السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حملةُ "الدّولةِ الواحدة" في ذكرى انطلاقة فتح: لا خيار أمامَ شعبِنا سوى استردادِ الثّورة وقيَمها التّحرُّريّة

2021-12-31 08:42:40 AM
حملةُ
إيقاد شعلة الثورة في رام الله أمس

الحدث الفلسطيني

أكدت "حملة الدّولة الدّيمقراطيّة الواحدة" في بيان أصدرته في الذّكرى ال 57 لانطلاق الثّورة الفلسطينيّة، أن لاخِيار أمام الشّعب الفلسطينيّ سوى استردادِ الثورةِ وقيمِها التّحرّريّة ومفاهيمها الإنسانيّة، من نظام التّنسيق الأمنيّ، ليتمكّن من تطوير المواجهة الشّعبيّة ضدّ المشروع الكولونياليّ، وأنّ هذا الشّعب يستحقّ قيادة جديدة بمستوى كفاحه المستمرّ وتضحياته الجِسام، وطموحاته الوطنيّة الكبرى.

واستعرض البيان مراحل نشوء وتطوُّر الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة بعد النّكبة الكبرى، وتبنّيها لأهدافٍ واضحة، ولمشروع وطنيّ تحرري مُلهم، نجح من خلاله، في حينه، من استنهاض شعبنا الفلسطينيّ، من تحتِ ركام النّكبة ومن بين براثِنِ التّشرّد والتّشتّت.

هذا الشّعب الّذي التفَّ حول منظّمة التّحرير الفلسطينيّة في قيادتها لمسيرة النّضال التّحرّريّ المنظّم الّذي تجدّد أواسط السّتينيّات.

وقال البيان: إنّ التفافَ شعبِ فلسطين حول منظّمة التّحرير الفلسطينيّة وإعادة بلورة هُويّته الوطنيّة الجامعة آنذاك، ما كان ليتحقّق لولا التّسلّحُ بخِيار المقاومة وإرادة التّحرّر من الكيان الإسرائيليّ، ولولا امتلاكُ الرؤيا الواضحة، الّتي تمثّلت بالعودة والتّحرير، وإقامة الدّولة الدّيمقراطيّة في فلسطين الانتدابيّة، والّتي تُحقّق العدالة والإنصاف لكل تجمّعات الشّعب الفلسطينيّ، وتكفل الحقوقَ المتساوية لليهودِ بعد هزيمة النّظام الصّهيونيّ، وتفكيك مؤسّسات القهر والفصل العنصريّ.

واستَحضَرت الحملةُ مسارَ التّدرّج في التّنازلاتِ في برنامجِ وأهدافِ المنظّمة، الّتي أقدَمت عليها القيادة الفتحاويّة المهيمنةُ تحت شعار: "الواقعيّة السّياسيّة" بعد سنوات قليلة فقط من انطلاق الثّورة الّتي كان نجمُها قد بدأ يسطع في سماء الحركة التّحرّريّة العربيّة والعالميّة، بفضل امتلاكها الإرادة المستقلّة، وروح القتال، وبرنامجها التّحرّريّ الوطنيّ والدّيمقراطيّ، لا سيّما بعد "معركة الكرامة".

وواصل البيان: إنّ الآمال العريضةَ الّتي أحيتْها القيادة الشّابّة، ذاتُ الرّوح الثّوريّة، الّتي انتَزَعَت زمامَ قيادة منظّمة التّحرير عام 1967م، في صفوف الشّعب الفلسطينيّ، راحت تتلاشى مع توالي التّنازلات، والقُصورات الفادحة في إدارة الصّراع، والخضوع للضّغوط الخارجيّة لقَبول ما بات يُعرف لاحقًا بحلّ الدّولتين، والّذي تتوّج باتّفاق أوسلو الاستسلاميّ. وقالت: إنّه بالرّغم الفشل الذّريع بتحقيق هذا الوهم، وبالرّغم من مرور ثلاثة عقود على تقديم التّنازلات الخطيرة من خلال هذا الاتّفاق التّفريطيّ، وتمدّد وتوسّع وترسّخ المشروع الكولونياليّ ونظام الفصل العنصريّ، إلى مدينة القدس والضّفة الغربيّة، وقطاع غزّة، لاتزال نفس القيادة المسؤولة عن هذه الكارثة، ملتصقة بكرسيّها، ومصالحها الّتي نمت وتوسّعت من خلال العلاقة مع المستعمر، ورافضة إخلاء موقعها للأجيال الجديدة، أو حتّى لمراجعة أخطائها الكارثيّة، وفتح المجال لبدائل في إدارة السّياسة والمقاومة. وما عمّق خيبات الأمل أيضًا، مَأسسة الانقسام بين حركة حماس وحركة فتح، وفشل حركة حماس في تقديم بديل وطنيّ مدنيّ وديمقراطيّ شامل لعموم الشّعب الفلسطينيّ، وأنّ الحالة لم تتغيّر بالرّغم من التّضحيات والثّبات الأسطوريّ الذي أدّته المقاومة في قطاع غزّة، أمام الحروب العدوانيّة الصّهيونيّة الدّمويّة المتلاحقة.

