الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

العالم منصرف إلى همومه... ونحن ننتظر| بقلم: نبيل عمرو

2022-02-01 08:51:38 AM
العالم منصرف إلى همومه... ونحن ننتظر| بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

العالم العربي منصرف إلى صراعاته وكل دولة على حدة تحاول اقتلاع أشواكها بأيديها، وأوروبا غارقة في حكاية أوكرانيا ومعالجة المساحات الضيقة لاستقلالها النسبي جدا عن أمريكا، أما الدولة العظمى عرّابة تسويتنا فهي تعيش بين غفوة وصحوة لبايدن المسن، وبين مغامرة وأخرى لأنصار ترمب، واختلاف سياسات أطراف الأطلسي في التعامل مع الدب الروسي الذي يشاغل أمريكا وأوروبا معا في قرع طبول الحرب دون الإقدام عليها، ويستعين بشبح الصديق الصيني وعلى نحو ما صديق الأمر الواقع الإيراني.

أما الجزائر عاصمة القمة والمصالحة والتي أمّل حسنو النية عندنا بنجاحها في الاثنتين، اضطرت لإبطاء المسارات فأجلت القمة والمصالحة.

والهم المباشر لنا الذي هو إسرائيل، فقد صار الإعلان عن إغلاق ملف التسوية مع الفلسطينيين شعارا ونشيدا يردده بينيت صبح مساء، ولا يخالفه أحد من الائتلاف الذي يتربع على عرشه حيث المقوم الأساسي لبقائه كرئيس وكائتلاف هو توفير الأوكسجين الكافي للتنفس.

هذه بعض الحقائق التي تهيمن على واقع ومسارات الحياة الدولية، ويدور حولها وتنبثق عنها تطورات تضع الشرق الأوسط على هامش الاهتمامات ولو بالحد الأدنى، وتضع القضية الفلسطينية على قائمة انتظار ربما يأتي دورها حين يخرج العالم من أزماته الملحة.

أما إسرائيل فهي تشاغلنا ببعض قطرات مما نحتاج ضمن اتجاهها الجديد في التعامل معنا، وعنوانه الاقتصاد وبعض القضايا الإنسانية بديلا عن السياسة. مع أنها ليست جدية لا في الأولى ولا في الثاني، لأنها تمارس سياسة فعلية قوامها توظيف كل شيء بما في ذلك التردي الفلسطيني لمصلحة تثبيت الأمر الواقع على الأرض وتطوير الاحتلال إلى نفوذ طويل الأمد.

بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين فهمّنا الدائم وهاجسنا الذي يسيطر علينا هو الاحتلال وممارساته الفظة ضد الإنسان الفلسطيني وممتلكاته وأبسط حقوقه، وحيال ذلك حيث التحدي المزدوج، الهجوم الإسرائيلي والإحجام الدولي، يجعلنا بحاجة إلى إعادة النظر في كثير من رهاناتنا التي تعودناها حين كان العالم يتسابق على دعمنا.

كان ذلك أيام مشروع السلام الذي كان يعمل ويتعثر، أما الآن وبعد أن خرج من التداول فالرهانات التي اقترنت به لم تعد تعمل، وصار منطقيا اليأس منها كي تفتح أملا بالبديل والأمر يبدأ بالإقرار بالواقع كما هو دون تزيينه بأغلفة ملونة من الشعارات والأمنيات، ومصارحة المواطن بالخيارات والمخارج، إذ لا تكفي كثرة القول بأننا سنبحث كل شيء في المجلس المركزي، وكأن أزماتنا هي أزمات بحث ونقاش.

قبل انعقاد المجلس المقاطع حتى الآن من كثيرين، تهاطلت مع الثلج والمطر مبادرات ورؤى واقتراحات وسيناريوهات قدمها سدنة الجمود في ساحتنا، ربما تكون بعض مفرداتها مختلفة إلا أنها في المضمون والخلاصات تكررت ألف مرة في زمن الانقسام الطويل الذي ولد انقسامات أخرى.

إذا كان الاعتراف بوجود أزمة حقيقية وعميقة هو أول خطوة نخطوها نحو المعالجة الفعالة فما تبقى هو أن نغلق الأبواب على الرهانات القديمة التي تستهلك كل الوقت والجهد دون جدوى بفتح الباب الصحي الذي يبدأ بمعالجة جدية للوضع الداخلي بالعودة إلى المخرج الذي كدنا نجتازه إلى بر الأمان، حين اتفق الجميع على إعادة الأمانة للشعب بالانتخابات العامة، ومن لديه مخرج آخر فليعلنه بعد أن تبعثرت أوراق المركزي قبل أن ينعقد.