الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مع دخول بايدن البيت الأبيض.. هل انتصر الموساد في الحرب مع إيران؟

2021-01-12 11:31:14 AM
مع دخول بايدن البيت الأبيض.. هل انتصر الموساد في الحرب مع إيران؟

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" تقريراً للمتخصص في الشؤون الاستخباراتية يونا جيريمي بوب، وأشار فيه إلى أنه في الوقت الذي يستعد فيه بايدن لتولي منصبه، فإن "إسرائيل" في وضع أفضل في الجهود الرامية إلى منع البرنامج النووي الإيراني.

يضيف الخبير الأمني أنه بالنظر إلى ابداء إدارة بايدن القادمة استعدادها للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 دون أن تعالج بالضرورة جميع اعتراضات "إسرائيل"، هل نجح مدير الموساد يوسي كوهين في تحقيق هدفه الخاص المتمثل في وقف البرنامج النووي الإيراني؟

يتابع الكاتب: وبعبارة أخرى، هل سينضم بايدن مرة أخرى إلى الاتفاق النووي في عام 2021، وإذا فعل ذلك، فهل كانت كل عمليات كوهين والموساد المثيرة للإعجاب والتي لا يمكن إنكارها مجرد انتصارات تكتيكية لم تساعده على تغيير الصورة الاستراتيجية الأوسع؟

وقد علمت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن وجهة نظر الاستخبارات "الإسرائيلية" تؤكد أنه على الرغم من عدم اليقين العميق بشأن المستقبل، إلا أن كوهين والموساد وغيرهما من الإجراءات الدفاعية نجحوا في تحقيق هذه الغاية، بالنظر إلى معايير حلبة الصراع.

والسؤال الرئيس ذو الصلة هو: هل "إسرائيل" والولايات المتحدة في نفس المكان الذي كانا سيكونان فيه تقريباً لو لم تنسحب إدارة ترامب من الصفقة في أيار/مايو 2018؟

وتقول المصادر إن الجواب هو أن "إسرائيل" في مكان أفضل وفي أفضل وضع يمكن أن تكون فيه على الرغم من وجود القوى المعقدة للغاية الخارجة عن سيطرتها.

وعلى خلاف ما يذهب إليه الكثير من المحللين الإيرانيين، تعتقد بعض مصادر الاستخبارات والدفاع "الإسرائيلية" أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد عقد صفقة مع إدارة بايدن لتحسين مكانة البلاد.

يتابع الكاتب: وإذا صحّ ذلك، فإنّ ذلك يعني أنّ الجدل المهووس حول الحاجة إلى مفاوضات سريعة مع إيران لا أهمية لها، وأن فكرة ضرورة التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات المتوقعة في حزيران/يونيو 2021 لاختيار "متشدد جديد" كرئيس لإيران هي فكرة خاطئة.

وإذا كان صحيحاً أن خامنئي يحتاج إلى اتفاق حتى بعد حزيران/يونيو 2021، وإذا كان بإمكان "إسرائيل" إقناع إدارة بايدن بعدم التسرع في التفاوض على صفقة ضعيفة، فإن ذلك سيؤثر أيضاً كيفية النظر إلى إرث كوهين.

يرى الكاتب أن هناك مخاوف كبيرة تنتاب المؤسسة الدفاعية "الإسرائيلية" من أن إدارة بايدن ستعود إلى الاتفاق النووي القديم وكأن شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بالصورة الاستخباراتية.

ويرى الموساد أن التحدي الذي سيواجه يتمثل في تقديم الأدلة لإدارة بايدن من أجل حملها على استيعاب المعلومات الاستخباراتية الجديدة التي استولت عليها "إسرائيل" من أمام أنظار إيران في كانون الثاني/يناير 2018، والتي لم يرها مسؤولو عهد أوباما في الفترة 2015-2016.

وفي تقارير سابقة، أشارت الصحيفة إلى أن مصادر مقربة من كوهين تناقش اللحظات الأولى عندما قدم هذه المعلومات الاستخباراتية الجديدة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبيل في عام 2018.

