الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مقتل شاب لبناني بسبب طوابير البنزين

2021-07-25 01:03:17 PM
مقتل شاب لبناني بسبب طوابير البنزين
تجار مدينة صيدا يقطعون شارع رياض الصلح ببضائعهم احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية (الوكالة الوطنية للإعلام)

الحدث العربي والدولي

قُتِل مواطن لبناني إثر اصطدام شاحنة بطابور من السيارات المنتظِرة على إحدى محطات الوقود لتعبئة البنزين، وسط أزمة المحروقات المستمرة في البلاد، التي باتت تهدّد عمل المستشفيات والمخابز وشبكات المياه وحتى المطاعم والفنادق.

وكان الشاب محمود دلباني (27 عاماً) اتجه فجر أمس من مدينة صور (جنوب لبنان) حيث تقفل معظم محطات الوقود أبوابها، إلى منطقة الناعمة (جنوب بيروت) بهدف تعبئة سيارته بالبنزين، وأثناء انتظار دوره اصطدمت شاحنة كبيرة بعدد من السيارات، ما أدى إلى وفاته وإصابة ثلاث مواطنين آخرين بجروح خطيرة.

وتأتي هذه الحادثة بعد مرور شهر على مقتل عائلة بكاملها (أم وبناتها الأربعة وقريبهم) إثر حادث سير مروع كان سببه اصطدام سيارة العائلة بسيارة سلكت طريقاً عكس السير للوصول إلى محطة البنزين.

وتستمر أزمة المحروقات في لبنان رغم رفع أسعارها بنسبة تزيد على 40 في المائة من قبل وزارة الطاقة، بعد قرار حكومي بتخفيض الدعم عنها ورفع دولار استيرادها من 1500 إلى 3900.

وتعود أزمة المحروقات كما يكرّر المستوردون إلى عدم فتح مصرف لبنان اعتمادات كافية لاستيراد الكميات التي تحتاج إليها السوق المحليّة، فضلاً عن التخزين المستمر من قبل المواطنين والتهريب إلى الأراضي السورية.

وأعلن ممثل أصحاب محطات الوقود في لبنان، فادي أبو شقرا، أنّ الأسبوع المقبل سيشهد انفراجاً للأزمة بعدما بدأت بواخر النفط التي كانت راسية بالقرب من الشواطئ اللبنانية بتفريغ حمولاتها من مادتي البنزين والمازوت.

من جهة أخرى، أعلن رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض أن الشركات المستوردة بحاجة لموافقات مسبقة من مصرف لبنان، لكي تتمكّن من استيراد البنزين والمازوت، وتفريغها وتوزيعها مشيراً إلى أنّ حاجة السوق من مادّة المازوت أصبحت مضاعفة، بسبب انقطاع الكهرباء واستخدام المولّدات، الأمر الذي يحتم على المصرف فتح اعتمادات كبيرة للبواخر تكفي حاجة السوق، وعدم الولوج إلى الحلول المؤقتة.

وكانت الأفران أعلنت أنها قد تتوقف عن العمل، غداً (الاثنين)، بسبب شح مادة المازوت، في ظلّ استمرار تقنين كهرباء لبنان لأكثر من 20 ساعة، إلا أنّ نقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم عاد وطمأن اللبنانيين بأنّ الأفران تعمل بشكل طبيعي، بعد تدخل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وتأمين 500 ألف ليتر مازوت للأفران لتسهيل عملها.

وتواصل الجهات الطبية التحذير من كارثة صحية تهدد حياة المرضى، بسبب نفاد مادة المازوت في عدد من المستشفيات، وذلك في وقت ترتفع فيه حالات الإصابة بـ«كورونا» مهددة بموجة تفش جديدة.

وغرقت العاصمة بيروت في عتمة شاملة خلال اليومين الماضيين بعدما توقّف عدد كبير من أصحاب المولدات عن العمل بسبب عدم قدرتهم عن تأمين المازوت، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور للمواطنين وهم ينامون على الشرفات بسبب ارتفاع درجات الحرارة. واضطر عدد من المطاعم والمقاهي إلى إقفال أبوابه، بعدما لم يتمكن من تأمين المازوت لتشغيل المولدات.

وعمد بعض أصحاب المولدات إلى اشتراط الدفع بالدولار للاشتراك الشهري بحجة أنّهم يشترون المازوت من السوق السوداء وبالدولار الجديد.

وفي مدينة صيدا (جنوب لبنان) عمد أصحاب المحال التجارية في شارع رياض الصلح في السوق التجارية، على نقل بضائعهم إلى وسط الطريق مما أدى إلى قطعها أمام السيارات، وذلك تعبيرا عن غضبهم من إطفاء المولدات التي قطعت عنهم التغذية الكهربائية.

وانعكست أزمة الكهرباء وشح المازوت على شبكة المياه التي باتت شبه غائبة عن عدد من القرى.

وذكرت الوكالة الوطنية أنّ الآبار الإرتوازية في منطقة بنت جبيل (جنوب لبنان) تشهد اصطفاف طوابير طويلة من الصهاريج أمامها، بسبب توقف محطات ضخ المياه إلى خزانات عن العمل اضطرارياً، نتيجة فقدان مادة المازوت، وبعض الأعطال في شبكات التوزيع.

ولفتت الوكالة إلى أن أصحاب الصهاريج رفعوا ثمن الخزان سعة عشرين برميلاً من عشرة آلاف قبل ثلاثة أشهر إلى خمسين ألف ليرة.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) حذّرت منذ يومين من انهيار شبكة إمدادات المياه العامة في لبنان خلال شهر بسبب الانهيار الاقتصادي المستمر، وما يترتب عليه من انقطاع للكهرباء وشحّ في المحروقات.

وقالت «اليونيسيف» في بيان لها إنّ أكثر من أربعة ملايين شخص في لبنان، بينهم مليون لاجئ، يتعرضون لخطر فقدان إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب متوقعة أن تتوقف معظم محطات ضخّ المياه عن العمل تدريجياً في مختلف أنحاء البلاد في غضون أربعة إلى ستة أسابيع مقبلة.