الثلاثاء  19 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تقرير: مصادقة صهيونية على مشروع فصل عنصري جديد يفتح الطريق واسعًا أمام الاستيطان

2021-01-16 02:02:10 PM
تقرير: مصادقة صهيونية على مشروع فصل عنصري جديد يفتح الطريق واسعًا أمام الاستيطان
جدار الفصل العنصري

الحدث الفلسطيني

قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إنّ "الحكومة الإسرائيلية وافقت الأسبوع الماضي على تخصيص 14 مليون شيكل لاستكمال مخططات تسمح ببدء العمل في الطريق المسمى باسم " طريق السيادة"، في إطار مخطط البناء في المشروع الاستيطاني المعروف باسم "E1" شرق القدس ، وجاءت المصادقة خلال لقاء عقد بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزيرة النقل بتسالئيل سموتريتش، ووزير المالية يسرائيل كاتس، ورئيس بلدية مستوطنة معاليه أدوميم".

وأوضح المكتب الوطني في تقريره الأسبوعي الذي وصل "بوابة الهدف"، أنّه "بموجب المخطط سوف يتم إغلاق مدخل العيزرية الشمالي ونقل حاجز الزعيم باتجاه مستوطنة ميشور أدوميم بكل ما يترتب على ذلك من فصل معاليه أدوميم عن الفضاء الفلسطيني بواسطة الجدار، وبالتالي لن تكون هناك حاجة لنقطة التفتيش الموجودة حالياً عند حاجز الزعيم، وهكذا فإن الحاجز سوف يتحرك شرقاً بحيث لا يضطر مستوطنو معاليه أدوميم إلى المرور عبر الحاجز في طريقهم إلى القدس، وفي الوقت نفسه لن يتمكن الفلسطينيون من الوصول إلى العيزرية من مدخلها الشمالي عند دوار المستوطنة المذكورة، ويشمل المشروع شق شارع ونفق من الزعيم باتجاه العيزرية وأبو ديس دون سلوك الطريق الحالي الذي يخصص فقط لسكان مستوطنة "معاليه أدوميم"، بعد غلق المدخل المؤدي إلى العيزرية بالجدار. ويأتي هذا كله في ضوء التوجه لانتخابات رابعة للكنيست حيث تستخدم حملة نتنياهو فترة الانتخابات في الترويج لخطة من شأنها أن تقضي على إمكانية حل الدولتين، فالطريق المخطط يعني ببساطة تقطيع أوصال الضفة الغربية وفتح الطريق للبناء في منطقة E1 وإغلاق الباب أمام إمكانية إقامة دولة فلسطينية".

وأشار إلى أنّ "المشروع الذي صادق عليه وزير الجيش الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في آذار من العام الماضي وأطلق عليه اسم "طريق السيادة" يعتبر خطوة حاسمة لفصل جنوب الضفة الغربية عن وسطها من جهة ولإطلاق العنان للاستيطان في المنطقة المسماة "E1" من جهة أخرى، ومع اكتمال مسار الطريق الجديد بمحاذاة المناطق المأهولة شمالي بلدة العيزرية شرق القدس، سيجد الفلسطينيون أنفسهم مضطرين لسلوكه، ولن يكون بإمكانهم استخدام الطريق (رقم 1) الذي يربط جنوب الضفة بوسطها وبالشمال، فضلاً عن ذلك فإن هذا الطريق يمهد لعزل المنطقة المسماة "E1 " ويخلق تواصلاً عمرانيًا بين مستوطنة معالي أدوميم شرقًا ومدينة القدس غربًا، ليكون التنقل بين المستوطنتين عبر شارعين حيويين، أحدهما يوصل المستوطنة ب أريحا والأغوار والآخر يربطها بالقدس على مسافة بضعة كيلومترات غربا".

