية الأولى، فالبيوريتانيون كانوا يجيدونها بسهولة، وسمح لليهود ببناء محافلهم الدينية في المستوطنات الأمريكية، قبل أن يسمح ببناء الكنائس.

فترى النخبة المسيحية الإنجيلية في أمريكا أن "إسرائيل"  انعكاس للتجربة الأمريكية من حيث كون البلدين صنيعة حقبة استعمارية، أقيما على هجرات متنوعة من الناس يحملون نفس الهم.

البعد الأيديولوجي الديمقراطي

ترى شريحة واسعة من النخبة الفكرية في أمريكا أن الدولة العبرية انكاساً للتجربة الليبرالية الديمقراطية الأمريكية، وأن النظام في "إسرائيل"  يشكل امتدادا حضاريا وتكنولوجيا للغرب.

المنفعة المتبادلة في العلاقة "الإسرائيلية" والأمريكية

دائماً ما ينظر للعلاقة "الإسرائيلية" الأمريكية على أنها ذات منفعة من جانب واحد مرده للكيان "الإسرائيلي"، وهو يتناقض مع الرؤيا الاستراتيجية الأمريكية التي تنظر للعلاقة مع "إسرائيل"  على أنها ذات منفعة متبادلة، فالعلاقة مع "إسرائيل"  دائماً ما تسهم في صالح تعزيز الأمن الأمريكي، حيث ازداد التعاون الثنائي في التعامل مع التحديات العسكرية وغير العسكرية خلال السنوات الأخيرة. ولا يمكن أن تكون العلاقة متماثلة؛ فقد أمدت الولايات المتحدة "إسرائيل"  بدعم دبلوماسي واقتصادي وعسكري لا غنى عنه بلغ أكثر من 115 مليار دولار إجمالاً منذ عام 1949. لكن الشراكة متبادلة وحققت فوائد جمة للولايات المتحدة. أما التكاليف الأخرى الملموسة بشكل أقل والناجمة عن التحالف بين البلدين - والتي تتمثل بصفة أساسية في الضرر الذي لحق بسمعة واشنطن في البلدان العربية والإسلامية، وهي مشكلة نجمت كذلك عن التدخلات الأمريكية وعقود من الدعم الأمريكي للحكام المستبدين في الشرق الأوسط - فإنها تتضاءل عند المقارنة مع المكاسب الاقتصادية والعسكرية والسياسية التي عادت على واشنطن.

        ويرجع التعاون الأمني بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"  إلى ذروة "الحرب الباردة"، عندما كان يُنظر إلى الدولة اليهودية في واشنطن على أنها حائط صد ضد النفوذ السوفيتي في الشرق الأوسط ومناهض للقومية العربية. وعلى الرغم من أن العالم قد تغير منذ ذلك الحين، إلا أن المنطق الاستراتيجي للتحالف بين "إسرائيل"  والولايات المتحدة لم يتغير. ومن وجهة نظر أمريكية لا تزال "إسرائيل"  ثقل موازنة ضد القوى "الراديكالية" في الشرق الأوسط، بما فيها الإسلام السياسي والتطرف العنيف. كما أنها حالت دون الانتشار الإضافي لأسلحة الدمار الشامل في المنطقة عن طريق إحباط البرامج النووية لكل من العراق وسوريا.

        ولا تزال "إسرائيل"  تساعد الولايات المتحدة على التعامل مع التهديدات الأمنية التقليدية. فالدولتان تشاركان بعضهما البعض المعلومات الاستخباراتية بشأن الإرهاب والانتشار النووي والسياسة في الشرق الأوسط. كما أن التجارب العسكرية "الإسرائيلية" جسّدت منهج الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي. وتعمل الحكومتان معاً لتطوير تقنيات عسكرية متطورة، مثل نظم "ديفيدز سلينغ" للصواريخ المضادة ونظم الدفاع الصاروخية "آرو" التي قد تكون جاهزة بعد فترة قصيرة للتصدير إلى حلفاء الولايات المتحدة الآخرين.

        على الرغم من مخاطر العلاقة مع "إسرائيل"  التي كانت ستدخل واشنطن في صراع مباشر مع الاتحاد السوفييتي في سبعينيات القرن الماضي، وأدخلتها بحملة مقاطعة عربية في ذلك الوقت، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال ترى في "إسرائيل"  أقرب الحلفاء الاستثنائيين في الشرق الأوسط، تحافظ على أمنها وتفوقها العسكري.

