الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جاز شرقي ... قصيدة لحسين البرغوثي

2021-08-27 08:27:44 AM
جاز شرقي ... قصيدة لحسين البرغوثي
ديوان "نوجد ألفاظ أحسن من هذه"

الحدث الثقافي

فيما يلي قصيدة لحسين البرغوثي من ديوان: "توجد ألفاظ أوحش من هذه".

***

بيدي رميتُ حبيبتي للمد فانحسرت مع الماضي يدايْ

صارعتُ في الغاباتِ أنواع نمورٍ جرحتني جروحاً،

ولما بقيتُ لوحديَ داست علىَّ خطاي.

 

ما كنتُ أرعى الإوَزَّ وماعزكمْ

في جبالٍ لكمْ

ما كنتُ ناي

كنتُ الفراغ الذي في داخل النايِ: من غيرِهِ

لا تقدرون على الغناء فقد

صمَمْتُ نفسي فراغاً وصمتاً لكم

كي تغنوا الغنا

أين هوْ؟ أينكم؟

إن هندستى أن أصمم نفسي وصمتي غنايْ.

 

وهذا الوادُ من برقٍ على حجرٍ إلى مطرٍ على شجرٍ،

يشدُّ رؤايَ وحزمةً من نرجسي وغنايَ، دفنتُ الأحبةَ،

خيرَ الأحبة

فيه، الأسود الثلاثة، فاتركوني كي أفتش في

فضائيَ عن سماي.

 

حكمتي في خطوتي والدربُ خطٌّ مائلٌ أو زائلٌ

مستعلن أو فاعلاتن فاعلُ

 

"هذا أونُ الشد فاشتدي زيمْ"

قد ساقك الدهرُ لسواّقٍ حِطَمْ

ليس براعي إبلْ ولا غنمِ "اتركوني

كأني على الوجناء في ظهر موجةٍ

رمت بي بحاراً ما لهن سواحلُ"

 

سوف يحرسني الله أو قدمي

أوقرُّ هذا البئر أو قلمي

أو صَرُّ قلبي هذا الإرثِ من عدمِ اتركوني، نويتُ الرحيلَ،

 

وداعاً، بين أمي،

"أنيخوا مطيّكم!"

ولي دونكم أهلونَ" سيدٌ عملَّسٌ

وأرقطُ زهلولٌ وعَرْفاءُ جَيْالُ"

 

لا تقولوا ليَ:

"ودع هريرةَ إن الركبَ مرتحلُ

وهل تطيقُ وداعاً أيها الرجلُ؟"

مستفعلنٌ فعلٌ مستفعلن فَعِلُ؟

 

يا إلهي اتركوني،

أحفظُ الإرث كلّه!

أقدر الآن أن أتوضأ

بالحرف، أو ...

كيف أحلمُكمْ؟

 

*******

وتعرَّت ليلتها كالنجمة فلففتها بالعباءة، مرت خشونةُ كفي على

حلمتيها، فحنيتها فوق شاهدةِ قبرِ امريء القيس،

قالت: "أنا آخرُ الآثار المكتشفة"

كانت تعشق أميراً عربياً في حياتها السابقة، بين يثرب

والبحرين، قالت له روحهُ من طبيعةِ تلك البلادِ، وشبه

الجزيرةِ،

 

زرقةُ بحرٍ على حد صُفرةِ رملِ

"وإغفاءةٌ زرقاءُ تحت الشمس والنخلِ"،

افترقنا، تقولُ، افترقنا،

بأبي من وَدِدتُه فافترقنا،

وقضى الله بعد ذاك اجتماعا

فافترقنا عاماً ولما التقينا

كان تسليمُهُ عليّ وداعاً.

