الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رحيل المناضل نادر العفوري

2021-04-07 01:51:26 PM
رحيل المناضل نادر العفوري
نادر العفوري

الحدث الفلسطيني

غيّب الموت، صباح اليوم الأربعاء، المناضل نادر العفوري (أبو نضال)، مسطراً في صفحات المجد سجلاً حافلاً بالنضال والصمود الأسطوري في أقبية التحقيق.

والعفوري ابن مدينة نابلس، كان من أوائل الأسرى الفلسطينيين بعد احتلال الضفة الغربية، اعتقل في في 9 سبتمبر/ أيلول 1967، وواجه خلال فترة اعتقاله التي استمرت 4 سنوات، بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أقسى صنوف التعذيب، ليس أقلها قيام المحقق بانتزاع حلمات صدره  بكماشة! ما جعله يمضي معظم فترة اعتقاله الأولى في مستشفيات الاحتلال.

بعد الإفراج عنه، أعاد جيش الاحتلال اعتقاله بداية السبعينات للمرة الثانية، وأمضى عاما واحداً، ثم وبعد تحرره، تم اعتقاله مجددا لمدة ثلاثة أعوام.

أما في الاعتقال الرابع والأخير، (1978-1980)، فكان بتهمة قتل الحاكم العسكري قرب الجامع الكبير في البلدة القديمة بنابلس، وبعد أن أنكر التهم الموجهة له، على مبدأ "الاعتراف خيانة"، قام أحد المحققين بضربه بشدة على رأسه، فأصابه انهيار عصبي وتشنج في فمه، وحركات لا إرادية في جسده لازمته طيلة حياته، فتم نقله بسيارة إسعاف إلى قسم الأمراض العقلية في مستشفى الرملة، بعد أن ساءت حالته الصحية، ووصل أبو نضال المستشفى ووزنه لا يتجاوز 37 كيلوغراما، ومصابا بكسر في الفقرة السابعة من عموده الفقري، فأمضى العفوري حياته متكئاً على عكازين، واضرابات عقلية وفقدان للذاكرة.

تحرر أبو نضال من مستشفى الأمراض العقلية في الدهيشة ببيت لحم، قبل أن ينتهي التحقيق معه، فقد قضى خلال اعتقاله الأخير (سنتين)  أكثر من سنة في أقبية التحقيق والتعذيب والمستشفيات، أثبتت الفحوصات أنه فقد قدراته العقلية، ليسجل أسطورة من أساطير الصمود الفلسطيني في زنازين التحقيق، إلى جانب من قضى من رفاقه المعلمين الأوائل وتلامذتهم المخلصين.