الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بين الفصيل والتيار.. البرغوثي والقدوة والانتخابات

2021-03-03 09:04:32 AM
بين الفصيل والتيار.. البرغوثي والقدوة والانتخابات
الأسير مروان البرغوثي

الحدث الفلسطيني

جاء الإعلان عن إجراء الانتخابات الفلسطينية ليفتح الباب واسعا أمام نقاشات علنية داخل الفصائل وخارجها حول ضرورة التغيير سواء في جوهر النظام السياسي الفلسطيني أو الأنظمة الحزبية، لكن الملاحظ أن هناك من بات يعتقد أن فكرة الحزب أو الفصيل أصبحت مؤذية لذهنية الجمهور، وبالتالي فإن الخيار هو الإعلان عن تيارات تغيير تحاول إنقاذ الحالة السياسية الفلسطينية. 

يوم أمس عقد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة لقاء إلكترونيا عبر تقنية زوم مع عدد من مؤيدي فكرته في ضرورة تغيير النظام السياسي الفلسطيني، وكان الحديث عن تشكيل قائمة انتخابية حديثا هامشيا مقارنة بالحديث عن فكرة التيار الجماهيري، الذي يقع على عاتقه صياغة المبادئ الديمقراطية التي تشكل أساسا للقائمة الانتخابية، أي صياغة المبدأ قبل مباشرة العمل. 

سبق لقاء القدوة بأيام مؤتمر صحفي للإعلان عن حراك آخر، "حراك وعد"، الذي قال القائمون عليه إنه لا يتبع جهة أو فصيلا أو شخصا، رغم كل ما يدور حوله من تساؤلات حول ارتباطه بشخصية سياسية سابقة، يشار إلى أنها تريد العودة للمشهد السياسي بقوة من خلال تيار أيضا يعلن عن مبادئه قبل قائمته، ولا يتبنى المفهوم أو الشكل المادي للحزب أو الفصيل، وهو ما يوضح أن المبادرات التي تشكلت قبل الانتخابات تؤمن كلها بفلسفة عمل واحدة. 

يمكن الاستنتاج من حديث القدوة ودعوته للأسير مروان البرغوثي بالمشاركة في القائمة الانتخابية التي سيشكلها التيار أو الملتقى الوطني الديمقراطي كما أطلق عليه، هو تردد البرغوثي في حسم موقفه من شكل سلوكه في الفترة التي تسبق الانتخابات، وهو أمر صحيح لعدة أسباب من بينها أن الأخير غائب بعض الشيء عن تفاعلات العمل السياسي الفلسطيني منذ الانقسام والتحولات التي نشأت على مفهوم الفصيل والحزب في سيكولوجيا الجمهور الفلسطيني.

البرغوثي الذي لا بد وأن بيئته (السجن) تؤثر على بعض أفكاره، يعيش في سياق مفاهيمي وعملي يرى في الفصيل مجتمعا يعيش داخل حدود قانونية صلبة كالجدران، وأي محاولة للخروج منها هو بمثابة قرار بعزل الذات عن الذات الأوسع التي تتحقق بالانتماء، وهذه قد لا تكون عقدته وحده، بل أزمة عدد كبير من المنتمين حزبيا ولعبوا أدوارا مسؤولة، وتتفاقم هذه الفكرة بالسجن على وجه خاص.

إذن، يمكن القول إن عدم توفر أرضية عمل مشتركة بين البرغوثي والقدوة، لا يمكن إرجاعه إلى أسباب فنية فقط، بل إلى اختلاف في النظرة للفصيل الذي ينتمي إليه الاثنان، فأحدهم يرى أن البقاء في الفصيل من أجل التغيير يستحق الانتظار، والآخر يعتقد أن الخروج للتيار من أجل التغيير في الفصيل يستحق الإسراع، فيما لا تشير المعطيات والمعلومات المتوفرة إلى وجود أفق لبقاء البرغوثي على فكرته.