 

عادةً ما كانت تعودُ إليَّ في حلمي، وتجثو كاللبؤةِ،

عاريةً، على أربعٍ فوقَ الرمل المهجورِ أمامي، وتهزُّ

شعرَها، ناظرةً خلفها، نحو الأسد اللذيذ حين كان

قمرُ البحر الميت يعسلُ الرمل ويرسم ابيضاضاً

صاعداً نحو أديرةٍ معلقةٍ في جبلِ قرنطلِ

 

"فيا لك من ليل كأن نجومه

بكل مغار الفتلِ شثدت بيذبُلش"

 

كنتُ أدخلُها، "والرغبةُ فحلُ حمامٍ في جبلٍ مهجورٍ"

ناسكاً لستُ،

وتحت النخلِ شمسٌ وتمرٌ وفيءُ

وفي عتمةِ الروحِ ليس يموتُ شيءٌ تحنُّ له

الروحُ إلا ليولدَ شيءُ

 

وروحي جدارٌ من العتمِ سيَّجَهُ بالزجاجِ المكسَّرِ

مالكُ ما خلفهِ

 

ثم ألقى بقاموسٍ إليَّ حروفهُ اختلفت،

نازعتني علي جثة الحرف عبسٌ وطيءُ

 

ARABIC_________________________ ENGLISH

FRANCAIS______________________________ENGLAIS

لا أترجم بل أحول:

"الدنيار نارٌ إن أقبلت، وإن أدبرت برت، وإن

أنعمت عمت، وإن أينعت نعت، وإن استعدتْ

عدَت، وإن أركبت كبَت، وإن حَلَتْ أوحلت،

وإن سامحت محت، وإن صالحت لحت، وإن

بالغت بغت، دارٌ حلالها عذاب، وحرامها حسابْ،

وشبابها يهرم، وحيها يموت"، علي بن

أبي

طالب،

رضي الله عنهما.

**************************

"عندما يعزفُ ذاك الأمير على نايهِ الأحمر"، قالت:

"كاللحن النازل نحو غروب ألتفُّ على

ما يخرجُ منه... يماي لمن عزف عالناي يَمّاي..

ألتفُ على دخانٍ

رخامي يصعدُ نحو القمر. كان نصفي عليه، ونصف معه..

يّماي لمن عزف عانالي يماي النارِ الخضرا اللي الدفا

مها دخل ذكراي يماي..!

صرت نا وهو أنا، بسِ الوجع يماي مثل المينا،

لمِّن أنا وهو صرنا أنا،

والواو سرب اضواو وعزاله

مغسلين بالماي يماي. وصيادي مداي العيشق تمثال ذهب

خالص...

ونا من ماليبار مشلحة عالفيْ

عيونه خضرا رموشة يما صنوبرة مدت علي شوي

الشهر مايو...

 

FROM WHERE SHALL I BEGIN

THE STORY OF MY LOVE??

 

حلمٌ دافيءٌ، في ليالٍ باردة،

مطرُ الفراش، وعزلتي،

ناري الخامدة

 

الشاي برد يماي الخراريف القديمة كزاز الخراريف

القيدمة. شوي شوي القلب مثل

الثلج لما الشمس

وقعت علي شوي...

عرقي في فمي

ودمي ظل على شوكة مرت علي...

حمراءُ، حمراءُ هذي الصخور الأخيرة. مثل جندي كسير

أسيرُ أسيراً عليها وأمضعُ

قالبَ ملح صغير

وأذكر ناياً احمر اللون يا فتحاتهُ شبه مغلقةٍ بأصابع ذاك

الأمير الذي صار صورةْ

في إطار الغروب. "الغريبُ النهرُ-قالت- واستعدت

للغناء"

قرب قبر امريء القيس، كانت لوحةً،

فظة الملمس،

تكعيبية، عينها خلف

رأس كان مشقوقاً، من النصف، باللونين

الأحمر والأسود، بعدُ ثالثٌ كان للرؤيا-

 

"ووادٍ كبطن العير قفرا قطعتهُ

به الذئبُ يعوي كالخليع المعيَّلِ."

أين تتجه التفاصيلُ التي

 

تبحث عن لوحةٍ لم تكتمل؟ قلتُ: تعالي، سأسوقك

سوقاً، بدف من الذهب الإيقاعي، إلى سورة النمل:

قالت نملةُ "يا أيها النملُ أدخلوا مساكنكم" سيدوس

سليمان علينا، وجنده، وأسمعُ الخطوات، وإيقاعها؟

وبها نداس ويقتلنا الاختباءُ

ونفسي ماءُ،

وفضاء مقمر في أودية الصخرة الحمراء، وقبرة

تنحني مثل قوس الرماد السماءُ

وفراغٌ فقيرٌ كل ما يبقى فراغٌ فراغٌ فراغٌ، وليس

يحاورُهُ الإمتلاءُ...