إنّ ما يتفاعل، ويترسّخ، في صفوف شعبنا منذ أكثر من عقد، على شكل حراكات ميدانيّة، وهبّات شعبيّة، مثل المظاهرات العارمة والاعتصامات الطّويلة، ومواجهة قطعان المستوطنين، ومخطّطات هدم البيوت، و على شكل جهود فكريّة، وبناء أُطر ثقافيّة وأدبيّة وفنّيّة متنوّعة، تنادي كلّها بالعودة إلى فكرة فلسطين الواحدة، والّذي تتوّج كلّه في هبّة أيّار الماضي المجيدة، هبّة فلسطين من البحر إلى النّهر ، تؤكّد أنّ هذا الشّعب ماضٍ في انتزاع القيادة، وبصورة تدريجيّة، من نخب تكلّست، واسترخَت، في مقاعدها، وباتت عبئا ثقيلا على شعبها وطموحاته الإنسانية المشروعة.

إنّ جميع هذه الحراكات هي بمثابة مسار تطوّريّ نحو إعادة بناء المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ، الّذي بدّدته قيادة أوسلو. وهذه الحراكات الّتي تتسع يوميّا في نقاط الممواجهة، تُذكّرنا بالانتفاضة الأولى، بطابَعِها الشّعبيّ الشّامل، والدّيمقراطيّ، والّتي أذهلت العالم آنذاك.

جميع هذه الحراكات المتراكمة، فاجأت حكومات الاستعمار الصّهيونيّ والفصل العنصريّ، الّذي ظنّ أنّه، عبر مخطّطاته الخبيثة، وتوحّشه المنفلت، قد أسدَل السّتار على قضيّة فلسطين.. و إذا بها تنبعث مجدّدًا، من خلال الهبّة الشّعبيّة المجيدة الّتي انتشرت في كلّ زاوية في فلسطين، أيّار الماضي، ليتردّد صداها في أنحاء المعمورة، ولتكتشف شعوب العالم حقيقة إسرائيل الإجراميّة، وعزم الشّعب الفلسطينيّ الّذي لا يستسلم، والمصرّ على حقّه في الحرّيّة والحياة الكريمة.

إنّ هذا الشّعب البطل، الّذي لا يكلّ، يُحقّق الإنجازات، على الرّغم من التّنسيق الأمنيّ وخيانات الأنظمة العربيّة السّافرة الوقِحه، وبالرّغم من حملات تزييف الوعي وتشويه طبيعة نضالنا المترافقة مع انخراط الحركة الإسلاميّة الجنوبيّة، داخل الخطّ الاخضر، في نظام الأبرتهايد، يستحقّ قيادةً جديرةً به وبقدراته.

وليس أمام طلائع هذا الشّعب المنغمسة في ميادين المواجهة البطوليّة المباشرة، وفي الجهاد الفكريّ والثّقافيّ، سوى التّقدّم للاضطلاع بالمسؤوليّة القياديّة. وبالضّرورة أن يكون سقف هذه القيادة، سقفَ فلسطين كلّها، وشعبِ فلسطينَ كلِّه المرتبطِ -بالضّرورة- بحركة الشّعوب العربيّة المنخرطة في كفاح مرير من أجل تحرّرها وحرّيّتها، ومع رؤيا تحرّريّة ديمقراطيّة ذات خطاب أخلاقيّ يضمن حياة إنسانيّة، وعدالة اقتصاديّة، متحرّرة من الاستعمار الخارجيّ والاستبداد الدّاخليّ، في فلسطين المستقبل المتحرّرة.

1 كانون الثّاني 2022