الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عبد اللطيف اللعبي: لديَّ صديق يقبع في السجن*| ترجمة: سعيد بوخليط

2022-02-02 09:58:23 AM
عبد اللطيف اللعبي: لديَّ صديق يقبع في السجن*| ترجمة: سعيد بوخليط
عبد اللطيف اللعبي

أصدقائي الأعزاء، مع نهاية هذه السنة وبداية أخرى، تلازمني قولة الشاعر السوري محمد الماغوط: "الفرح ليس مهنتي!''. إحدى مصادر ذلك، أني لم أتوقف عن التفكير في شاعر آخر، تحديدا الفلسطيني أشرف فياض، الذي يقضي عقوبة سجنية في السعودية تبلغ مدتها ثماني سنوات. مع أنه يفترض مغادرته لأسوار المعتقل منذ أكثر من شهر، فلا زال فياض دائما قابعا في السجن، مما يظهر احتقارا لأبسط حقوقه.

حري بي القول، إنني التجأت منذ سنوات إلى السماء والأرض كي أثير الانتباه لقضية اعتقال أشرف فياض وكذا المطالبة بإطلاق سراحه. لكن للأسف، لم يسفر ذلك عن أيِّ نتيجة! لا أريد هنا اتهام شخص معين بخصوص ضعف التعبئة لصالح فياض، وصولا إلى حسّ اللامبالاة لا سيما داخل العالم العربي، بما في ذلك الأوساط الفلسطينية ذات التأثير.

أكشف فقط عن غضبي وكذا حزني الكبير حيال التخلي عن شخص تمثَّل خطأه الوحيد في كونه مارس قوله الحقيقي باعتباره شاعرا. وأنا أشارككم القصيدة، الواردة أسفله (كتبتُها حديثا)، أحاول تقاسم هاته المشاعر، مشرئبا وجهة عزاء بوسع القصيدة توفيره لنا أحيانا:

لديَّ صديق في السجن

أفكر في مصيره يوميا

فأسافر غالبا مع أفكاره

هل فعلا طيفه ذاك، الممدَّد على فراشه

ليلا بعد إطفاء مصابيح الإضاءة

أم يتعلق الأمر فقط بوجودي؟

هو أم أنا؟

من يطوي فناء النزهة، جيئةً وذهابا

حائرا

يتناول لقمة دون شهية إلى الطعام

يتمالك دموعه وهو يدبِّج رسائل إلى حبيبته؟

لقد اتُّهِم صديقي ب ''الارتداد عن الدين'':

كتاب أظهره مستهترا

مثل كل شاعر يحترم نفسه

لم يبقِ سوى حيزا صغيرا للرقابة، الرقابة الذاتية

تصورات في غاية الحرية حول المعتقد الديني

تُدووِلت داخل مقهى ثم أفشاها أحدهم، كان قريبا من الطاولة، ومنتبها جدا لما يُقال

هكذا سيقضي فياض غاية الآن سبع سنوات داخل أسوار السجن

وبقيت أمامه سنة واحدة كي يتم إخلاء سبيله

تعتبر الأصعب إذا أمكنني القول

حسب تجربتي الشخصية

أيضا تضمن حكم عقوبته

تلقيه ثمانمائة ضربة بالسياط

استوفى منها أكثر من الثلثين

ويلزمه استيفاء  العدد المقرَّرِ في حقه قبل إطلاق سراحه          

صديقي

لم يستعد بعد معنوياته

أبعد من حالة الغضب الأسود

ثم فاترا

لم يعد يتبيَّن طبيعة هذا العالم حيث يعيش

ثم يشعر بكونه منفيا بين صفوف الإنسانية

يضيق عليه خِناق البشاعة التي تكتم أنفاسه

فكيف بوسعه أن يواصل

مداعبة الجمال

بل مجرد فكرته؟

عزلته أكثر استبدادا

من الصحراء اللانهائية

التي تكتنفه

لديَّ صديق في السجن

أفكر فيه اليوم

مثل دائما

معلومات مفيدة : 

الاسم العائلي: فياض

الاسم الشخصي: أشرف

تاريخ ومكان الازدياد:  1980 في غزة

الجنسية: لا شيء

الوضعية: لاجئ فلسطيني في العربية السعودية

مكان الاعتقال: سجن على مقربة من جدة، أجد صعوبة في التلفُّظ باسمه.

*هامش :

Ancrage :27 décembre2021.