الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تصاعد كبير في عمليات إطلاق النار في الـ 24 ساعة الماضية.. ما هي خيارات جيش الاحتلال؟

2022-10-03 09:16:48 AM
تصاعد كبير في عمليات إطلاق النار في الـ 24 ساعة الماضية.. ما هي خيارات جيش الاحتلال؟
مقاومون فلسطينيون

 

خاص الحدث

تصاعدت عمليات إطلاق النار خلال الـ 24 ساعة الماضية، فقد نفذت مجموعات عرين الأسود في نابلس عمليتي إطلاق نار صباح ومساء الأحد، ما أدى لإصابة اثنين من المستوطنين بجراح. فيما أعلنت كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس بشكل مشترك عن مسؤوليتهما عن عملية إطلاق نار استهدفت نقطة عسكرية قرب جنين

خيارات إسرائيلية صعبة 

تصاعد عمليات إطلاق النار يأتي في الوقت الذي تطالب فيه إسرائيل، السلطة الفلسطينية، بالعمل ضد مجموعات المقاومة في شمال الضفة الغربية، فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال قرر تكثيف عملياته في جنين، بينما تتولى السلطة عملية إقناع المقاومين في نابلس بتسليم أسلحتهم مقابل التفريغ في الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

العمليات التي وقعت يوم أمس قرب نابلس، فسرها الإسرائيليون على أنها نتيجة لفشل المفاوضات بين المقاومين والسلطة الفلسطينية، وبالتالي فإن العمليات العسكرية لجيش الاحتلال في نابلس ستعود إلى وتيرتها السابقة، خاصة في ظل تهديد عرين الأسود بمنع المستوطنين من المرور في الشوارع القريبة من المدينة، وهو تهديد تم ترجمته بالعمليات الأخيرة. 

لدى إسرائيل عدة خيارات للتعامل مع الوضع الجديد في الضفة الغربية، لكنها محفوفة بالمحاذير. أولا، خيار العملية العسكرية الواسعة لكن في هذه الحالة تخشى إسرائيل من وقوع مواجهات عنيفة في كافة أنحاء الضفة تكون بمثابة شرارة انتفاضة جديدة. ثانيا، العمليات الخاطفة وهي التي تعمل على أساسها إسرائيل حاليا لكنها أثبتت عدم جدواها في ظل تمدد المقاومة وتوسع دائرة نشاطها. ثالثا، منح السلطة الفلسطينية دورا في معالجة الحالة الناشئة، لكن ثبت للإسرائيليين أن للسلطة أيضا حسابات داخلية تتعلق باستقرارها الداخلي وبالتالي هي غير مستعدة لمغامرة كبيرة على حسابها. 

المقاومة تنتقل للجنوب

خلال الأسبوع الماضي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وقوع عدد من عمليات إطلاق النار ضد قواته والمستوطنات المحيطة بمدينة الخليل، وهو سيناريو مرعب بالنسبة للإسرائيليين، فمنطقة الخليل وقراها مليئة بالمستوطنات وإمكانية إيقاع الإصابات في صفوفهم عالية. بالإضافة، لتوفر السلاح بشكل كبير لكنه لفترة طويلة ظل يستخدم في النطاق العائلي الاجتماعي، وإذا ما تحول مساره إلى العمل المقاوم، فإن هذا سيكون مكلفا لإسرائيل.

في بيت لحم، كذلك، اشتدت وتيرة المواجهات واستهداف المستوطنين. مساء السبت أعلن جيش الاحتلال عن إصابة أحد المستوطنين بجراح بعد رشقه بالحجارة قرب قرية حوسان. وأمس أعلن جيش الاحتلال عن إصابة مستوطنة بجراح قرب تقوع. بالتزامن مع هذا، وقعت مواجهات في عدة مناطق في بيت لحم.

تصعيد عابر أم انتفاضة!

أمام تصاعد العمل المقاوم في الضفة الغربية لا يبدو أن الإسرائيليين لديهم توصيف حقيقي لما يجري، وهو أحد الأسباب التي تدفعهم للتراجع عن القيام بعملية عسكرية واسعة، فهناك اختلاف في وجهات النظر حول ما يجري. فبينما يقدر جيش الاحتلال أن ما يجري هو تصعيد ميداني يمكن السيطرة عليه ضمن فترة زمنية محدودة، يعتقد جهاز الشاباك الإسرائيلي أن الضفة على مشارف انتفاضة جديدة ومن نوع جديد، على حد توصيفه. 

لكن مراقب الدولة الإسرائيلي حذر من سيناريو الانتفاضة، لأن جيش الاحتلال غير مستعد لوجستيا لمواصلة القتال في الضفة حسب تقديره. هذه الاستنتاجات الرسمية الإسرائيلية تؤكد أن الانتفاضة إن وقعت، ستكون مؤثرة وقاسية على الإسرائيليين أكثر من سابقاتها، وبالتالي فإن مهمة جيش الاحتلال الآن هي محاصرة امتداد العمل المقاوم من الشمال إلى الجنوب، وهي مهمة صعبة، لأن التركيز العملياتي والاستخباراتي في أكثر من منطقة، يشتت جهود المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وتصبح إمكانية نجاح العمليات كبيرة، كما في الانتفاضة الثانية.