ويود كوهين الآن أن يكرر هذه اللحظة مع مسؤولين جدد مثل مستشار الأمن القومي الأمريكي القادم جيك سوليفان ووزير الخارجية الأمريكي القادم توني بلينكن.

ومن الأمور التي ينبغي أن يقولها هؤلاء المسؤولون إنه على الرغم من أنهم يعرفون أنه لا يمكن الوثوق بإيران، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 طالما أن وكالة الطاقة الذرية تتحقق من الامتثال للشروط (وربما من دون سد كل الثغرات التي تشعر إسرائيل بالقلق بشأنها).

يتساءل الكاتب: ولكن هل ستتغير وجهات نظر المسؤولين في إدارة بايدن بمجرد أن يروا كل المعلومات الاستخباراتية الأولية حول الأسلحة النووية الخمسة ومواقع التجارب النووية تحت الأرض التي تم إعدادها بالفعل؟ وهل سيغيرون وجهات نظرهم عندما يرون الصورة الكاملة للانتهاكات النووية الإيرانية منذ عام 2018؟

يوضح الكاتب إنه شيء واحد أن نسمع التقارير الإخبارية هذا الأسبوع عن تخصيب إيران لليورانيوم إلى مستوى 20٪. ومع ذلك، فإن الحصول على التفاصيل الدقيقة حول مدى قربهم من امتلاك سلاح نووي، كما سيوفره الموساد هي قضية أخرى.

ومن الجدير بالذكر أيضاً كم كان من السهل على إيران العودة إلى هذه النقطة على الرغم من الاتفاق النووي.

وبالمناسبة، على الرغم من وجود قلق كبير بشأن قفزة إيران إلى التخصيب بنسبة 20٪، إلا أن اللهجة في المؤسسة الاستخباراتية والدفاعية لم تصل بعد إلى مستوى الحاجة إلى الاستعداد لتوجيه ضربة وقائية.

يتابع الكاتب: وستتجه كل الأنظار إلى إيران بشأن ما إذا كانت ستنفذ تهديدها المحتمل في فبراير/شباط للحد من التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي من شأنه أن ينهي الرقابة العلنية على البرنامج النووي.

يؤكد الكاتب بأن الاستخبارات "الإسرائيلية" لا تعرف ما سيقرره مسؤولو إدارة بايدن للتعامل مع هذه المستجدات. لكنهم يعتقدون أن عليهم استغلال فرصتهم في محاولة إقناع الإدارة القادمة بأن أي اتفاق جديد يجب أن يتحسن بشكل كبير بشأن مجموعة متنوعة من القضايا.

مما لا شك فيه أن ما يقرره بايدن سوف يؤطر الكثير من كيفية تفسير إرث كوهين.

لكن كوهين والموساد لا يختاران أيضاً القادة أو السياسة الاميركية. لذا فإن استعراض ما إذا كانوا قد نجحوا يجب أن يبدأ بما فعلوه بناءً على قدرتهم في التعامل مع الظروف والمواقف المختلفة. وعند تحليل القضية، يجب أن يُعطى كوهين والموساد نقاط قوة واضحة.

ويُنسب إلى كوهين الفضل في تصوره شخصياً للاستيلاء على الملفات النووية السرية للجمهورية الإسلامية في كانون الثاني/يناير 2018 وسرقتها من منطقة شير أباد، قلب طهران نفسها.

ووفقاً لمصادر أجنبية، أكدت الصحيفة صحتها، فإن الموساد كان أيضاً وراء اغتيال رئيس البرنامج النووي العسكري الإيراني محسن فخري زاده في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وتخريب منشأة الطرد المركزي النووية الإيرانية المتطورة في نطنز في يوليو/تموز 2020، ومساعدة الولايات المتحدة في مختلف الجوانب الاستخباراتية لاغتيال اللواء في الحرس الثوري قاسم سليماني في يناير/كانون الثاني 2020.

