الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الفلسطيني طارق كيسوانسون ضمن المرشحين لجائزة "مارسيل دوشامب" للفن المعاصر

2023-01-15 12:34:02 PM
الفلسطيني طارق كيسوانسون ضمن المرشحين لجائزة
طارق كيسوانسون

الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات

في التاسع من كانون الأول عام 2019، نشرت مجلة "فلاش آرت" العالمية مقالا بعنوان "الانتقال في الوسط: طارق كيسوانسون"، أعدته الصحفية إيليال جونز.

قالت جونز في مقدمة المقال: "وصل والد طارق كيسوانسون إلى السويد في ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن هجر من فلسطين، وأمام مكتب العمل، تم تغيير اسم عائلته المقدسية "الكسواني" إلى كيسوانسون، وذلك بإضافة "son" إلى نهاية الاسم، تجنبا لحدوث مشكلة أثناء بحثه عن وظيفة".

توضح جونز؛ في أعماله يحاول كيسوانسون أن يعبر عن حالته، أن يصف أنه ليس هنا ولا هناك، هذا الطفل الذي ولد لأبوين فلسطينيين في المنفى جنوب السويد، لكنه في حالة ثابتة من الطفو، متأرجحا في مكان ما بين الماضي والمستقبل.

وعلى الرغم من أنه ربما يكون معروفا في الغالب بأعماله النحتية شديدة الدقة، إلا أنه استخدم  الأداء في صميم ممارسته، سواء من خلال كائن أو حدث مباشر، وفي هذه العملية، أزعج الفنان الحقائق السياسية والاجتماعية والعاطفية المرتبطة بمفاهيم الهوية والانتماء.

بالنظر إلى الأسطح المقطوعة، المنسوجة في بعض الأحيان، التي تشكل العديد من أعمال الفنان الجدارية، يواجه المشاهدون نسخة محطمة من أنفسهم وبيئتهم المحيطة. تنتقل الانعكاسات من سطح إلى آخر عبر الأعمال الموضوعة في مواقع متعارضة في الغرفة. هذا الشعور بالنزوح - رؤية الذات عدة مرات، في أماكن متعددة - هو أسلوب متكرر في عمل كيسوانسون، وهو أسلوب ربما تكون له علاقة بجهوده في تفريغ عمليات الإدراك المعقدة أكثر من تجسيد تجربة الاضطراب الجغرافي.

يبتعد الفنان عن أي مجاز مبسط لتمثيل الذات، بدلا من اتخاذ خيارات رسمية تضع التفاصيل التجريبية في صميم عمله، مما يجعل المشاهد يتشابك في عملية مواجهة ظواهره الخاصة. ومن خلال القيام بذلك، تمكن كيسوانسون من جعل نفسه مرئيا وغير مرئي، حيث ظهر من خلال الحركة التي يصممها في أجساد الآخرين بينما تمكن في نفس الوقت من إخفاء جسده.

مرشح لنيل جائزة

مؤخرا، كشفت جمعية " ADIAF" الفرنسية عن قائمة الفنانين المرشحين لنيل جائزة مارسيل دوشامب، واحدة من أبرز الجوائز خلال العقدين الماضيين، داخل فرنسا وخارجها.

وضمت قائمة المرشحين النهائية لنيل الجائزة أربعة فنانين عرب أو ينحدرون من أصول عربية.

وجاء اسم الفنان والكاتب الفلسطيني السويدي طارق كيسوانسون من بين المرشحين، حيث تتناول أعماله "مسائل الاقتلاع من الجذور، والانبعاث، والتجديد"، بحسب بيان القائمين على الجائزة، وتشمل مختلف نتاجاته الإبداعية، في النحت والكتابة والأداء الفني، إلى جانب الرسم وأعمال الفيديو والصوت.

وتعتبر مفاهيم الجذور والتجديد موضوعات مركزية في أعماله، تكشف ممارسته عن ارتباطه بشاعرية الميتساج: وسيلة للكتابة والبقاء بين ظروف وسياقات متعددة. يمكن فهم مجموعات أعماله المختلفة على أنها علم الكون للعائلات المفاهيمية ذات الصلة، كل منها يستكشف الاختلافات في موضوعات مثل الانكسار، والضرب، والتفكك، والارتفاع، والتهجين، وتعدد الأصوات من خلال لغتهم المميزة.

عرب آخرون

وشملت القائمة أيضا الفنانة المغربية الجزائرية بشرى خليلي (1975). وبحسب بيان الجائزة، تجمع خليلي في أعمالها المصوّرة والفوتوغرافية، وفي الطباعة، بين "السرديات الفردية والتاريخ الجماعي، مسألة العلاقات المعقدة بين الذات والمواقف من قضايا المجتمع المدني من أجل التفكير بمجتمع المستقبل".

والترشيح الثالث جاء من نصيب الفنان الجزائري المقيم في فرنسا ماسينيسا سلماني (1980)، الذي يتناول "الراهن السياسي والاجتماعي في رسومات وتشكيلات تضعنا أمام مشاهد غامضة وعبثية، حالها كحال عالمنا الذي نعيشه".

أما الفنانة الفرنسية بيرتيّ باك (1983) المرشحة الرابعة لنيل الجائزة؛ فتوثق في اشتغالاتها البصرية والمصوّرة "حاضر وماضي شمال فرنسا (مسقط رأسها)، حيث تستحضر مناجم الفحم والتاريخ العمّالي ضمن لغة تجمع بين التوثيق والشعرية" وفق تقديم القائمين على الجائزة.

وسيعلن عن اسم الفائز/ الفائزة بجائزة هذا العام ضمن أمسية من المنتظر أن تقام في الـ16 من تشرين الأول 2023.

وسجّل الفنانون العرب حضورا لافتا في جائزة "دوشامب" خلال السنوات الماضية، حيث منحت في عام 2013 إلى الفنانة المغربية لطيفة الخش (1974)، ونالها الفنان الجزائري- الفرنسي قادر عطية عام 2016، وذهبت في العام التالي (2017) إلى الفنانين اللبنانيين جوانا حاجي توما وخليل جريج.

وتعد جائزة مارسيل دوشامب التي انطلقت عام 2000، من أرفع الجوائز الفنية في مجال الفن المعاصر في فرنسا والقارة الأوروبية، وتبلغ قيمتها 35.000 يورو.

وأسست الجائزة من قبل جمعية "أدياف" التي تضم 250 جامع أعمال فنية في مجال الفن المعاصر في فرنسا، وتمنح بالاشتراك مع مركز "بومبيدو" ومعرض "فياك"، وتكافئ أكثر الفنانين المقيمين في فرنسا ابتكارا.

ومارسيل دوشامب (1887-1968) فنان ولاعب شطرنجٍ فرنسي- أميركي، يعد من أهم فناني القرن العشرين. ارتبطت أعماله بالحركة الدادائية والسريالية، وله بصمته الخاصة في تطور الفن الحديث، حيث عمل على نقل تركيز متابعي الفن من شيء بصريٍ بحت نحو شيء نفسي أكثر تعقيداً، فلم تَعد مفاهيم الفنون التصويرية والتعبيرية نفسها.