الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جبع.. ومقاتلو التضاريس الوعرة

2023-03-09 11:07:57 AM
جبع.. ومقاتلو التضاريس الوعرة

 خاص الحدث

على الطريق الواصل بين جنين ونابلس، يتوزع عشرات الشبان المسلحين في الجبال المحيطة ببلدة جبع. هؤلاء من يطلق عليهم "كتيبة جبع" التي عرفت بصلابة مقاتليها، أبناء التضاريس الوعرة. فاجأت البلدة بكتيبتها، المستويات الأمنية الإسرائيلية، التي سعت جاهدة لاجتثاث مقاتليها بكل الوسائل، وأصبحت مركز اهتمام وانشغال المحتلين، الذين قتلوا في غضون شهرين 7 شهداء منها.

اليوم ودعت جبال جبع، ثلاثة من ساكنيها ومحبيها، ممن كانوا يصعدون لقمم الجبال نهارا، وينزلون عنها ليلا، لكي يشتبكوا مع جيش الاحتلال، وليربكوا الطارئين العابرين في المستوطنات القريبة. سفيان الفاخوري، ابن 26 عاما، اعتقل طفلا وشابا، لكنه أصرّ على مواصلة طريقه، حتى ارتقى قائدا ميدانيا. أما أحمد محمد أحمد ذيب فشافشة (22 عاما)، ونايف أحمد يوسف ملايشة (25 عاما)، فهم كذلك من خريجي مدرسة السجون.

تشكيل مجموعة كبيرة للمقاومة في جبع كان بمثابة إضافة نوعية واستراتيجية في حالة الاشتباك في الضفة. كان الهدف من هذا التأسيس هو توسيع جغرافيا النار، ووصل نابلس بجنين، ووصل الشهيد بالشهيد والأرض بالأرض، بسلسلة من المقاتلين الذين يشكلون بأجسادهم وأحلامهم وقلة ساعات نومهم وذكرياتهم؛ الموقف. انسجاما مع استراتيجية "مشاغلة العدو" والتي تعني أن مقاتلي هذا الجيل قد لا يحرروا فلسطين، لكن مهمتهم المقدسة والتاريخية أن يبقوا هذا العدو في حالة من عدم الاستقرار.

على هذا الطريق بين نابلس وجنين، كانت تتشكل أمنيات المنتفضين.. اليوم جنين وغدا نابلس، وبعدها ما بينهما. ثم جنوبا نذهب إلى أريحا والخليل، ولا نستثني رام الله وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية، وكل جبل وحيّ وسهل في الضفة التي أنهكتها السياسات الأمنية والاقتصادية والعجز السياسي والخذلان والمشاريع الوهمية. ذات يوم وفي كل يوم، يصحو مقاتل من جبع ينفخ في عجزنا جميعا، أن استيقظوا فإن ثمن الهزيمة أكبر بكثير من ثمن الحرب، فلتمر الحرب من هنا، ولتكن دماؤنا دليلا واضحا على ما نريد.

إذن، هذا هو صوت الدم من جبع، تلك البلدة الفقيرة العزيزة التي كما أوضح مصطفى الدباغ في كتابه "بلادنا فلسطين" أنها بفتح الأول والثاني وبآخرها تاء مربوطة أي "جبعة"، تعني في الآرامية الجبل،  و"جباعة" تعني في السريانية السهل المرتفع. وهناك رأي آخر يفيد أنها من "الجباع" بمعنى السهام التي ليس لها ريش ولا نصل. ويشاع بين الناس أن اسمها مأخوذ من جباعين وتعني كثرة الماء.