الثلاثاء  16 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تجرى انتخابات فلسطينية دون القدس؟

2021-01-11 11:11:35 AM
هل تجرى انتخابات فلسطينية دون القدس؟
تعبيرية

الحدث - سوار عبد ربه

عاد ملف الانتخابات الفلسطينية إلى الساحة بعد الاجتماع الذي عقده الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية المركزية حنا ناصر، والذي انتهى ببيان الرئاسة إصدار مرسوم رئاسي في موعد أقصاه 20 كانون الثاني من العام الجاري، للإيذان بالبدء في الإجراءات الانتخابية الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني.

وتجري الانتخابات الفلسطينية عادة في الضفة الغربية، وقطاع غزة والقدس المحتلة.

وتتمتع القدس بدرجة عالية من الخصوصية فيما يتعلق بموضوع الانتخابات، لا سيما وأن الرئيس عباس صرح في وقت سابق أنه لا انتخابات دون القدس، وفي الوقت نفسه، يحاول الاحتلال جاهدا أن يعرقل العملية الديمقراطية في القدس، على اعتبار أنها منطقة تخضع لسيطرتها.

وفي هذا الشأن يوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف أن الاحتلال يضع عقبات وعراقيل أمام إجراء الانتخابات في القدس لعدم إنجاحها.

ويضيف أبو يوسف أنه "حتى الآن المتفق عليه فقط أنه لا يمكن الإجحاف بحق المقدسيين فيما يتعلق بالانتخابات، الذين لا بد أن يتم إفساح المجال لهم للمشاركة ترشيحا وانتخابًا".

ويعتقد أبو يوسف أنه بعد إصدار المراسيم الرئاسية سيكون هناك حوار وطني شامل، بين كل الفصائل الوطنية المشاركة في الانتخابات؛ من أجل التأكيد على أهمية إنجاح الانتخابات، وخاصة في القدس.

ومن المتوقع أن ينعقد اجتماع نهاية الأسبوع، مع لجنة الانتخابات المركزية، ليقوم الرئيس الفلسطيني بإصدار مراسيم الانتخابات، ويلي ذلك حوار بين الفصائل حول العملية الانتخابية.

ويرى أبو يوسف أن الاحتلال يحاول أن يبعد المقدسيين عن كل ما له علاقة بالسياق الوطني الفلسطيني على صعيد إغلاق المؤسسات الوطنية أو الثقافية أو الإعلامية في المدينة المقدسة، وأيضا من خلال هدم المنازل، والتوسع الاستيطاني وغيرها.

ولهذا يؤكد عضو اللجنة التنفيذية أنه لا بد من أن تكون الانتخابات في القدس عاصمة فلسطين، ولا يمكن القفز عن إجراء الانتخابات دون أن تكون القدس مشاركة.

وأشار أبو يوسف لـ"الحدث" أنه سيكون هناك مسارات لها علاقة بتذليل العقبات، وكيفية القفز عن كل عوائق الاحتلال وإزاحة الانتخابات، من خلال الحوار الوطني الذي سيجري بعد إصدار المراسيم.

ويساند "إسرائيل" في التضييقات على المقدسيين، المواقف المنحازة للولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب، والتي كانت قد أعلنت القدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقلت سفارتها إليها، ما منح "إسرائيل" سيادة أكبر على القدس.

وعقب أبو يوسف على ذلك بقوله: "إن الاحتلال استفاد من الموقف الأمريكي في عملية محاولة محاصرة شعبنا في المدينة المقدسة، والتطبيع العربي الرسمي المخزي أيضا أتى في سياق التضييق، وبالنسبة لنا لن تكون القدس سوى عاصمة فلسطين كما أننا لن نأبى جهدا في سبيل أن يكون موضوع القدس هو الموضوع الرئيسي والأساسي فيما يتعلق بكل العقبات سواء في الانتخابات أو غيرها".

من جانبه، أوضح منسق دائرة القدس الانتخابية زياد البكري أنه "لم يتم بحث أي شيء حتى الآن يتعلق بإجراءات وآلية عمل الانتخابات في القدس".

وأضاف البكري لـ"الحدث": "أن الانتخابات في القدس تختلف عن الضفة الغربية وغزة، وخاصة داخل القدس المضمومة، حيث تتم عملية الاقتراع في مكاتب البريد الموجودة في القدس، وبأعداد محدودة لا تتجاوز ال 6000 ناخب، وما تبقى من المواطنين تفتح لهم مراكز اقتراع في ضواحي القدس".

وتقسم لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية القدس لمنطقتين: شرقية: تخضع لإدارة بلدية الاحتلال ويقطن فيها قرابة ال300 ألف مواطن فلسطيني يحملون هوية زرقاء، 175 ألف منهم يحق لهم الاقتراع في الانتخابات العامة الفلسطينية. والثانية: ضواحي القدس، وتخضع للسيطرة الفلسطينية، وينطبق عليها ما ينطبق على الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي مقابلة سابقة أجرتها الحدث مع المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات أوضح فيها آلية وطريقة مشاركة المقدسيين في الانتخابات بقوله: "يجري اقتراع فلسطيني على تمثيل المقدسيين في مناطق داخل جدار الفصل العنصري  حيث تكون صناديق اقتراع".

وأكد عبيدات أن عملية المشاركة ليست من خلال أن توضع صناديق الاقتراع خارج جدار الفصل العنصري أي داخل المنطقة المصنفة على أنها تحت سيطرة بلدية الاحتلال.

وأضاف المحلل السياسي: "إذا كانت الانتخابات ستجري وفق التمثيل النسبي الشامل سيكون مرشحون من مدينة القدس من داخل مناطق جدار الفصل العنصري ضمن القائمة العامة التي تشكل الانتخابات."

وتابع: أنا لا أحبذ أي مشاركة تستجيب لإملاءات الاحتلال وشروط الولايات المتحدة الأمريكية بمعنى أن تكون مشاركة المقدسيين خارج جدار الفصل العنصري والترشيح والانتخاب، عبر صناديق الاقتراع كذلك، مضيفا أنه لا مانع من أن تكون المشاركة عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي كأن يتم إعطاء  الناخبين رمزا معينا يجري التصويت من خلاله.

واعتقد عبيدات جازما "في إطار الصراع يجب أن يكون لدينا موقف بالإصرار على أن يشارك المقدسيون".