الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مختصون بالشأن المقدسي: السيادة على مدينة القدس هي للشبان المقدسيين

2021-06-16 11:09:52 AM
مختصون بالشأن المقدسي: السيادة على مدينة القدس هي للشبان المقدسيين
باب العامود

متابعة الحدث

قال المحلل السياسي المختص بشؤون القدس زياد ابحيص، إنه ليست هناك معجزة في أن تقام مسيرة في مدينة محتلة منذ 54 عاماً والاحتلال يملك أسلحة نووية وتفوقا عسكريا، وإنما المعجزة أن تُمنع من الإقامة مرتين.

وأضاف ابحيص: منع إقامة المسيرة لمرتين متتاليتين، جر الاحتلال إلى أن يختزل "سيادته" المزعومة بالقدرة على رفع أعلامه في ساحتنا. معتبرا أن ذلك "إقرار بأنها ساحاتنا، وأن رفع أعلامك في كل مكان لا يساوي رفعها في ساحتنا".

وأردف الباحث ابحيص: لقد احتاج الاحتلال ثلاث محاولات ووسطاء واجتماعات تقييم أمنية وآلاف من الشرطة وحرس الحدود ودعماً أمريكياً كي يرفع رايته في ساحتنا، ومع ذلك لم يتمكن من ذلك بسهولة، فقد كان شباب القدس أشواكاً في حلقه فطارت خيالته عن الأحصنة تحت حجارتهم واضطررتَ إلى إخلاء المحكمة ووزارة قضائه في شارع صلاح الدين قبل أن تصل أعلامه ساحتنا، لقد بتنا نحن معيار نصرك وسادة وعيك والحرب سجال.

ويرى ابحيص، أن "المقاومة إيمان بالحق لا يتزحزح، ورهان على المستقبل لا يكل، وقد لمسنا جدواها باليد مرة بعد مرة، وستبقى القدس صخرة الحق، تصطدم بها قوات الاحتلال الغاشمة مرة بعد مرة حتى تتبد، وقد بتنا للموعد أقرب".

أما المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، فيرى في قراءة أولية لمسيرة الأعلام، أن المسيرة ألغيت قبل شهر من الآن، نتيجة هبات القدس الثلاث باب العامود والأقصى والشيخ جراح، والتي جرى إسنادها عسكريًا من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، "حيث هرب زعران المستوطنين كالفئران".

وأضاف عبيدات: هذه المسيرة التي جرى تأجيلها أكثر من مرة خوفاً من تدهور الأوضاع الأمنية من بوابة مدينة القدس، وخوفاً من ردة فعل فصائل المقاومة التي أرست معادلات وقواعد اشتباك وردع جديدة، قالت بشكل واضح العبث بمصير القدس والأقصى، يعني دخول المقاومة على الخط.

وبحسب المحلل عبيدات، فإن معركة “سيف القدس” انتصرت على “حارس الأسوار” و”هشّمت” هيبة دولة الاحتلال عسكرياً وسياسياً، وخلقت حالة من الفراغ السياسي والعسكري والأمني، وتآكلاً في قوة الردع الصهيونية، وتفككًا في بنيتها ونسيجها المجتمعي.

وقال: مسيرة اليوم بعيداً عن أنها فخٌ نصبه نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال السابق لبينت رئيس الحكومة الجديد، غير المستقرة أوضاعها، والتي هدف من تحديد موعدها بعد يوم واحد من ممارسة بينت لصلاحياته الحكومية إلى إذلاله في الميدان، وفك علاقته بالمستوطنين، حتى يسهل التحريض عليه، وبالتالي إسقاط حكومته، وإظهاره بالضعيف أمام قوى وفصائل المقاومة الفلسطينية إذا ما تراجع عن إقامة هذه المسيرة، وكذلك نتنياهو يريد بهذه المسيرة أن يُحرج بايدن الذي أعطى الضوء الأخضر لقيام هذه الحكومة.. نتنياهو يريد لهذه المسيرة أن تأخذ شكلاً تصعيدياً يمكّنه من خلط الأوراق، وبينت يريد من خلال السير في تنفيذ هذه المسيرة أن ينقذ حكومته ويرمم قوة الردع الإسرائيلية المتآكلة، وأن يؤكد على عدم الربط ما بين القدس وقطاع غزة، وبأن دولة الاحتلال هي صاحبة القرار فيما يتعلق بالقدس.

واستدرك قائلا: لكن هذه المسيرة المصطنعة والمرتجفة والتي لم تحظ بالزخم المطلوب، بحيث لم يتجاوز عدد المشاركين فيها 5000 من غلاة المستوطنين المتطرفين الخائفين والمرتجفين، والذين يحرسهم أكثر من 2500 شرطي وجندي، بعد أن حولوا القدس إلى ثكنة عسكرية، وفرغوا كل المنطقة المحيطة بساحة باب العامود من المقدسيين وأغلقوا المحال التجارية، ومنعوا أي شخص من الوصول لتلك الساحة، واعتدوا على الفلسطينيين والطواقم الصحفية، ولكن رغم كل هذا الحشد العسكري والشرطي والمتاريس والحواجز الحديدية، إلا أن مئات المقدسيين كانوا يشتبكون مباشرة مع جنود وشرطة الاحتلال، ويتصدون لزعران المستوطنين المحميين القادمين لساحة باب العامود، والمطلقين للشعارات العنصرية والاستفزازية من شتم للرسول و”الموت للعرب” ومضايقة الصحفيين وغيرهم.

ووفقا للمحلل السياسي عبيدات، فإنه عندما يحرس أكثر من 2500 شرطي وجندي خمسة آلاف مستوطن، فهذا يعني بأن السيادة على المدينة هي للشبان المقدسيين، هؤلاء الشبان الذين امتلكوا إرادة الصمود والمقاومة والتحدي، ولأنهم أصحاب أرض وحق، في حين من كان يرتجف ويرتعد خوفاً، كان يتصرف كاللص لأنه دخيل وغريب على هذه الأرض.

وأوضح عبيدات: من خلال المسيرة يمكن القول إن المستوطنين هم من يمتلكون القرار في الميدان ويسيطرون على المستوى السياسي الصهيوني ويدفعونه نحو التصعيد وسياسة التطهير العرقي والتهويد في القدس والداخل الفلسطيني، من أجل إقامة دولة يهودية نقية، ولكن نحن على ثقة بأن هذه الحكومة غير قادرة على صنع سياسات، وستكون أولوياتها معالجة القضايا الاقتصادية وتبريد الصراعات داخل المجتمع الصهيوني الآخذة في التفاقم على الخلفيات الإثنية والعرقية والدينية.

وحول رد المقاومة أشار إلى أن "البعض يعتقد بأنه مع انطلاق هذه المسيرة الاستفزازية، فإن صواريخ المقاومة ستنطلق من قطاع غزة، والسياسة جبر وليست حساب، وفصائل المقاومة تراقب ما يحدث بشكل دقيق ومتواصل في مدينة القدس، ولها حساباتها الاستراتيجية، وهي قادرة على الرد والتدخل بأشكال أخرى، والرد العسكري واحد من خياراتها في اللحظة المناسبة.