ومن دون حتى احتساب نجاح كوهين في التخلص من مجموعة متنوعة من كبار قادة «حماس» وغيرهم من كبار مسؤولي الأسلحة والعلوم على مدى السنوات الخمس الماضية، وباستثناء مئير داغان، لم يتمكن أي رئيس للموساد من دحر طموحات طهران النووية إلى الدرجة نفسها التي فعلها كوهين.

يمكن تقسيم قوة هذه العمليات إلى موجتين:

جاءت الموجة الأولى من تأثير كشف الموساد عام 2018 عن أسرار إيران النووية، بما في ذلك أن إيران استمرت في عام 2017 في محاولة لإخفاء خططها السابقة لتصنيع خمس قنابل نووية. وقد عزز ذلك رغبة ترامب في الانسحاب من الاتفاق النووي.

لكن التأثيرات استمرت حتى عام 2018.

عندما صوتت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" في حزيران/يونيو 2020 على إدانة فشل إيران في توضيح مختلف التناقضات، كانت المعلومات التي استخدمتها لمواجهة طهران كلها تقريباً من عملية كوهين.

كان تصويت "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" مهماً ليس فقط لأنّه كانت المرة الأولى منذ العام 2015 التي تكون فيها المنظمة مستعدة لمعاقبة أيّة الله. كما أنها حررت المدير العام الحالي للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي ليؤكد علناً أن أي عودة إلى الاتفاق النووي سيتطلب تحديثات بسبب الانتهاكات النووية الإيرانية الجديدة.

وجاءت الموجة الثانية في عام 2020 باغتيال سليماني، وانفجار منشأة نطنز، بالإضافة إلى التأثير المحتمل من اغتيال فخري زاده في المستقبل.

وبعد اغتيال سليماني وتفجير نطنز، بين يناير/كانون الثاني 2020 وديسمبر/كانون الأول 2020، امتنعت إيران عن الإعلان عن أي انتهاكات جديدة للاتفاق النووي.

وبالإضافة إلى ذلك، قال مسؤولون في الاستخبارات "لإسرائيلية" وخبراء نوويون للصحيفة إن انفجار نطنز الذي وقع في تموز/يوليو قد أدى إلى انتكاسة في قدرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدم لمدة سنة إلى سنتين.

وإلى جانب حملة العقوبات "الضغط الأقصى" والتهديدات باستخدام القوة من ترامب، بما في ذلك تحليق قاذفات نووية من طراز "B-52" في مكان قريب من إيران، يبدو أن هذه التدابير، وضعت إيران في موقف دفاعي.

وفيما يتعلق بفخري زاده، فقد حقق شهرة عالمية خلال خطاب نتنياهو الشهير في نيسان/أبريل 2018 حول الأرشيف النووي. لكن الموساد أراد رفعه من قائمة الاغتيالات من قبل عام 2009 في عهد رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت. وقال رئيس الموساد أنه لم يحصل على الموافقة أبداً (أولمرت، بالمناسبة، عارض في هذه الرواية، لكنه لا يريد مناقشة المسألة بالتفصيل).

وعلى الرغم من أن القليلين سمعوا به، إلا أنه تم استبدال فخري زاده بقائد إيراني رفيع المستوى يدعى فرحي من برنامج الفضاء، مما يظهر أهميته.

يتحدث مسؤولو الاستخبارات "الإسرائيلية" عن طبقة خاصة من النخبة الإيرانية الذين يديرون البرنامج النووي العسكري الذي كان عليه أن يذهب "من فخري إلى فرحي"، بنفس الطريقة التي قد يتحدث بها اليهود في بعض الأحيان عن القيادة اليهودية التي تمتد من موسى التوراتي إلى موسى بن ميمون في القرون الوسطى.

وفي حين أن "فرحي الجديد" ذو أهمية كبيرة، فإن كوهين وبقية أفراد الاستخبارات "الإسرائيلية" لا يزالون ينظرون إلى فخري زاده على أنه لا بديل عنه، مما يعني أن الضرر الذي يلحق بالبرنامج النووي الإيراني سيظل قائماً حتى السنة الأولى من إدارة بايدن. وهذا بغض النظر عن التوجهات الجديدة للسياسة الأميركية.