منذ توقيع معاهدة السلام بين مصر و"إسرائيل"  عام 1979، حافظت واشنطن على التفوق العسكري لدولة الاحتلال، خاصة فيما يتعلق بسلاح الجو، حتى بات سلاح الجو "الإسرائيلي" هو الأقوى في منطقة الشرق الأوسط عموماً.

        وفقاً لمجلة "national interest" الأمريكية فإنه على مدار خمسين عاماً، ظلَّت الولايات المتحدة تقدِّم أفضل الطائرات المقاتلة لـ "إسرائيل"  حتى تضمن التفوق الجوي "الإسرائيلي" في منطقة الشرق الأوسط. ويواصل استخدام "إسرائيل"  لطائرات "F-35"، المعروفة باسم "أدير"، هذا التقليد حتى بينما تضع "إسرائيل"  لمستها التكنولوجية الخاصة على المقاتلة من الجيل الخامس. وعلى عكس عملاء "F-35" الآخرين، تعدِّل "إسرائيل" مقاتلاتها منذ البداية لمواجهة التحديات الأمنية الفريدة وللاستفادة من القدرات التكنولوجية لديها.

        توضح المجلة الأمريكية أن الولايات المتحدة بدأت ترسل أفضل الطائرات المقاتلة لـ "إسرائيل"  في نهاية الستينيات، حين انضمَّت الطائرة "F-4" فانتوم الثانية إلى القوات الجوية "الإسرائيلية". وتلتها طائرات التفوُّق الجوي "F-15A Eagle" عام 1976، ثم طائرات "F-16A Fighting Falcon" متعددة المهام في عام 1980. وتلت هذه المقاتلات في النهاية مقاتلات "F-15C" و "F-15I" و "F-16C" و "F-16I." باستثناء مقاتلة "F-22 Raptor"، فإن الأسطول الجوي "الإسرائيلي" مُجهَّز جيداً تماماً مثل القوات الجوية الأمريكية. 

        تقول المجلة أنه على عكس عملاء "لوكهيد مارتن إف-35" دفعت "إسرائيل" من أجل إذنٍ، حصلت عليه بالفعل، لدمج عددٍ من التقنيات المحلية في طائراتها، والتي كانت تُسمَّى "F-35I"، أو "أدير". وأوضحت "إسرائيل"  أنها تعيش حالةً من الصراع شبه الدائم، وأنه يتطلَّب من أسطولها من طائرات "F-35" ألا يكون مختلفاً لوجيستياً فحسب، بل تكنولوجياً أيضاً.

ما هي التقنيات "الإسرائيلية" الخاصة في مقاتلة "F-35I"؟

من باب حرص الولايات المتحدة على تحقيق التفوق "الإسرائيلي" العسكري، وخصوصاً في مجال سلاح الجو، وافقت الولايات المتحدة على الطلب "الإسرائيلي"، ووفقاً لموقع عسكري فقد أضحت مقاتلة "F-35" أكثر تطوراً من غيرها من النسخ الأخرى، بعد دمج عدد من التقنيات "الإسرائيلية" كأنظمة الحرب الإلكترونية، وإضافة حجرة تشويش خارجية، وصواريخ جو-جو جديدة، وقنابل موجهة، ومن المرجح أن تكون سعة الطائرة الإسرائيلية من الوقود أكبر، حتى تتمكن من تحقيق تحليق طويل المدى حتى تتمكن مستقبلاً من ضرب أهداف معادية في إيران دون التفريط بالقدرات الشبحية للمقاتلة.

        تشير "national interest" الأمريكية إلى أن إحدى التقنيات الرئيسة تتمثل في دمج نظام القيادة والاتصالات والحوسبة والاستخبارات (سي 4 آي) الذي طوَّرَته "إسرائيل"  في مقاتلات أدير. ويسحب هذا النظام الفريد بيانات المستشعر من الطائرة، لكنه لا يتداخل مع نظام الحوسبة في طائرة "F-35". ومن هناك، يدفع نظام سي 4 آي البيانات إلى أصولٍ "إسرائيليةٍ" أخرى، بالأخص المقاتلات القريبة، من خلال روابط بياناتيه المصنوعة محلياً للمساعدة في اكتشاف أهداف العدو وتحديد أولويتها ومهاجمتها. 