وقال إنّ "مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، وصف في وثيقة نشرها مؤخرًا إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري "أبارتهايد "وتقول الوثيقة بأن النظام الإسرائيليّ قد قسم الأراضي الممتدة بين النهر والبحر إلى وحدات مختلفة تتميّز عن بعضها في طريقة سيطرته عليها وتعريفه لحقوق سكانها الفلسطينيين، وهذا التقسيم ذو صِلة بالفلسطينيّين فقط وهكذا فإنّ الحيز الجغرافي المتواصل بالنسبة لليهود هو بالنسبة إلى الفلسطينيّين حيز فسيفسائيّ يتشكل من قطع مختلفة، وبحسب الوثيقة تخصّص إسرائيل للسكّان في كلّ من هذه الوحدات المعزولة رزمة من الحقوق تختلف عن تلك المخصصة لسكّان الوحدات الأخرى وجميعها حقوق منقوصة مقارنة برزمة الحقوق الممنوحة للمواطنين اليهود، وتقدم الوثيقة تفصيلاً لأربع وسائل رئيسيّة يسعى النظام الإسرائيلي من خلالها إلى تحقيق التفوق اليهودي، "تطبّق اثنتان منها بشكل مشابه في كافّة المناطق: تقييد الهجرة لغير اليهود والاستيلاء على الأراضي الفلسطينيّة لأجل بناء بلدات لليهود فقط، وفي موازاة ذلك إنشاء معازل فلسطينيّة على مساحات ضيقة. أما الوسيلتان الأخيرتان فيجري تطبيقهما على الأخص في المناطق المحتلّة: قيود مشدّدة على حرية حركة وتنقّل الفلسطينيين من غير المواطنين وتجريد ملايين الفلسطينيين من الحقوق السياسيّة".

280 مستوطنة وبؤرة استيطانية في أنحاء الضفة

وبحسب "بتسيلم"، فهناك اليوم "أكثر من 280 مستوطنة وبؤرة استيطانية في أنحاء الضفة الغربيّة (يشمل شرقيّ القدس) يقيم فيها أكثر من 600 ألف مستوطن يهودي، وقد نهبت الدولة من الفلسطينيّين أراضي أخرى لأجل شق مئات الكيلومترات من الشوارع الالتفافيّة المخصّصة للمستوطنين، كما تسيطر إسرائيل داخل أراضي الضفة الغربيّة على جميع الشوارع الموصلة بين المعازل الفلسطينية، وهذه السيطرة تتيح للجيش أن ينصب الحواجز متى شاء وأن يسدّ مداخل القرى وأن يغلق الشوارع ويمنع الحركة في الحواجز، فضلاً عن جدار الفصل داخل أراضي الضفة حيث عرفت الأراضي الفلسطينيّة الواقعة شرقي الجدار "منطقة تماسّ" وبضمنها أراضٍ زراعية، جرى تقييد دخول الفلسطينيّين إليها وإخضاع حركتهم لنظام التصاريح، وعلى صعيد آخر توظف حكومة إسرائيل منظمة "شبيبة التلال" الارهابية للمس بحقوق الفلسطينيين حيث تقود الحركة اليمينية المتطرفة جميع عمليات المستوطنين في الضفة الغربية والتي تطال فلسطينيين بتدمير أراضيهم الزراعية وتخريبها، أو من خلال مهاجمة منازلهم، ورشق مركباتهم بالحجارة، وتخريبها".

وتابع تقرير المكتب: "منذ مصرع مستوطن بعد ملاحقته من قبل الشرطة الاسرائيلية، تنظم تلك الحركة مسيرات كل يوم سبت في القدس للمطالبة بمحاسبة أفراد الشرطة الإسرائيلية، حيث تشهد تلك التظاهرات أحداث عنف واعتقالات في صفوفهم قبل أن يُعاد الإفراج عنهم رغم مهاجمتهم لأفراد الشرطة ووصفهم بـ"النازيين الجدد"، وقد أظهرت بيانات إسرائيلية رسمية، وجود ارتفاع ملحوظ في أحداث العنف التي يرتكبها مستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث أن المعطيات الرسمية لوزارة الجيش الإسرائيلي تظهر أن شهر ديسمبر/ كانون أول الماضي 2020 شهد زيادة هي الأعنف في الهجمات التي تُشن ضد الفلسطينيين على يد المستوطنين منذ 2017، ومما لا شك فيه بأن للبؤر الاستيطانية دور واضح في السيطرة على أراض الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقد ساعد في ذلك المنطق الأمني الاسرائيلي في خلق وجود مستوطنين مسلحين إلى جانب مستوطنات معزولة".

