الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

كيف قلب اغتيال الجنرال سليماني الاستراتيجية الإيرانية في العراق؟

2021-01-04 05:24:05 PM
كيف قلب اغتيال الجنرال سليماني الاستراتيجية الإيرانية في العراق؟
الشهيد قاسم سليماني

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً لمراسلته في العراق سؤدد الصالحي وتحدثت فيه أنه مع رحيل زعيم قوة القدس الشهير، تشرع طهران في إجراء إصلاح كامل للقوات شبه العسكرية العراقية. إذا نجحت في مسعاها، سيظهر "تنين برأسين".

تضيف الصالحي بأن القادة الشيعة في العراق يشعرون بخيبة أمل من الرجل الذي حل محل قاسم سليماني. وهم يشعرون بالصدمة من ذلك.

تقول الصالحي: كان سليماني الذي تم اغتياله بطائرة بدون طيار في يناير 2020 يعرف القادة واحداً بعد الآخر، بل ومن يعملون تحت إمرتهم، ووثق العلاقة معهم عبر عدة عقود. لكن العميد إسماعيل قاني، القائد الجديد لفيلق القدس، وهي وحدة النخبة الإيرانية المكلفة بالعمليات الخارجية، لا يتمتع بنفس الصفات التي تمتع بها سليماني، ويبدو أنه غير مهتم بتكرارها.

وفي الواقع، وعلى الرغم من العام المضطرب الذي بدا فيه الصراع مع الولايات المتحدة احتمالاً واضحاً، لم يلتقِ إسماعيل قاني بالزعماء الشيعة في العراق إلا بضع مرات. وقال رئيس حزب سياسي شيعي بارز إن أسلوبه يشبه "المسؤول المعني فقط بتسليم الرسائل والتعليمات".

توضح الكاتبة بأن قاني والذي عمل سابقاً في أفغانستان، لم يبذل أي جهد لكسر الجليد مع شركائه الجدد، عبر رحلاته السريعة إلى العراق، فهو كما عرف عنه غير مهتم بالتعرف على القادة في العراق.

وقال سياسي شيعي بارز رفض الكشف عن هويته: "كان لدى سليماني كاريزما لا يمكن تجاهلها، فقد كان يجيد التحدث باللغة العربية، ووسع علاقاته مع معظم السياسيين العراقيين وقادة الفصائل المسلحة، بغض النظر عن انتمائهم أو طائفتهم".

وأضاف السياسي العراقي: وهذا ما جعله قريباً من الجميع، وبنى مكانته وأعطاه نفوذاً على القادة، وهو ما استخدمه لدفعهم في الاتجاه الذي أراده".

وقال السياسي: أنه كان يعرف كيفية التعامل مع العدو والصديق على حد سواء. كما أنه كان قادراً على التسوية مع معارضيه، وجعلهم يوافقون على حل مرضِ لكل الأطراف.

من ناحية أخرى، فإن قاني لا يعرف شخصياً عمار الحكيم، الزعيم السياسي الشيعي الكبير، على الرغم من نفوذه في جميع الطوائف في العراق.

يقول السياسي العراقي: انه يعرف شقيقه محسن فقط. تخيل ذلك.

توضح الكاتبة بأن المقارنة بين ثقة سليماني ورسمية قاني أصبحت حديث القادة في العراق. وفي حين كان سليماني يصل إلى العراق بدون سابق إنذار، فإن قاني يتقدم بطلب للحصول على تأشيرة قبل وصوله بأسابيع.

قال أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء: "لم يعترف سليماني بوجود باب، وفضل التسلل من خلال النوافذ. ويفضل قاني الدخول من الباب - وبمجرد الحصول على إذن".

رؤية جديدة:

تقول الكاتبة بأن الفرق بين سليماني وقاني واضحاً، فلم تتمكن إيران من ملء الفراغ الذي تركه الجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس الذي يعتبر الأب الروحي معظم الفصائل العراقية المسلحة الذي قتل إلى جانب سليماني.

وفي غياب سليماني، فقد باتت الجماعات شبه العسكرية العراقية المدعومة من إيران مثل عصائب الحق خارج عن السيطرة، وتتجاهل تعليمات قاني.

وفي الوقت نفسه، فقد أجبر انخفاض النفط وجائحة كورونا والعقوبات الأمريكية إيران إلى تسريع خططها لتغيير المسار في العراق على وجه الخصوص.

