الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تطبيع العلاقات الفلسطينية- الفلسطينية والانتخابات على قاعدة الشراكة

2021-10-08 08:13:01 AM
تطبيع العلاقات الفلسطينية- الفلسطينية والانتخابات على قاعدة الشراكة
أرشيفية

الحدث الفلسطيني

نجح رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء عباس كامل في إقناع قادة حركة حماس الذين اجتمعوا به في القاهرة ببدء مسار للتطبيع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتخلي عما وصفه بـ”المهاترات” التي تنتقد سياساته، وعرض صيغة للمصالحة وافقت عليها حماس تقوم على بناء “قاعدة للشراكة”.

وقالت مصادر قيادية فلسطينية إن اللقاء الذي استغرق نحو 5 ساعات الأربعاء لم يقتصر على بحث ملفات التهدئة مع إسرائيل وتبادل الأسرى وجهود إعادة الإعمار، وإنما ركز أيضا على رغبة مصر في أن تتوقف حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى عن توجيه الانتقادات لسلطة الرئيس عباس أو منافسته.

وقدم كامل إشارات لقيادة الحركة تفيد بأن مصر لا ترى أن الوقت ملائم للبحث عن رئيس فلسطيني بديل، حتى في حال تمت العودة إلى مسار الانتخابات.

ولجأت حماس إلى تغطية التوافقات الحاصلة حول التطبيع مع سلطة الرئيس عباس بالحديث عن أهمية المصالحة، والسعي لإنهاء الانقسام على أساس بناء “قاعدة للشراكة”، وهو ما يعني العودة إلى فكرة إنشاء “حكومة وحدة وطنية” مع بقاء الرئيس عباس في منصبه.

وقالت حماس في بيان إن وفدها الذي أجرى محادثات مع اللواء كامل “أكد، وفي ضوء التجربة على مدار الأعوام الماضية، أن المدخل الصحيح لتحقيق الوحدة هو إعادة بناء منظمة التحرير، وتشكيل القيادة الوطنية الجامعة للشعب الفلسطيني التي تشارك فيها جميع القوى، وتمثل شعبنا في الداخل والخارج”.

وقالت حماس إن وفدها ركز على “حرص الحركة وتمسكها باستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام، وترتيب البيت الفلسطيني من الداخل، وضرورة انعقاد الانتخابات لتوحيد الفلسطينيين”.

ولكن المضامين الحقيقية لـ”ترتيب البيت الفلسطيني” أوضحها حسام بدران عضو المكتب السياسي للحركة بالقول “إنه لا بد من التوافق على إطار وطني ضمن منظمة التحرير الفلسطينية قبل إجراء الانتخابات”؛ ما يعني إعداد ترتيبات مسبقة لنتائج الانتخابات والتوجهات التي تأتي بعدها.

وكان وفد المحادثات مع اللواء كامل بدأ بالقول إن الانتخابات هي الوسيلة الأمثل لرأب الصدع بين الفصائل وسلطة الرئيس عباس. إلا أن المباحثات انتهت إلى أن تجري هذه الانتخابات على “قاعدة الشراكة” وليس على قاعدة التنافس.

وإثر هذه النتيجة أجرى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اتصالا هاتفيا بالرئيس عباس عرض خلاله ما تم التوصل إليه في المباحثات بين اللواء كامل وقادة حركة حماس.

وتلقى الرئيس السيسي من نظيره الفلسطيني تثمينه للنتائج واستعداده للعمل بموجبها، و”جاهزيته للعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية يقبل جميع أطرافها بالشرعية الدولية”، وفق ما نقلته وكالة “وفا” عن فحوى الاتصال.

وتستعد القاهرة لدعوة الفصائل الفلسطينية من جديد للعودة إلى القاهرة من أجل بحث ملف المصالحة مرة أخرى. ويكون ذلك هذه المرة على أساس بقاء الرئيس عباس في منصبه، ووقف “المهاترات” ضده، وإجراء انتخابات تشريعية تسفر عن حكومة وحدة وطنية، وإرجاء الانتخابات الرئاسية إلى وقت غير محدد.

وكانت القاهرة أرجأت جولة حوارات فلسطينية في يونيو الماضي، لأن الأجواء المشحونة بعد قرار الرئيس عباس إلغاء الانتخابات التشريعية والرئاسية لم تكن تسمح بالوصول إلى توافقات لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني. وقالت مصادر مصرية آنذاك إن قرار القاهرة جاء لمنح “الفصائل المزيد من الوقت للتشاور والوصول إلى تفاهمات حول خلافات مرتبطة بملفات جذرية”.

ولئن كان من المرجح أن يشمل ملف تبادل الأسرى إطلاق سراح مروان البرغوثي، لكي يدخل سباق المنافسة على الرئاسة، فإن قوائم حماس للتبادل سوف تستثني البرغوثي ما لم يصدر عنه إقرار بقبول الصيغة الجديدة للتطبيع بين حماس وسلطة الرئيس عباس، ودعم “حكومة الشراكة” والنأي بنفسه عن منافسة الرئيس عباس ما دام الأخير راغبا في البقاء في منصبه.

وأكد اللواء كامل أن مصر لن تتوانى عن متابعة الجهود المتعلقة بإعادة الإعمار في غزة، ومواصلة الضغط على إسرائيل من أجل وقف انتهاكاتها في القدس والضفة الغربية. إلا أن صفقة التطبيع مع سلطة الرئيس عباس والتخلي عن منافسته أثمرت أيضا تسهيلات تتعلق بفتح أبواب قطاع غزة للتنقل إليه والسفر خارجه.

وقال المتحدث باسم وفد حماس الاقتصادي أسامة كحيل إن السلطات المصرية وافقت على إدخال كافة أنواع الحديد من مصر إلى القطاع خلال الأسبوع المقبل، كما حصل الوفد على وعد من المسؤولين المصريين بزيادة حجم التبادل التجاري وحزمة تسهيلات للتجار، وإدخال مواد وسلع جديدة مثل الأجهزة الكهربائية ومعدات طبية وأدوية، وكذلك معدات مصانع، مع تسهيلات تنقل وسفر تجار غزة إلى القاهرة.

وتقول مصادر فلسطينية إن الرئيس عباس سوف يشرع في اتخاذ إجراءات لتحسين العلاقات بينه وبين قيادة حماس وبعض الفصائل الأخرى، وذلك من قبيل إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين، كما أن موفدين له يمكن أن يتوجهوا إلى غزة فور عودة قيادتها إلى القطاع.