الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مناقشة كتاب "الأرشيفات في إسرائيل والرواية التاريخية الإسرائيلية والنكبة"

2023-02-07 01:13:26 PM
مناقشة كتاب
جانب من المناقشة

الحدث الثقافي- أخبار وفعاليات

أقامت مؤسسة محمود درويش برام الله بالشراكة مع المكتبة الوطنية، محاضرة لمناقشة كتاب "الأرشيفات في إسرائيل والرواية التاريخية الإسرائيلية والنكبة" لمؤلفه د. محمود محارب.

وكان الكتاب قد صدر عن مركز "مدى الكرمل– المركز العربي للدراسات الاجتماعية والتطبيقيّة"، كشف فيه النقاب عن التقرير الذي يدحض "الرواية التاريخية الإسرائيلية" ذلك من خلال التفكير بالأرشيفات الإسرائيلية بوصفها أداة لبلورة أساطير حول تاريخ تأسيس الدولة وحرب عام 1948.

الإبادة الثقافية

وقال رئيس المكتبة الوطنية عيسى قراقع في مداخلته إن حرب النكبة عام 1948 أدت إلى حالة من الخراب الشامل في الكيان الفلسطيني وثقافته، ومن نتائج هذه الحرب اختفاء وتدمير الكثير من الأرشيفات والمجموعات المركزية والكنوز الثقافية والتاريخية الفلسطينية سواء البصرية أو المكتوبة، إذ تم نهبها أثناء الحرب واستمرت عمليات النهب ضمن ما يعرف بالإبادة الثقافية حتى الآن".

وأضاف: "نقل الكثير من هذه الثروات والكنوز الثقافية إلى أرشيفات عسكرية وهي محتجزة هناك حتى يومنا هذا وتخضع لقوانين دولة الاحتلال من الرقابة وتقييد الكشف والمعاينة والمحو والطمس وحتى إعادة إنتاج معرفة بديلة تتماهى مع رواية المحتل".

ووفقا لقراقع فإن كتاب "الأرشيفات في إسرائيل والرواية التاريخية الإسرائيلية والنكبة" يسلط الضوء على إحدى الوثائق التي تدحض "الرواية التاريخية الإسرائيلية" حول تهجير السكان الفلسطينيين وطردهم خلال حرب النكبة، موضحا أن الوثائق تم كشفها من أحد المؤرخين أو ما يسمى "المؤرخون الجدد" في إسرائيل وهذه الوثيقة أضعفت الرواية الإسرائيلية وكشفت عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني من طرد وتشريد وقتل ومجازر وسلب ونهب واغتصاب وسرقات واعتقالات واستيلاء على الأراضي والممتلكات وغير ذلك.

وحول هدف الكتاب يرى قراقع أنه جاء للتحذير من خطر أن تتحول هذه الأرشيفات المقيدة والمسجونة إلى مراكز إنتاج للمعرفة لصالح المحتل، من خلال السيرة على المعلومات وإخضاغ الكنوز الثقافية والتاريخية لسيطرة منظومة قمعية تستهدف نكران الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني مما ينبهنا أن الاحتلال لا يجري في الحيز الجغرافي فقط وإنما في حيز الوعي والذاكرة".

وفي قراءته للكتاب قال الباحث والكاتب عزيز العصا إن محمود محارب يختصر الحكاية بقوله "إنه يوجد في أرشيف الدولة وأرشيف الجيش الإسرائيلي حوالي 13 مليون ملف".

واعتبر العصا أن أروع ما في الكتاب أنه يربط الضلالات الدعائية الصهيونية التي تسعى إلى تبرئة الصهيونية من تهجير الفلسطينيين وطردهم وذبحهم، كما يتطرق إلى معلومة مهمة حول وجود كراس باللغة الإنجليزية صادر عام 1969 ينكر مجزرة دير ياسين نهائيا ويقول إنها شيء وهمي نسجه العرب".

وبحسب الباحث بينت الدراسة أن هناك الكثير من الوثائق التي أبقي عليها مغلقة في الأرشيفات الاسرائيلية وهي التي تتعلق بارتكاب المجازر وأعمال الاغتصاب، وقتل المدنيين العزل، بالإضافة إلى قتل الأسرى العرب بعد إنتهاء المعارك، وقتل الأسرى العرب وهم مقيدو الأرجل والأيدي، والتنكيل بالجثث، إلى جانب أعمال السلب والنهب وتدمير القرى وهذه كلها ملفات لا تزال مغلقة، مشيرا إلى وثيقة وردت في الكتاب كانت قد أصدرتها نائبة مدير أرشيف جيش الاحتلال أسمتها وثيقة المحاور، تطرح خلالها 10 محاور يمنع على أي أحد الحديث عنها أو تداولها وكلها تتعلق بالمسميات المذكورة.

كما يعرض المؤلف وثيقة اعتبرها العصا هامة جدا لتقرير قدم لقيادة جيش الاحتلال آنذاك يفسر سبب "مغادرة" 360 ألف نسمة خلال الفترة الواقعة بين 1 كانون الثاني 1947 وحزيران 1948، لمدنهم وقراهم، ومن الأسباب الواردة في التقرير: "عمليات عدائية يهودية مباشرة ضد مدن وقرى عربية، تأثير عملياتنا العدائية في أماكن سكن المهاجرين المجاورة لها، وعمليات المنشقين اليهود".

ووفقا للعصا بهذه الوثيقة يثبت محارب أن 945 من أسباب طرد الفلسطينيين ومغادرتهم منازلهن هي الثلاث عوامل المذكورة أعلاه، وهي عمليات عدائية عسكرية مسلحة تذبح بلا رحمة.

ودعا الباحث في مداخلته إلى ضرورة إعادة تعريف المفاهيم وألا نستمر مستسلمين لما يطرحه الصهاينة كما طالب الجهات المختصة إلى الوقوف أمام الامتهان للنفس البشرية الفلسطينية.

وختم العصا بالقول إن المرحلة القادمة ستكون معارك على الورق وعلينا أن نصمد فيها، لا يجب إدراك وفهم طبيعة الصراع القائم بين الحقائق والضلالات الوقحة.

3 متغيرات وهذا ما تجاهلته الرواية الإسرائيلية

من جانبه، أوضح محارب أن الكتاب يعالج ثلاثة متغيرات، "الأرشيفات في إسرائيل، الرواية التاريخية الإسرائيلية والنكبة".

وبناء على هذه المتغيرات الثلاثة خلص المؤلف إلى أن الرواية التاريخية الإسرائيلية تجاهلت طبيعة الحركة الصهيونية وما هية مشروعها الكولونيالي الإجلائي الذي هدف إلى إقامة دولة يهودية للمستوطنين اليهود  في فلسطين على حساب وجود الشعب العربي الفلسطيني، كما تجاهلت فكرة طرد الشعب العربي الفلسطيني عن وطنه التي انبثقت عن صلب الصهيونية في مختلف مراحلها.

وتجاهلت الرواية التاريخية الإسرائيلية تأسيس الوكالة اليهودية التي هدفت إلى ترحيل الفلسطينيين عنوة، وتجاهلت وضع منظمة الهاغاناة خططا استراتيجية عسكرية لطرد الفلسطينيين.

وبحسب محارب تجاهلت أيضا الرواية إنشاء جهاز خاص لتنفيذ مشروع ملفات القرى التزاما مع مخططاتها، وتجاهلت أيضا إعداد الحركة الصهيونية قوة عسكرية تتفوق عددا على العرب في كل مراحل حرب عام 1948.