وقد أجبرت هذه التطورات المزعجة مجتمعة إيران على "مراجعة" سياستها الخارجية في المنطقة و"تسريع" خططها لتغيير المسار في العراق على وجه الخصوص، وفقاً لما قاله سياسيون وقادة ومسؤولون أمنيون وقادة فصائل مسلحة في العراق.

وقال مسؤول عراقي إن "الإيرانيين يعملون حالياً على مراجعة جميع خطط سليماني في العراق. في السابق، لم يكن أحد يجرؤ على الاعتراف بوجود سلبيات، ولكن بعد مقتله، بدأ الجميع يتحدثون عن السلبيات". مضيفاً: "انهم يرون أنهم استغلوا العراق بشكل كبير واعتمدوا على حلفاء قدامى استنفدوا موارده وتسببوا في خسارة إيران لقاعدتها الشعبية الشيعية. والهدف الآن هو تجربة مقاربات جديدة وإعادة ترتيب الوضع داخل العراق للحد من الخسائر".

وتقول مصادر سياسية وشبه عسكرية وأمنية في العراق إن السلطات الإيرانية المسؤولة عن العراق بدأت بالفعل في تغيير سياستها قبل أشهر. ويتوقعون أن تنعكس التغييرات بشكل عام على السياسة والأمن العراقيين قريباً. وبالفعل، فإن التحول في السياسة العامة بدأت تتضح به على أرض الواقع، ولا سيما فيما بين الفصائل المسلحة.

وقال كبير مستشاري رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "الفكرة هي تغيير الرؤية التي يتم بموجبها إدارة الصراع الأمريكي الإيراني داخل العراق لمواكبة التطورات الأخيرة محلياً وإقليمياً".

تقوم إيران بتقييم ثلاثة عوامل: إدارة جو بايدن القادمة، وخروج الفصائل المسلحة الموالية لآية الله العظمى السيستاني عن الحشد الشعبي، والانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق.

يوضح المستشار: "الفكرة لم تعد تتعلق بهوية الفائز أو الخاسر في هذا الصراع. والفكرة هي كيفية النجاة من هذه الصراعات بأقل الخسائر الممكنة".

وقال "إن إيران لا يمكن أن تقبل خسارة العراق تماماً، كما لا يمكنها المخاطرة بالمساس بمصالحها الوطنية الكبرى. لذلك، يبدو تقديم بعض التنازلات والتراجع عدة خطوات للخلف هو الرد النموذجي لإيران في المرحلة الحالية".

صعود الاستخبارات الإيرانية:

خلال الثمانينات كانت إيران المركز الرئيس للمعارضة العراقية ضد حكم صدام حسين. وكان لأجهزة استخباراتها دور فعال، حيث عملت مع عدد من قوى المعارضة العراقية المسلحة وغير المسلحة داخل العراق وخارجه.

وقال مقاتل سابق في منظمة بدر وهي أقدم وأكبر مجموعة عراقية مسلحة معارضة لصدام حسين: إن نفوذ الاستخبارات الإيرانية في العراق تراجع كثيراً بعد 2005 "عندما اندلع النزاع المباشر بين إيران من جهة والقوات الاميركية والبريطانية من جهة أخرى".

وبدلاً من ذلك، تولت «قوة القدس»، الذراع الأكثر رعباً في «الحرس الثوري الإسلامي»، المؤسسة المكلفة بتنفيذ عمليات إيرانية خارج الحدود، وهي شريك للاستخبارات الإيرانية؛ إدارة الملف العراقي.

وقد شارك الحرس الثوري مشاركة فعالة في توجيه القتال ضد القوات الأمريكية والبريطانية، وكان يزداد قوة على الصعيد المحلي أيضاً.

وفي عام 2014، أعطى صعود تنظيم الدولة الإسلامية قوة القدس موطئ قدمها التالي في العراق.

وفي عهد سليماني، وجّه فيلق القدس الجماعات المسلحة العراقية لأنها لعبت دوراً محورياً في منع المسلحين من الزحف على بغداد، ودحر تنظيم «الدولة الإسلامية» من البلدات والمدن في جميع أنحاء شمال وغرب العراق، والسيطرة على مناطق واسعة من الأراضي.

