الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"عائدون إلى البيت".. كتاب عن قصص الأسرى الأشبال (صور)

2022-08-03 10:51:22 AM
جانب من فعالية إطلاق الكتاب| تصوير: إيهاب عاروري

الحدث- سوار عبد ربه

أطلق مركز الدراسات النسوية بالتعاون مع نادي الأسير الفلسطيني، أمس الثلاثاء، كتاب "عائدون إلى البيت: قصص الأسرى الأشبال"، خلال حفل أقيم في مدينة رام الله.

وجاء هذا الكتاب كنتاج لبرنامج "المرأة والاحتلال والفقدان" الذي نفذه مركز الدراسات النسوية لمساعدة النساء الفاقدات أمهات الشهداء والأسرى على استعادة قوتهن وإصرارهـن عـلى الاستمرار في هذه الحياة متحديات كافة مخططات الاحتلال، في مدن جنين، ونابلس، وبيت لحم، ومـن ثـم في سلفيت، والخليل، والقدس.

وقالت مديرة مكتب القدس في مركز الدراسات النسوية عايدة عيساوي في لقاء مع "صحيفة الحدث" إن الكتاب هو ثمرة جهد قام فيه المركز لمدة سنة مع أطفال عاشوا تجربة الحبس المنزلي والاعتقال.

وأضافت: هدف المشروع إلى إيجاد آلية للتعامل مع الأطفال وتطوير قدراتهم وإبعادهم عن الأجواء السلبية، بالإضافة لجعلهم أكثر اهتماما في مستقبلهم بشكل إيجابي، ودمجهم بالمجتمع دون عوائق.

وأشارت عيساوي إلى أن الكتاب يسرد قصص الأسرى الأشبال بطريقة إنسانية، علّها تصل العالم الأصم الذي لا يسمع ولا يرى معاناة الأطفال، كذلك يسلط الكتاب الضوء على فكرة الحبس المنزلي كعقاب جماعي يفرضه الاحتلال على العائلة المقدسية، وكيف أن البيت يتحول من مكان آمن إلى سجن يحرم فيه الطفل من الكثير من الأمور لفترات طويلة، بشكل غير قانوني، منوهة أن الحبس المنزلي لا يحتسب من العقوبة التي من الممكن أن تفرض على الطفل الأسير فيما بعد.

وأكدت عايدة العيساوي لـ"صحيفة الحدث" أن الاحتلال ركز في المرحلة الأخيرة على اعتقال الأطفال وطمس هوياتهم، وتففن في تعذيبهم حتى وصل إلى موضوع الحبس المنزلي، لذا جاء هذا المشروع كمحاولة للفت الأطفال إلى أن هناك من يساندهم ويحمي ظهرهم، ويحتويهم، ويستمع إليهم، سيما أولئك الذين قرروا التوجه إلى القضايا الوطنية، بعدما راهن الاحتلال على أن هذا الجيل هو من مواليده ولا يعرف عنه شيئا، وبالتالي لن يلجأ إلى مقاومته، ولن ينظر إلى فلسطين كوطن يحلمون بالعودة إليه.

يشار إلى أن الكتاب أعدته إحدى المتطوعات اللواتي تدربن على الكتابة الإبداعية، وهي الطالبة ندين قرط، التي عملت على تدوين وكتابة قصص الأسرى الأشبال، وجمعتها في كتاب "عائدون إلى البيت" بإشراف الكاتبة أحلام بشارات، ورسمت غلافه ولوحاته الداخلية الفنانة المصرية بسنت داوود.

بدورها، قالت الشاعرة والكاتبة أحلام بشارات لـ"صحيفة الحدث" إن مشاركتها في هذا البرنامج كانت من باب الاهتمام بالأسرى الأشبال، من عمر 0 حتى 18 عاما، حيث قامت بتحرير التدوينات التي تم الاستماع إليها، ورسمت الإطار الزماني والمكاني لها.

وأردفت: "الكتاب يحتوي على 12 قصة موزعة بالتساوي على الأطفال وأمهاتهم، اللواتي حولهن الاحتلال إلى سجانات على أبنائهن، بالإضافة إلى تحويل البيت إلى مكان للأسر، ولهذا السبب أطلقنا تسمية "عائدون إلى البيت" على الكتاب لتحويل الفكرة باتجاه البيت الذي تحول إلى الأسر من خلال إعادة الاعتبار لهذا المكان الذي سلبت منه صورته الفطرية بشكل أو بآخر".

وبحسب بشارت هدفت الفعالية التي أقيمت أمس وشاركت فيها مجموعة من الأسرى الأشبال وأمهاتهم، وأخصائيون نفسيون، إلى فتح هذه الصفحات المطوية ما بين الأم وابنها عندما كانت أدوارهم تبادل نفسها بنفسها فتصبح أدوارا غير طبيعية وغير فطرية كما اعتادت عليه الأمور بأن يكون المرء في بيته.

من جانبها، قالت والدة الشهيد الطفل محمد أبو خضير، التي التحقت في مركز الدراسات منذ عام 2014، إن هذا البرنامج الذي عملنا عليه مع الأطفال منذ حوالي سنة، كان تجربة فريدة، لأنه موجود فقط في القدس.

وأكدت والدة الشهيد لـ"صحيفة الحدث" على أنها رغم معانتها من وجع فقدان طفلها، إلا أنها تأثرت بهؤلاء الأطفال حتى أنها كانت تتعب من مجرد الاستماع إلى قصصهم، وتتساءل كيف لهم أن يتحملوا كل هذه المعاناة.

وعن موقف علق في ذهنها وأثر فيها، قالت أبو خضير إنها تتذكر جيدا كيف بدت علامات الخجل على وجه شاب حكم عليه بالحبس المنزلي، أقفلت والدته الباب عليه وخرجت لتقضي غرضا، مشيرة إلى استصعابها رؤية شاب محبوس في منزله لا يتمكن من الخروج، وسجانه والدته.

وأشارت والدة الشهيد إلى أنهم سيواصلون المسير حتى يتمكن المحامون من انتزاع قرار بإلغاء الحبس المنزل، غير القانوني.

من جانبها، قالت المديرة العامة لمركز الدراسات النسوية ساما عويضة لـ"صحيفة الحدث" إنها لاحظت من خلال هذا المشروع أن الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال المنزلي، أصبحوا يعانون من انفصال عن بقية زملائهم بحيث لا يستطيعون مزاولة حياتهم اليومية وأنشطتهم، ولا يذهبون إلى المدرسة ولا يلعبون مع الأطفال، ولا يخرجون إلى الشوارع، ما أدخلهم في حالة نفسية صعبة.

وتابعت: الأصعب من ذلك، تحول العلاقة الطبيعية بين الأم وطفلها، إلى علاقة سجين بسجانه، لأن الأمهات عادة ما توكل إليهن مهمة التوقيع على الأوراق التي تمنع الطفل من الخروج من منزله طيلة تلك المدة، الأمر الذي ترك آثارا نفسية صعبة على الأمهات والأطفال على حد سواء، مشيرة إلى أنه ضمن برنامج "المرأة والاحتلال والفقدان"، تم العمل على مساعدة النساء على العلاج من صدمة الفقدان التي يعانون منها نتيجة لممارسات الاحتلال.