كل ما سبق كان على الجانب الإيجابي من الجدول.

وعلى الجانب السلبي، كان لخامنئي موجتان مضادتان خاصتان به.

أذا أقدمت إيران في الفترة من أيار/مايو 2019 إلى كانون الثاني/يناير 2020، على مجموعة متنوعة من الانتهاكات للاتفاق النووي. والأهم من ذلك، أنها بدأت في بناء مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة أنه – إذا ما تم تخصيبها إلى مستويات عالية – يمكنها تطوير العديد من الأسلحة النووية.

ويبدو أن الموجة الثانية كانت رداً على تدمير منشأة نطنز واغتيال فخري زاده.

في أكتوبر 2020، بدأت الجمهورية الإسلامية في بناء بديل لمنشأة نطنز القديمة، ولكن هذه المرة تحت الأرض، مما يجعل الهجوم عليها أكثر صعوبة.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2020، أمر خامنئي بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20%، مما جعل البرنامج أقرب كثيراً إلى المستوى الذي يمكن عنده تحويله إلى سلاح نووي.

بعد كل ذلك، نعود إلى سؤال المليون دولار حول ما إذا كان بايدن: 1) سينضم مرة أخرى إلى الاتفاق النووي دون سد ما تعتبره "إسرائيل" ثغرات خطيرة، 2) سد بعض الثغرات، ولكن ليس كل الثغرات أو 3) تحقيق صفقة جديدة تسد كل الثغرات.

وتدرك الصحيفة أن عناصر من الاستخبارات "الإسرائيلية" والمؤسسة الدفاعية تشعر بالقلق من أن محاولة إدارة بايدن الحصول على بعض التنازلات الجديدة المحدودة من إيران فيما يتعلق بمسألة الصواريخ الموجهة بدقة وتجاهل في المقابل الثغرات الأخرى.

ومن المعروف أن كوهين لا يريد ان تستخدم إيران قضية الصواريخ الموجهة بدقة كذريعة لتمكينها من الحفاظ على برنامجها النووي وإجراءاتها "الإرهابية" وهيمنتها في الشرق الاوسط.

ووفقاً لهذا الرأي، لا تزال هناك مشكلة أوسع نطاقاً وهي أن العديد من المسؤولين الغربيين ذوي النوايا الحسنة لديهم اعتقاد خاطئ بأن إيران تتلاعب بفكرة برنامج الأسلحة النووية للردع، ولكن يمكن إقناعهم بهدوء للتخلي عن هذه الفكرة.

وتقول مصادر الدفاع "الإسرائيلية" أن الفائدة العسكرية والاستثمارات الهائلة في البرنامج توضح أن إيران تسعى بالفعل لامتلاك أسلحة نووية لتعزيز الطموحات الايديولوجية والسطوة.

وفي ضوء ذلك، تقول مصادر الدفاع "الإسرائيلية" إن هناك مسارين فقط لوقف إيران.

المسار الأول: عبر اتحاد العالم أجمع، من دون استثناء، واستخدم الإكراه الدبلوماسي والاقتصادي لإجبار طهران على التخلي عن برنامجها.

والمسار الثاني، كما يقولون، عبر استخدام القوة ضد المواقع والقدرات النووية العسكرية لإيران.

هذه هي الطرق التي أنهى بها العالم التهديدات النووية في العراق وليبيا.

واستشهدت المصادر الدفاعية "الإسرائيلية" بكوريا الشمالية كمثال لدولة تعيش في عزلة تامة، سواء من حيث العقوبات أو من خلال المسار الدبلوماسي. ومن المستحيل تقريباً السفر إلى هناك، ويرى كوهين أن العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية أسوأ بكثير، وأن الدول تمتثل لها أكثر من العقوبات المفروضة على إيران.

كانت إيران ملزمة بالاعتراف بالأبعاد العسكرية السابقة لبرنامجها النووي. وكان المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو قد وعد كوهين، عندما كان رئيساً لمجلس الأمن القومي لحكومة نتنياهو، بأنه سيجعل إيران تفعل ذلك مجدداً. لكن هذا لم يحدث أبداً.