وقال سياسيون ومسؤولون شيعة إن فيلق القدس لديه الآن سيطرة كاملة على شؤون إيران في العراق. ولم يكن نفوذ طهران في البلاد أعلى من أي وقت.

تتابع الكاتبة: لكن تلك اللحظة من النصر كانت وراءها حالة من التوتر أبت أن تتلاشى، وسلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعات المسلحة، مما زعزع استقرار العراق الذي بدأ بالتعافي من الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقد تشكل الحشد الشعبي، والذي يضم مجموعة من الفصائل المسلحة، بناءً على فتوى أصدرها السيستاني دعت العراقيين إلى التعبئة ضد الجماعة المسلحة. وقد استرشد معظمهم بسليماني خلال الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وبمجرد أن انقشع الغبار في عام 2017 وهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، تمكنت طهران من فرض سيطرة شبه كاملة على الحشد الشعبي، الذي تجاهل أوامر القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية.

وفي ظل السيطرة الإيرانية، ارتكبت الجماعات المدعومة من إيران في الحشد بسلسلة من الانتهاكات ضد المدنيين، وبدأت تشكل تهديداً للحكومة العراقية والناس والبعثات الدبلوماسية الغربية التي تستضيفها.

ورداً على ذلك، طالب المرجع الديني السيستاني في النجف بإعادة هيكلتها وتقييد النفوذ الإيراني.

وقال سياسي عراقي مقرب من إيران: لقد وافق الإيرانيون على إعادة هيكلة الحشد الشعبي في العام الماضي، وكانوا يدرسون مقترحات للتضحية ببعض الفصائل المرتبطة بهم ودمج فصائل أخرى. لكن المشروع توقف بسبب اندلاع مظاهرات حاشدة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 ثم اغتيال سليماني.

يضيف المسؤول: لم يعرقل اغتيال سليماني المشروع، لكنه أرجأ التنفيذ لفترة من الوقت".

كما أن اغتيال سليماني، وفشل قاني في متابعة خطوات سلفه، بالإضافة إلى عدد من القضايا الملحة، قد سرّعت أيضاً من التحرك الذي بدأ في طهران وأدى إلى عودة المخابرات الإيرانية إلى العراق.

وقال المسؤول السياسي "لم يعد من الممكن المخاطرة بفقدان المزيد من النفوذ داخل العراق والمنطقة".

وبدأ فيلق القدس بالتراجع بالفعل. ووفقاً للمسؤول السياسي، كما أنه بدأ بفقدان أصوله في العراق من موقعها الأمامي في الشئون العراقية.

ومن وجهة النظر الإيرانية، فإن السياسة هي التي ينبغي أن تكون في مركز الصدارة الآن، وليس الأسلحة.

تغيير المسار:

وفقاً للكاتبة فإنه بالنسبة للكثيرين في بغداد، فإن الرسائل والأفعال الصادرة عن إيران وحلفائها في العراق مشوشة وتعكس صراعًا بين الحرس الثوري والاستخبارات الإيرانية.

ويعتقد بعض القادة العراقيين أن الاستخبارات الإيرانية تحث الفصائل المسلحة على ضبط النفس بينما يشجعها فليق القدس سراً على مهاجمة الأصول الأمريكية.

الحقيقة غير واضحة، لكن جميع القادة العراقيين يتفقون على أن رؤية طهران للعراق قد تغيرت بشكل جذري.

وقال سياسيون وقادة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران إن الرؤية الإيرانية تستند إلى ثلاثة محاور:

تفكيك وحل بعض الفصائل المسلحة، أو ما يسمونه "إزالة النتوءات"؛ ودعم وتعزيز الحكومة العراقية. وإيجاد مصادر تمويل بديلة لحلفائها داخل العراق وحمايتهم بتشكيلات سياسية معترف بها قانوناً.

وقال مستشار آخر من مستشاري الكاظمي إن "الإيرانيين لا يقبلون بوجود قوة موحدة قوية، لذلك عملوا في السنوات الأخيرة على تأجيج الخلافات بين الفصائل المسلحة داخل وخارج الحشد الشعبي، وهذا أجبر الجميع، بمن فيهم الإيرانيون، على الدخول في حالة من الفوضى التي نعاني منها جميعاً حالياً".

