الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من هو الرئيس الإيراني القادم؟

2020-12-14 08:41:53 AM
من هو الرئيس الإيراني القادم؟
العميد حسين دهقان

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشر مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية ورقة بحثية للدكتور أردافان خوشنود، أشار فيها إلى أن العميد حسين دهقان القائد في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو 2021. 

ودهقان لديه خلفية عسكرية، ففي الثمانينات كان مسؤولاً عن الحملة الشرسة ضد معارضي النظام الإيراني ولعب دوراً مركزياً في تفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت الذي أسفر عن مقتل المئات. وقد يصبح الرئيس الإيراني الجديد حيث من المتوقع أن يترشح المزيد من العسكريين لهذا المنصب.

يقول الباحث إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستجري انتخاباتها الرئاسية في 18 يونيو 2021. 

يوضح الباحث أن البنية السياسية لإيران تتمثل بالنظام الثلاثي: حيث يرأس السلطة القضائية المحافظ إبراهيم رسول ساداتي الذي يعتقد أنه خليفة المرشد الأعلى الحالي. ويرأس السلطة التشريعية منذ أيار/مايو 2020 قائد سابق للحرس الثوري الإيراني، العميد محمد باقر فاليباف.

يتساءل الباحث: هل من الممكن أن يتولى رجل عسكري السلطة التنفيذية في إيران أيضاً في عام 2021؟

يضيف الباحث أنه عبر مقطع فيديو قصير صدر في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أعلن العميد حسين دهقان رسمياً أنه سيترشح للرئاسة. وقال إنه سيكون قادراً على وضع نهاية للصراعات السياسية الداخلية في إيران وتوحيد البلاد. ومن المحتمل تماماً أن ينجح في ذلك، ويصبح رئيساً جديداً لإيران في 18 حزيران/يونيو 2021.

من هو حسين دهقان؟

ولد حسين دهقان في 3 مارس 1957 في قرية بوده بمدينة شهر رضا، في مقاطعة أصفهان. وهو متزوج من مريم تاج زاده وأب لثلاثة أطفال. وهو حاصل على درجة الماجستير في المعادن والدكتوراه في الإدارة العامة من جامعة طهران.

في وقت الثورة الإسلامية في عام 1979، كان دهقان في أوائل العشرينات من عمرها. وانضم على الفور إلى الحرس الثوري الإيراني. وكان من الفريق الذي اقتحم السفارة الأمريكية وسرعان ما أصبح قائداً لفرع الحرس الثوري الإيراني في طهران، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1982.

يدعي الباحث أن دهقان كان أحد الأفراد المسؤولين في المقام الأول عن الحملة الدموية على معارضي الجمهورية الإسلامية المنشأة حديثاً في أوائل الثمانينات.

عندما احتلت "إسرائيل" لبنان في عام 1982، أُعفي دهقان من مهامه في طهران وعُيّن قائداً لقوات الحرس الثوري الإيراني في لبنان وسوريا، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1984. وكقائد، لعب دوراً مركزياً في تدريب قوات حزب الله وتطويرها. وفى عام 1983 تورط مباشرة في الهجوم التفجيري ضد ثكنة لمشاة البحرية الأمريكية في بيروت والذي أسفر عن مصرع 299 أمريكياً وفرنسياً.

وبعد عودته إلى طهران، شغل دهقان مناصب رئيسة مثل قائد سلاح الجو التابع لـ الحرس الثوري في فترة (1990-1992)، ونائب رئيس الأركان المشتركة لـ الحرس الثوري في فترة (1992-1996)، ونائب وزير الدفاع في فترة (1997-2003)، ووزيرة الشؤون السياسية والدفاع والأمن في مجلس تشخيص مصلحة النظام منذ 2010 حتى الآن.

عُيّن دهقان وزيراً للدفاع في عام 2013 خلال إدارة الرئيس الحالي لإيران، حسن روحاني، وتولى هذا المنصب حتى عام 2017. وفي ذلك العام، تم تعيينه من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي ليكون مساعده العسكري للصناعات الدفاعية والخدمات اللوجستية للقوات المسلحة، وهو المنصب الذي لا يزال يشغله.

ومنذ الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2019، يخضع حسين دهقان لعقوبة من وزارة الخزانة الأمريكية بسبب دوره في تفجير بيروت عام 1983.

