الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"حكاية الكاشف والمسرح والثمانية والأربعين" عن الحكواتي الفلسطيني

2021-10-12 08:32:31 AM
غلاف الكتاب

الحدث الثقافي- إصدارات

صدر عن مكتبة دار الشامل 2021، كتاب "حكاية الكاشف والمسرح والثمانية والأربعين"، وهو عبارة عن سيرة ذاتية لحكاية المسرح الفلسطيني، خاصة سيرة "فرقة الحكواتي المسرحية الفلسطينية"، التي تأسَّست عام 1977 في القدس المحتلَّة.

ويروي السيرة الفنان والكاتب المسرحي الفلسطيني، عدنان طرابشة، والذي كان أحد مؤسسي فرقة الحكواتي،

الكتاب مليئ بالملاحظات والتعليقات، ويشير إلى الصعوبات التي لاقاها طرابشة في تأسيس المسرح الفلسطيني، بين خشبة مُتخيَّلة وخشبة واقعية يتفاعل فيها الممثل مع المتفرج.

ويقول طرابشة في كتابه، كانت الخشبة متخيلة، أو واقعية، إلى اليوم الذي جَلَس فيه على مَقاعِد الدِّراسة، حيث بدأ الْبَحْث عن شركَاء لِإقامة فِرقة مسرحية في الجامِعة. وكان هاجس المسرح والتّمثيل قد لازمه منذ الطفولة بسبب الحكواتية أُمَّهُ "بيكة شوفاني الكاشفة"، وكان أوَّل عرض شارك فيه مسرحية "البيت القديم" للكاتب المصري محمود دياب، كتاب من إخراج راضي شحادة، وكان حينها في الصف التاسع، وعمره 15 سنة.

وإلى جانب السيرة الذاتيّة، تنهض في الكتاب سير أخرى يمكن توصيفها بأنّها «سير غيريّة»، وأعتقد أنّ أكثرها أهمّيّة سيرة «فرقة الحكواتي المسرحيّة الفلسطينيّة»، الّتي تأسّست عام 1977 في القدس المحتلّة، وكان طرابشة من مؤسّسيها، وقادت كما يقول الحركة المسرحيّة في فلسطين حقبة من الزمن، ألبستها خلالها هويّة الحكواتي الفلسطينيّ وحُلَّتَه الزاخرة بالألوان. كما نصادف سيرة المخرج الراحل رياض مصاروة، الّذي ربطت الكاتب به علاقة خاصّة شخصيّة وفنّيّة، تركت بصمتها على مسيرة المسرح الفلسطينيّ.

يسرد لنا طرابشة الكثير من التفاصيل والوقائع، الّتي تحيل في اجتماعها إلى ما هو خاصّ في تجربته الفنّيّة، بدءًا بانتقال «سوسِة» المسرح والفنّ المشهديّ عمومًا، جينيًّا أوّلًا من الأمّ ثمّ من الأب، مرورًا بفترة الطفولة والفتوّة والشباب والتعليم الجامعيّ، وانتهاءً بفسيفساء الفرق المسرحيّة الّتي انضوى تحت لوائها إلى أن أمسى بدوره «صانع فِرَق». وفي غضون ذلك لا يكفّ عن الإدلاء بمقاربته للمسرح والفنون عمومًا؛ وهي مقاربة تغذّت من الحدس أوّلًا قبل الدراسة، ثمّ من هذه الأخيرة ومن الممارسة، إنّما بدون أن تنأى عن نداء الداخل.

يثير الكتاب العديد من الأسئلة والإشكاليّات المرتبطة بمسيرة المسرح الفلسطينيّ في أراضي 1948، وفي مقدّمها سؤال الهويّة، وسؤال التجدّد الجماليّ، وسؤال الجمهور، وسؤال الاستقلاليّة، وسؤال العلاقة بين المخرج والمؤلّف، وغيرها من الأسئلة.

ويقول الكاتب أنطوان شُلحت في تقديمه للِكتاب: "الكتاب هو بحق إحدى الشهادات المهمة على مسيرة المسرح الفلسطيني هنا في الداخل، وأقول ذلك من منطلق معرفتي بجوهر المساهمة التي قدمها المؤلِّف لهذه المسيرة، ولا ينفك يقُدّمها، سواء كممثّل، أو كمؤلِّف، أو كمنتج، لا يزال فاعلًا في صلب الحركة المسرحية. إذ يغلب على كتابة طرابشة نمط السيرة الذاتية، حيث يصادفنا في صفحاته كافة مقصد الحديث عن تجربته، بما في ذلك في الحياة العامة، والعملية، والروحية، والسياسية".