وأضاف ان "البديل المقترح هو حكومة مقبولة تتمتع ببعض السلطة لكنها تقبل بوجود قوة ميليشيا برأسين. قد يكون الحشد الشعبي الموالي لإيران واحداً منهم. ولذلك، أصبحت إعادة ترتيب الحشد الشعبي المدعوم من إيران مهمة جداً في هذا الوقت".

وقال المستشار إن الخطوة الأولى ستكون إيجاد شخص يحل محل المهندس، المؤسس المشارك لـ "كتائب حزب الله" العراقية والمقربة من إيران.

وأضاف: "وبعد ذلك ستختفي فصائل صغيرة مثل كتائب الخراساني؛ وستتحول أخرى إلى عصابات، في حين تندمج البعض الآخر بقوة أكبر منها، وستساعد إيران في تنفيذ هذا السيناريو لأن الفصائل أصبحت عائقاً أمام السياسة الإيرانية الجديدة".

تنين برأسين:

تقول الكاتبة بأن هذه الفصائل تتقاسم الرواتب والامتيازات والمعدات التي توفرها الدولة، وقد تشكلت أغلبيتها في عام 2014 بناء على فتوى السيستاني.

لكن ولاء هذه الفصائل لا ينتمي لنفس المكان. فهي إما تتبع للسيستاني في النجف، والبعض الآخر إلى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وتتطلّع الأغلبية إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي ضمن على مر السنين ولاء المزيد من الجماعات من خلال الوعد بالمال والنفوذ والأسلحة.

ورغم محاولة نوري المالكي رئيس الوزراء عندما بدأ هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" عام 2014 إنشاء سلطة واحدة للحشد الشعبي وجعله تابعا للحكومة إلا أنه لم ينجح.

وفي عام 2016 صدر قانون لتنظيم الحشد الشعبي وجعله خاضعاً لنفس قوانين القوات الأمنية العراقية. وبدلاً من ضبط الجماعات المسلحة زاد قانون 2016 من الفوضى.

ووفقاً لمسؤول أمني: فإن القادة الخارجون عن الحشد الشعبي يتمتع بالمنافع التي يتمتع بها الحشد الشعبي بما في ذلك الهويات والعربات والأسلحة والمقرات التي يستخدمونها كغطاء للعمليات غير القانونية وحماية المقاتلين غير المسجلين في الحشد.

وقال المسؤول إن البعض استخدموا مصادر الحشد ومقاتليه لأغراض أجندات شخصية وإقليمية والمشاركة في أعمال عنف ضد المدنيين وتورط البعض في أعمال عنف ضد مؤسسات الدولة والبعثات الدبلوماسية.

وقام المسلحون الذين ينتمون إلى الحشد بملء خزائنهم بمال المخدرات والسيطرة على بيوت المدنيين النازحين، وابتزاز الشركات ورجال الأعمال، واختطاف العراقيين والأجانب طلباً للفدية.

وعندما اندلعت الاحتجاجات في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بدأ البعض في قتل المتظاهرين والصحفيين واختطافهم وقتلهم، وأصبحت الهجمات على البعثات الدبلوماسية الغربية أمراً روتينياً. وهو ما دعا إيران للتحرك والحفاظ على القوى المسلحة الكبيرة داخل الحشد مقابل تنظيف صفوفها من العناصر الانتهازية وحل الفصائل الصغيرة. وبالنسبة للجماعات غير المسجلة في الحشد فسيتم الحفاظ على اثنتين أو ثلاثة منها تحت مظلة ما يعرف بـ "المقاومة المسلحة" ومرتبطة بفيلق القدس. وكتائب حزب الله وحزب الله النجباء سيشكلان نواة ما يعرف بقوى المقاومة.

ويقول مستشار ثاني للكاظمي: وستكون النتيجة تنين من رأسين، الأول منظم وتابع للحشد الشعبي والثاني تابع للمقاومة.

وأضاف: قد يكون هذا الاقتراح مقبولاً إقليمياً ودولياً، حيث ستكون هناك فرص كبيرة لاستعادة سيطرة الدولة تدريجياً على القوة الأولى، في الوقت الذي تعمل فيه بالتعاون مع إيران لإبعاد الأخيرة عن الساحة العراقية.