عسكرة السلطة التنفيذية

يقول الباحث إن دهقان هو الشخص الوحيد الذي أعلن حتى الآن ترشحه للرئاسة. وسيتم إضافة المزيد من الأسماء خلال الأشهر المقبلة. والسؤال الرئيس هنا هو ما إذا كانت القائمة ستضم المزيد من الشخصيات العسكرية؟ يضع الباحث قائمة من أهم الشخصيات العسكرية الإيرانية التي من المتوقع أن تترشح لسباق الرئاسة المقبلة، وهي على النحو التالي:

  1. اللواء محسن رضائي (القائد العام السابق للحرس الثوري الإيراني والأمين الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام).

  2. اللواء رستم قاسمي (وزير النفط السابق وقائد مقر خاتم الأنبياء في الحرس الثوري).

  3. اللواء البحري علي شمخاني (وزير الحرس الثوري الإيراني السابق، ووزير الدفاع، وقائد سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الإيراني، وحالياً يشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي).

  4. اللواء محمد باقر قالبيف (القائد السابق للقوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، وقائد الشرطة الإيرانية، ورئيس بلدية طهران، وحالياً يشغل منصب رئيس البرلمان الإيراني).

  5. برويز فتاح غاريباغي (وزير الطاقة السابق، ورئيس مؤسسة الإمام الخميني للإغاثة، ونائب قائد مقر خاتم الأنبياء في الحرس الثوري، والرئيس الحالي لمؤسسة موستازان).

ينوه الباحث إلى أن كل من رضائي وشمخاني ترشحا للرئاسة في الماضي، ولكن لم يحدث من قبل أن كان هناك اعتقاد بأن هذا العدد الكبير من القادة العسكريين السابقين أو الحاليين المرتبطين مباشرة بـ الحرس الثوري مهتمون بهذا المنصب.

دهقان رئيساً

يرى الباحث أنه من السابق لأوانه معرفة كيف ستمضي الأحداث، ولكن من المرجح أن يمتنع قادة الحرس الثوري الإيراني الآخرون إما عن تقديم أنفسهم كمرشحين من أجل إفادة دهقان، أو، إذا دخلوا السباق، فإنهم سينسحبون في نهاية المطاف لصالحه.

يتابع الباحث: وقليلون هم الذين يتمتعون بثقة دهقان أو نوعيته غير العادية في أن يثق بهم ما يسمى بالإصلاحيين والمتشددين. كما أن العديد من المناصب الحساسة التي تم تعيينه فيها خلال إدارات الرؤساء الإصلاحيين مثل محمد خاتمي وحسن روحاني والرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد هي مؤشر واضح على هذا المستوى الواسع من الثقة.

وعلى الرغم من وجود معارضة لفكرة أن يصبح رجل عسكري رئيساً للبلاد، إلا أن عمق الأزمة السياسية والمالية في إيران قد يؤدي إلى دعم ساحق لقائد الحرس الثوري الإسلامي في لعب هذا الدور.

يؤكد الباحث على أنه ينبغي تحليل الانتخابات القادمة فيما يتعلق برئاستي كل من أحمدي نجاد وروحاني. ولكل منهما سجل مظلم من سوء الإدارة السياسية والمالية الخطيرة. وبالتالي، قد تضع النخبة في البلاد ثقتها في دهقان، وهو رجل له علاقات وثيقة مع كل من الحرس الثوري والمؤسسة السياسية.

ولا ينبغي أن ننسى أن أحد الإنجازات الرئيسة التي حققها دهقان كوزير للدفاع خلال رئاسة روحاني فيما يتعلق بالأمن القومي كان توقيعه على اتفاق في عام 2016 مع الجنرال تشانغ وانكوان، وزير الدفاع الوطني الصيني آنذاك. ويمثل الاتفاق توسعاً كبيرا لنفوذ الصين في الشرق الأوسط حيث ينص على أن إيران والصين ستتعاونان بشكل وثيق فيما يتعلق بعمليات مكافحة الإرهاب وستنظمان مناورات عسكرية مشتركة.

وينظر إلى الاتفاق مع الصين على أنه دليل على قدرات دهقان. كما أن موقفه الثابت بأن برنامج الصواريخ الإيراني، الذي تترأسه وتديره قوات الحرس الجوي، لن يكون أبداً جزءاً من أي مفاوضات يجعله مرشحاً جذاباً لكلا المعسكرين داخل البلاد.

يختتم الباحث ورقته البحثية بالقول: وفي حين أن تاريخ دهقان من العنف يثير قلق الأطراف الأجنبية، فإنه يمثل بالنسبة لطهران إنجازًا أبدياً وكبيراً.