وأكَّد المكتب الوطني "تسارع الخطوات الاستيطانية بشكل ملحوظ في الفترة التي تسبق تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، حيث أصدر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليماته للجهات المختصة بالمصادقة على بناء 800 وحدة استيطانية في عدة مستوطنات بالضفة الغربية بما فيها القدس وتشمل بناء 500 وحدة استيطانية في مستوطنات "ايتمار" شرقي نابلس، و"بيت إيل" شمالي رام الله، و"شافي شومرون" غربي نابلس، و"اورانيت" قرب قلقيلية، و"بسغات زئيف" شمالي القدس وستجري المصادقة أيضًا على بناء نحو 250 وحدة استيطانية في بؤرة استيطانية تسمى "نوفي نخاميا" كما يجري الحديث عن المصادقة على بناء نحو 100 وحدة استيطانية في مستوطنة "تال منشيه" غربي جنين، التي قتلت مستوطنة قربها قبل أسابيع، وأكد بيان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن نتنياهو، أمر برفع خطة لبناء حوالى 400 وحدة سكنية إضافية في كل من "بيت إيل وإفياتار وشافي شومرون وشخونات هفاتيكيم والمنطقة الصناعية بركان وكرني شومرون وجفعات زئيف إلى مجلس التخطيط الأعلى لتتم المصادقة عليها،  كما صادقت لجنة محلية تابعة لسلطات الاحتلال على بناء 530 وحدة استيطانية شرق مدينة القدس المحتلة.حيث تقرر بناء 400 وحدة في حي "جيلو" الاستيطاني جنوب غرب القدس، و130 في مستوطنة "رمات شلومو" شمالاً".

ولفت إلى أنّ هناك "ضغط من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقبل دخول جو بايدن للبيت الأبيض، صادقت لجنة خاصة من بلدية القدس على مخططات لإقامة مجمعين دبلوماسيين، أحدهما يهدف لتوسيع مقر السفارة الأميركية بالمدينة، كما تقرر توسعة المبنى الحالي للسفارة الأميركية في حي أرنونا بمساحة 50000 متر مربع، في حين سيتم تنظيم مجمع دبلوماسي لعدة سفارات وملحق للسفارة الأميركية في شارع اللنبي على مساحة 60 ألف متر مربع، ويضم المجمع الدبلوماسي مبانٍ ومكاتب ومساكن للموظفين، ولحراس الأمن، وقال رئيس بلدية الاحتلال في القدس موشيه ليون: إنّ هذه لحظة تاريخية ومثيرة تجري على خلفية التغيير السياسي الذي نشهده هذه الأيام باتفاقيات السلام المباركة".

وتابع تقرير المكتب: "وفي خطوة تؤشر على عنصرية بغيضة قامت الإدارة المدنية بفتح مركز اتصالات لتلقي المعلومات عن البناء غير المرخص في الضفة الغربية، في موقع مستوطنة "كوخاف يعقوب" لاستقبال الوشايا ضد الفلسطينيين، ونشر موقع المستوطنة في الأسبوع الماضي إعلانًا بصيغة سؤال للإدارة المدنية صادر عن المركز الجديد المسمى (غرفة العمليات ج) يقول: هل شاهدتم أعمال بناء لفلسطينيين بدت لكم مشبوهة وغير مصادق عليها؟ هل شاهدتم مكرهة صحية لفلسطينيين يستخفون بالقانون؟ من الآن، يوجد لكم عميل صغير خاص بكم، توجهوا في كل ساعات اليوم، وبكل الطرق الممكنة وقدموا شكوى بشأنهم، في كل يوم نقوم بوضع اجمالي للشكاوى ونعرض ما تم فحصه وما تمت مصادرته في حالة وجود سلوك غير سوي، وغرفة العمليات هذه انشئت في تشرين الثاني 2020 وهي احدى الحيل التي اخترعتها عصابات المستوطنين وتحديدًا جمعية (رغفيم) الاستيطانية من أجل طرد الفلسطينيين والسيطرة على أراضيهم، وفي سياق مختلف واصل السفير الأمريكي المستوطن فريدمان وهو على وشك انهاء مهامه دعم حكومة الاحتلال وهذه المرة من خلال اسداء النصيحة لحكومة الاحتلال بعدم الموافقة على إعادة فتح القنصلية الأميركية لدى فلسطين في القدس جاء ذلك خلال إحاطة مغلقة قدمها للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، بداية الأسبوع الماضي وعبر فيها عن معارضته الشديدة لإعادة افتتاح القنصلية العامة للولايات المتحدة في القدس، التي تقدم الخدمات للفلسطينيين وكان الرئيس الأميركي المنتخب، جو بادين، قد أكد خلال حملته الانتخابية أنه سيُعيد فتح القنصلية، التي كانت بمثابة البعثة الدبلوماسية الأميركية لدى السلطة الفلسطينية، واعتبر فريدمان أنّ إعادة افتتاح إدارة بايدن للقنصلية من شأنه أن يرفع من مستوى التمثيل الدبلوماسي الأميركي لدى السلطة الفلسطينية، ويكون بمثابة إشارة رمزية إلى أنّ الإدارة الأميركية تعترف بالمطالبة الفلسطينية بأجزاء من مدينة القدس"، على حد زعمه.