        وبحسب المجلة الأمريكية تُعَدُّ تكنولوجيا الـ سي 4 آي ضروريةً بشكلٍ خاص في ضوء التهديد الصاروخي الهائل لـ "إسرائيل" ، إذ يُعتَقَد أن حزب الله وحده يمتلك 150 ألف صاروخ تكتيكي يمكن أن يمطرهم على "إسرائيل" . وفي أيِّ حربٍ مستقبلية، قد يكون عدد مواقع إطلاق الصواريخ هائلاً -إن لم تتمكَّن "إسرائيل"  على نحو السرعة من الحصول على بيانات مواقع الإطلاق، وتحديد أولويات قائمة الهجوم كي يضربها سلاح الجو "الإسرائيلي".

        تضيف المجلة الأمريكية أن المقاتلة "F-35I" ستتمكن من حمل صواريخ "إسرائيلية" التصميم. وستحمل الطائرة قنبلة "SPICE 1000" المُوجَّهة بدقة بدلاً من قنبلة "JDAM" المُوجَّهة بتقنية تحديد المواقع. وتُعَدُّ قنبلة "SPICE 1000" حزمةً إضافيةً تعمل على تثبيت كلٍّ من أنظمة التوجيه الكهروضوئية وأنظمة القمر الصناعي على قنبلة "Mk" غير المُوجَّهة والتي تزن 83 ألف رطل. 

        تسمح هذه القنبلة "SPICE 1000" ليس فقط بمهاجمة أهداف مُحدَّدة بإحداثيات تقنية تحديد المواقع، بل تسمح أيضاً بإدخال رجلٍ لتوجيه القنبلة يدوياً على الهدف -أو أن يلغي الضربة الجوية إذا تطلَّب الأمر. ويمكن أن تقطع قنبلة "SPICE 1000" مسافةً تصل إلى 62 ميلاً إلى الهدف، وهي دقيقةٌ للغاية.

        وستحمل طائرة "F-35I" أيضاً صاروخ جو-جو من طراز "Python-5"، والذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء، بدلاً من صاروخ الجو-جو الأمريكي قصير المدى من طراز "AIM-9X Sidewinder". وتعني قدرة الإغلاق لدى الصاروخ أنه يمكن إطلاقه من حجرة الأسلحة الداخلية لمقاتلة "F-35I" وتحديد إطلاقه على طائرة العدو الواقعة في نطاقه.

        تؤكد المجلة الأمريكية أن المطلب الآخر لسلاح الجو الإسرائيلي هو إضافة زوج من خزانات الوقود التي تتسع لـ 425 غالون من الوقود إلى "أدير"، الأمر الذي سيمدِّد الوقود الإجمالي لدى المقاتلة وكذلك مداها بنسبة حوالي 36%. وبينما قد تضر إضافة خزان وقود آخر بقدرة المقاتلة "F-35I" على التخفي، قال مصدرٌ لمجلة Aviation Week & Space Technology إن خزان الوقود قد يُستَخدَم في المراحل الأولى من عمليةٍ جوية حيث يكون التخفي غير ضروري، ويتم التخلُّص منه بعد استخدامه.

        ترى المجلة الأمريكية أن طائرة "F-35 Adir" تتميز عن بقية أساطيل مقاتلات "F-35" الدولية، وفقاً لتحديات العالم الحقيقي التي تجعل هذه الطائرة المقاتلة بارزةً من حيث أوجهٍ أخرى: بالنظر إلى الوضع الأمني لـ "إسرائيل" ، فإن طائرات "F-35I"، مثل مقاتلات "F-15A" منذ أربعين عاماً، قد تكون الأولى من نوعها في القتال.

        مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الأخرى تعمل جاهدة للمحافظة على التفوق العسكري "الإسرائيلي"، حتى تضمن أمن الكيان الاحتلالي؛ وبالتالي تضمن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة الأغنى في العالم من حيث الموارد الطبيعية. وحتى لو قبلت الولايات المتحدة بتصدير أحدث مقاتلاتها من الجيل الخامس لبعض الدول العربية، فإن هذا لا يعني إضعاف التفوق الجوي "الإسرائيلي"، لسببين، الأول متعلق بأن النسخة "الإسرائيلية" فريدة ومعدلة، وهي تتفوق على النسخة الأخرى من المقاتلات بعد إضافة أسلحة معدات وأجهزة استشعار متطورة، والثاني: أن النسخ التصديرية للمعدات العسكرية دائماً ما تختلف عن النسخ المحلية التي يتسلح بها الطرف المصدر، وهي أقل بدرجة أو درجات من حيث التطور، بالإضافة أن تكنولوجيا هذه المقاتلات مكشوفة لدى "إسرائيل" . كما أن الأنظمة التي يمكن أن تصدر لها هذه المقاتلات ينبغي أن تكون على علاقة وثيقة بإسرائيل، وهو ما جرى مع الإمارات بالفعل