الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تقرير صادم حول تأثير الاقتحامات الإسرائيلية للمنازل الفلسطينية

2020-12-01 09:55:55 AM
تقرير صادم حول تأثير الاقتحامات الإسرائيلية للمنازل الفلسطينية
جيش الاحتلال يقتحم أحد المنازل الفلسطينية- أرشيفية

الحدث ـ محمد بدر

أفاد تقرير لعدد من منظمات حقوق الإنسان من بينها، "ييش دين" و "كسر جدار الصمت" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان"؛ أن الاقتحامات التي ينفذها جيش الاحتلال لمنازل الفلسطينيين تسببت بإصابات جسدية ونفسية لعدد من ساكنيها بمن فيهم الأطفال.

 واستند التقرير، بحسب المنظمات الحقوقية، إلى شهادات 158 فلسطينيا، حيث أجرى خبراء في الصحة النفسية مقابلات مع 31 عائلة فلسطينية، بالإضافة إلى 45 مقابلة مع جنود وضباط إسرائيليين.

وتبين الشهادات التي استعرضها التقرير حول دخول الجنود إلى منازل الفلسطينيين أنه "في 88٪ من الحالات، أمر الجنود أفراد الأسرة، بمن فيهم الأطفال، بالتجمع في غرفة واحدة تحت تهديد السلاح". 

كما أشارت 30٪ من الشهادات إلى وجود تهديدات بالسلاح ضد أفراد الأسرة، وفي ربع الحالات تم استخدام القوة الجسدية أو العنف كجزء من عملية الاقتحام. وأفاد 64٪ من العائلات الفلسطينية التي أدلت بشهادتها في التقرير أن الجنود اقتحموا منازلهم أكثر من مرة، و"تمت معظم عمليات الاقتحام ليلاً".

إحدى الشهادات الواردة في التقرير جمعت في الخليل من قبل فريق "ييش دين" للمواطن سامر الجعبري. وبحسب قوله، بعد أن غادر الجنود منزله، اكتشف أنهم سرقوا منه حوالي مائة غرام من الذهب وآلاف الشواقل نقدًا. 

وبعد ذلك تقدم الجعبري بشكوى للشرطة بشأن السرقة، وحول ذلك يقول: "تم الاقتحام يوم زفاف ابني. كان هو وزوجته في شقتهما في الطابق الأرضي، وكنت في المنزل مع زوجتي وابنتي وولدي. في الساعة 1:45 صباحًا، وصل حوالي 40 جنديًا".

وتابع الجعبري: "استيقظت عندما سمعت طرقات قوية على باب شقة ابني، فركضت إلى النافذة وصرحت للجنود أن زوجين شابين يعيشان في الشقة، وكانت ليلة زفافهما". "طلبت عدم كسر الباب لأنني ذهبت لأفتحه على الفور، لكن الجنود لم ينتظروا واقتحموا الشقة برفقة الكلاب".

وأوضح أن "الجنود طلبوا أن نتجمع كلنا في غرفة واحدة، فطلبت من الضابط مرافقة الجنود أثناء التفتيش وسألته عما يبحثون عنه، ولم يوافق على مرافقتي للجنود". "من شقة الزوجين الشابين، كانت هناك أصوات تحطيم للأثاث ثم رأينا أنهما قاما بتكسير الكراسي والطاولات وسرير الزوجين".

وبالإضافة إلى الإصابات الجسدية وإحداث ضرر للممتلكات، يكشف التقرير أن اقتحامات جيش الاحتلال الإسرائيلي تؤثر أيضًا على الحالة النفسية للفلسطينيين الذين يعيشون في تلك المنازل. ووثق التقرير حالات إصابة باضطرابات النوم والقلق المفرط، الذي تجلت في صعوبة الاسترخاء واليقظة المستمرة، لدى بعض الفلسطينيين، الذين تم اقتحام منازلهم. 

كما تم الإبلاغ عن أعراض اضطرابات الاستيقاظ والنوم لدى الأطفال والمراهقين الذين تم اقتحام منازلهم، إلى جانب أعراض القلق وزيادة الاعتماد على الوالدين وظهور السلوك العدواني.

وقالت طبيبة نفسية ومتطوعة في جمعية أطباء من أجل حقوق الإنسان: "في معظم الحالات، يمارس الجنود العنف اللفظي أو الجسدي أيضًا، والذي مكن أن يؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة، والذي يثير الكوابيس واضطرابات النوم وضعف الأداء في جميع مجالات الحياة، وقد يؤدي إلى الانتحار".

وأضافت أن "هذه الأرقام تتفق مع العديد من الدراسات السابقة التي تشير إلى أن الفلسطينيين بشكل جماعي يتعرضون لصدمات نتيجة الاحتلال، والعواقب النفسية الشديدة التي تستمر معهم هي من بين أعلى المعدلات في العالم".

وتكشف المنظمات الحقوقية أن عمليات الاقتحام لا تتم فقط في الحالات التي تتوفر فيها معلومات عن شخص أو معدات داخل منزل ما، وإنما بوسع ضابط صغير في الميدان اتخاذ قرار بتنفيذ عمليات اقتحام لمنازل بدون أي أسباب.