الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حفريات الاحتلال تهدد حياة 22 عائلة مقدسية

بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

2020-11-30 08:02:44 AM
حفريات الاحتلال تهدد حياة 22 عائلة مقدسية
إحدى الحفريات

الحدث - سوار عبد ربه

في وقت يقف فيه العالم متضامنا مع الشعب الفلسطيني في التاسع والعشرين من تشرين الثاني من كل عام؛ لا تزال "إسرائيل" تسابق الزمن في تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس في مسعى لتقويض حل الدولتين الذي جاء في قرار التقسيم (181)، والذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947.

أكثر من 70 عاما ذاق الشعب الفلسطيني فيها شتى أنواع القتل والتهجير والتشريد والقمع على مرأى من العالم، رغم القرارات الأممية التي يزيد عددها عن 750 قرارا، التي تدين الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، والتي لم ينفذ منها شيء حتى الآن، لا سيما تلك المتعلقة بعدم شرعية الاستيطان.

وبحسب المحلل السياسي راسم عبيدات، فإن الاهتمام بالقضية الفلسطينية يشهد حالة من التراجع، معللا ذلك بثلاثة عوامل، العامل الأول هو الانقسام الفلسطيني. والثاني "ما نشهده من تطبيع عربي رسمي بين دولة الاحتلال وبعض الحكومات العربية، التي أصبحت تتعامل مع الاحتلال كمكون طبيعي من مكونات جغرافيا المنطقة، ولم يعد هو العدو بالنسبة لها، وبالتالي تخلت عن القضية الفلسطينية".

وتابع عبيدات: "العامل الثالث، ما نشهده من هجوم أمريكي تجاه شعبنا الفلسطيني من عدوان مباشر بالشراكة مع الاحتلال، سواء عبر نقل السفارة أو إعلان القدس عاصمة للاحتلال أو ضم المستوطنات  وما يجري من عملية تهويد ممنهجة  في مدينة القدس".

وأكد عبيدات لـ"الحدث"، أن هذا كله يتطلب في يوم التضامن العالمي أن يكون لدينا حضور دبلوماسي وحقوقي وسياسي على مستوى العالم والمؤسسات الدولية، باتجاه أن يكون لدينا ملف يحول إلى المحاكم الدولية بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق شعبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشدد المحلل السياسي على ضرورة مقاطعة دولة الاحتلال وسحب الاستثمارات منها باعتبارها دولة معتدية وتتنكر لكل قرارات الشرعية والاتفاقات الدولية.

ويرى عبيدات أن في هذا اليوم "واجبنا  كفلسطينيين أن نعمل على التضامن مع أنفسنا قبل أن نطالب العالم بالتضامن معنا، فنحن حتى هذه اللحظة لا توجد لدينا قيادة واحدة ولا موقف واحد ولا رؤية واحدة ولا حتى استراتيجية واضحة، كما لم نتفق على شكل نضالي واحد".

وتطرق عبيدات في اتصال مع "الحدث" لما يجري في القدس من عمليات ضم وتهويد أثرت بشكل على العاصمة الفلسطينية.

وبيّن المحلل السياسي أن وضع القدس ليس بالوردي فالاحتلال اليوم في حالة سباق مع زمن في الأيام المتبقية للإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، ويعمل ليل نهار على خطط ومشاريع استيطانية.

أحياء مقدسية مهددة 

وهناك الكثير من الأمثلة على الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال في حق القدس والمقدسيين، آخرها الخديعة التي تعرض لها سكان حوش (النيرسات) الواقع في حي باب السلسلة في البلدة القديمة للقدس، حيث يعاني سكان الحوش منذ مطلع العام الجاري من تشققات وتصدعات في بيوتهم نتيجة للحفريات التي قامت بها السلطات الإسرائيلية في المنطقة.

ويقول محمد زاهدة وهو أحد سكان حوش (النيرسات): "سبب التشققات والمشاكل التي نعاني منها هي شركة (جيجون) الإسرائيلية للمياه، كمان أثبتت الفحوصات".

وأضاف: "80% من سكان الحي غادروا منازلهم بتنسيق مع بلدية الاحتلال التي تعهدت أن تدفع للعائلات المتضررة بدل إيجار بقيمة 4000 شيقل على أن يسكنوا في المنطقة التي يريدونها سواء في الضفة أو القدس حتى تكتمل عمليات الإصلاح في الحوش".

وكان الاتفاق بين العائلات والبلدية يقضي بدفع الإيجار لمدة عام كامل على أن يحضروا عقدا يثبت ذلك، حتى يعيدوا إعمار الحي، وبعدها تنصلت البلدية من مسؤوليتها ولم تدفع للعائلات سوى إيجار شهرين، وفقا لزاهدة.

وعرضت البلدية قبل أسبوع على العائلات مبلغ 24 ألف شيقل لكل عائلة، على أن تخلي مسؤوليتها من تصليح الحي، وحينها تتوجه العائلات لجمعيات ولجان تتكفل بتصليحه، لكن العائلات رفضت الأمر حتى لا تضيع القضية المرفوعة على شركة المياه الإسرائيلية حسب ما أوضح المواطن المقدسي رشيد زاهدة.

ويرى زاهدة أن الحفريات التي جرت بالحي ما هي إلا لمصلحة للمستوطنين، لأن "الدلف الذي ينزل في الحي يمتد عن طريق الأنفاق إلى حائط البراق حيث يصلي المستوطنون مشكلا خطرا عليهم".

ومن المتوقع أن يعتصم أهالي الحوش يوم الثلاثاء المقبل أمام منازلهم لمطالبة البلدية بالوقوف عند مسؤولياتها والوفاء بالتزاماتها.