وبالنظر إلى هذه الخلفية، وبمجرد أن الاتفاق النووي لم يمنع إيران من التقدم في برنامج الصواريخ الباليستية وأجهزة الطرد المركزي المتقدمة، ولم يُنه إرهابها في المنطقة، قالت المصادر إن كوهين ونتنياهو يعتقدان أنه لا يوجد خيار متبقي سوى محاربة طهران بالقوة من جانب واحد.

لذا قرر كوهين ونتنياهو أن يفعلا ذلك بالضبط.

يعتقد كوهين أن العمليات الجريئة التي قام بها الموساد ضد إيران سدت فجوة كبيرة امتدت لسنوات عديدة من عدم التصرف بعدوانية كافية.

وتدرك الصحيفة أن السبب الرئيس وراء عدم إجراء عملية الاستيلاء على الأرشيف النووي حتى كانون الثاني/يناير 2018 هو أن كوهين وفريق الموساد استغرقوا عامين كاملين للتخطيط للعملية وتنفيذها.

سُئلت مصادر استخباراتية عن رأي البعض (بمن فيهم رئيسا الموساد السابقان تامير باردو وشابتاي شافيت) بأن مسألة كيفية منع إيران من الحصول على أسلحة النووية بعد عام 2025، دون الانسحاب الاتفاق في عام 2018.

وعلمت الصحيفة أن الرأي كان أن أي امتثال إيران للاتفاق النووي في السنوات الأولى كان سيستبدل ببرنامج سري قبل عام 2025.

وفي إطار هذا الرأي، كانت إحدى النقاط الرئيسة هي من سيختار توقيت المواجهة النووية المقبلة وما إذا كان لـ "إسرائيل" والغرب نفوذ أو سيظلان محاصرين بالمخاوف من اثارة غضب الإيرانيين.

وقد تم حساب كل خطوة ضد إيران بعناية لخلق نفوذ للفترة الحرجة التي ستكون فيها المواجهة قائمة.

وقد قام البعض بتسليط الضوء على الأرشيف النووية لأنه كان يضم سجلات للبرنامج النووي من التسعينات حتى عام 2003.

ومع ذلك، اعتقد كوهين ونتنياهو أن الأرشيف النووي وجهود إيران المستمرة لنقله إلى مواقع سرية مختلفة ساعدتهما أمام وكالة الدولية للطاقة الذرية وغيرها على إثبات أن نوايا خامنئي الحقيقية لا تزال قائمة للحصول على سلاح نووي.

ربما لم يفِ أمانو بوعده لكوهين، ومع ذلك فإن المعلومات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها من الأرشيف النووي هي بالضبط ما مكّنت غروسي من الإصرار على عمليات تفتيش جديدة في توركوز آباد وماريوان (المعروف أيضاً باسم عبديه) وموقع آخر بالقرب من طهران، وكلها كانت لها أنشطة نووية غير مشروعة.

لذا فإن الموساد الذي في عهد كوهين قد فعل أكثر بكثير من مجرد الضغط على إيران لبضع سنوات حتى جاء بايدن في الصورة.

وعلى الرغم من قفزة إيران الأخيرة بالوصول إلى نسبة تخصيب بنسبة 20%، فإن العمليات التي قام بها كوهين منذ رئاسته للموساد ستحد من قدرة إيران على الوصول إلى سلاح نووي على الأقل في المراحل الأولى من إدارة بايدن. وقد تقنع المعلومات الاستخبارية الجديدة التي تم جمعها المسؤولين الجدد باتخاذ بعض المواقف الأكثر تشدداً.

يختتم الخبير الأمني تقريره بالقول: وإذا عقدت إدارة بايدن في نهاية المطاف صفقة مع إيران لا تحبها "إسرائيل"، وهو شيء خارج حتى عن سيطرة كوهين، فسيواصل بذل قصارى جهده لحماية "إسرائيل" ويطرح أفكار بناءة لاستخدام كل أداة تحت تصرفه.