عن مدار: صدور كتاب "المتفائل" عن سيرة حياة توفيق زياد

الحدث الفلسطيني- إصدارات

صدر مؤخراً عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" كتاب جديد للمؤرخ وعالم الاجتماع الإسرائيلي تمير سوريك بعنوان "المتفائل" يتقفى حياة الشاعر الفلسطيني توفيق زياد.

جاء الكتاب الذي ترجمه إلى العربية باسيليوس حنا بوادري في 280 صفحة موزعة على 10 فصول.

في تقديم الكتاب قال أنطوان شلحت، إن هذا الكتاب الذي صدر في الأصل باللغة الإنجليزية هو أول سيرة اجتماعية حول حياة الشاعر والمناضل والقائد الفلسطيني توفيق زياد، منذ نشأته في فلسطين في ظل الانتداب البريطاني وصولا إلى نضاله داخل صفوف الحزب الشيوعي الإسرائيلي بعد نكبة العالم 1948، وبداية صعوده كشاعر ثوري في ستينيات القرن الماضي.

يتوقف الكتاب بشكل خاص عند مسيرة زياد السياسية كأول رئيس بلدية شيوعي عن مدينة الناصرة، ومن ثم عضوا في الكنيست مندوبا عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وما يصفه بأنه مأزقه في إثر انهيار المنظومة الشيوعية، واندفاعه المتفائل تجاه عملية أوسلو في أوائل التسعينات.

وبحسب شُلحُت، ان الخيوط التي استعملها المؤلف في حياكة سردية حياة توفيق زياد مستمدة من مصادر عدة، فهو يقدم طفولته من ذكريات توفيق زياد نفسه عبر مقابلات صحفية قديمة، وكذلك من ذكريات أصدقاء الطفولة والمعارف، وحاول وضع كل القصص المجموعة في سياقها التاريخي والاجتماعي، أما بالنسبة للفترات المتأخرة فاعتمد بصورة شديدة على المقابلات والأحاديث مع العائلة والأصدقاء ومع الشركاء والمنافسين السياسيين.

ويضيف شلحت أن توفيق زياد شخصية مثيرة للاهتمام، اذ لم ينخرط أي شاعر آخر من جيله في السياسة  أو طوّر مسيرته السياسية كما فعل زيّاد، بالإضافة إلى ذلك أخذت السياسة الأولوية على الشعر في سيرته، وخلال الأعوام الثمانية عشر التي شغل فيها منصب عضو كنيست، لم يكتب أي قصيدة، مبررا ذلك بأنه يفتقر إلى الوقت اللازم للكتابة.

يشير الكاتب بأنه لم يلتقي بزياد بصورة شخصية، إلا أن لديه بعض الذكريات التي ربما يشاركها مع الكثيرين من جيله، حول ظهور زياد في وسائل الإعلام الإسرائيلية فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، خصوصا في مواجهاته الصاخبة مع سياسيي اليمين الإسرائيلي.

ويضيف الكاتب بأنه أثناء استكشاف ميدان دراسة توفيق زياد وجد نفسه كالمستكشف لبلاد غريبة وفي لحظات معينة كالمتطفل أو الدخيل فهو باحث يهودي إسرائيلي يقوم بدراسة عن قائد فلسطيني.

ويضيف الكاتب بأن تقديم تعاطفه لشخصية فلسطينية سياسية وثقافية أيقونية بواسطة باحث أكاديمي يهودي إسرائيلي، هو منتوج لجهد شخص ينشغل بجدية بالثقافة والسياسة الفلسطينية عن طريق البحث في سيرة زياد وتفسير سياق عمله السياسي والغوص في معاني السيرة الحياتية والسياسية لأعماله الشعرية .

ويشير الكاتب أن وعلى الرغم من أن شهرة زياد المحلية والعالمية تعود بصورة أساسية إلى شعره إلا أن الشعر ليس محورا رئيسيا في هذا الكتاب الذي اعتبر فيه المؤلف زياد أولا قائدا وسياسيا.

يشار إلى أن الكاتب تمير سوريك هو عالم اجتماع ومؤرخ يدرس في جامعة بنسلفانيا الامريكية، وهو يدرس الثقافة كميدان للنزاع والمقاومة ويسلط بحثه الضوء على الدور السياسي للرياضة والشعر والذاكرة الجماعية فضلا عن التوترات حول حدود المجالين الديني والعلماني، للمؤلف كتابين هما " ذكرى الفلسطينيون في إسرائيل: التقويم والـنصاب التذكارية والشهداء،" و"كرة القدم العربية في دولة يهودية."