وأوضح ان "كل شيء سيتوقف على ما ستسفر عنه المفاوضات الإيرانية الأميركية. وإذا نجح الإيرانيون في العودة إلى الاتفاق النووي، فإن إيران ستحتفظ بالفصائل الرئيسة مع قبول مشاركة الحكومة العراقية في السيطرة عليها".

وسيتم التخلي عن جميع المقاتلين والفصائل الأخرى وتركهم تحت رحمة الحكومة العراقية وواشنطن.

وقال المستشار "إنها بادرة حسن نية".

إزالة النتوءات:

تقول الكاتبة بأنه لا يمكن المبالغة في تقدير الأهمية التي توليها إيران لتلك المفاوضات المستقبلية مع واشنطن.

ولهذا السبب أصدرت طهران تعليمات صارمة إلى حلفائها في العراق لوقف أي هجمات على المصالح الأمريكية في البلاد، والتي يخشى الإيرانيون من أن تدفع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى التحريض على الحرب قبل مغادرته المكتب البيضاوي.

بيد أن الغارات على القوات الأمريكية والقواعد والسفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء في بغداد لم تتوقف منذ توجيهات خامنئي في تشرين الثاني/نوفمبر.

وفى الوقت نفسه فإن الحشد العسكري الأمريكي في المنطقة مستمر. وقال مسؤول أمني عراقي إن الاستخبارات الأمريكية قالت في مناسبات عديدة إن "هجوماً انتقامياً يستهدف المصالح الأمريكية في العراق في الذكرى الأولى لاغتيال سليماني هو أمر متوقع".

وقال سياسي شيعي عراقي مطلع على المحادثات إن القاني، الذي زار بغداد في 23 كانون الأول/ديسمبر، التقى كاظمي والرئيس برهم صالح "لنقل رسالة إلى الأمريكيين مفادها أن إيران لا علاقة لها بالهجمات الأخيرة" التي استهدفت السفارة الأمريكية مؤخراً.

وأكد الجنرال قاني أن طهران لا تعتزم الانتقام في ذكرى اغتيال سليماني.

وأعقب زيارة قاني، التي لم تستمر أكثر من 24 ساعة، وفد عراقي رسمي زار طهران في 27 كانون الأول/ديسمبر، برئاسة أحد مستشاري كاظمي.

وعلى الرغم من عدم وجود معلومات كثيرة عن سبب توجه وفد رسمي إلى إيران بعد أيام قليلة من زيارة قاني، إلا أنه من الواضح أن الوفد حمل رداً أمريكياً على الرسالة الإيرانية.

ويشير عدد من القادة الشيعة إلى أن الوفد العراقي طلب مساعدة إيران في ملاحقة "العناصر غير الخاضعة للسيطرة". ويعتقدون أن الوفد أراد التوصل إلى اتفاق مع إيران حول كيفية كبح جماح بعض الفصائل.

ومع ذلك، فإن التطورات تجعل من المرجح أن يكون كاظمي وطهران قد توصلا إلى هذا الاتفاق في وقت سابق.

وفي 23 كانون الأول / ديسمبر، اعتقلت قوات الأمن العراقية المهندس حسام الأزرجاوي، مهندس الصواريخ وأحد قادة الفصائل المسلحة القوية عصائب أهل الحق، وثلاثة آخرين بتهمة "مهاجمة السفارة الأمريكية بالصواريخ".

وقبل أيام، شهد اعتقال حامد الجزائري وعلي الياسري، قائدي كتائب الخراساني، المتهمين بالاختطاف والابتزاز والفساد المالي والإداري. وقبل ذلك بأسبوع، تم أيضا ضبط 30 آخرين من نفس المجموعة.

وقال رئيس حزب سياسي شيعي مقرب من الايرانيين ان "تفكيك كتائب الخراساني واعتقال قادتها ومصادرة ممتلكاتها دليل على ان عملية تنظيف الحشد الشعبي قد بدأت فعلاً".

ووفقاً للسياسي العراقي، سيتم استخدام هذه التكتيكات للقضاء على الفصائل الأصغر حجماً وتنظيف الفصائل الأكبر حجماً.

وأضاف "انها عملياً عملية اعادة هيكلة للحشد الشعبي. وفى غضون أسبوعين سيتم حل جميع التفاصيل المتعلقة بالخرساني وسوف تبدأ بفصيل آخر".