حدث الساعة
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير لها أن الاتفاقين اللذين أنهيا الحربين على قطاع غزة ولبنان وصلا إلى "نقطة حرجة" قد تؤدي إلى انهيارهما، في ظل تصاعد التوترات الميدانية والسياسية وتباطؤ تنفيذ البنود الأساسية فيهما.
وأوضحت الصحيفة أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة حماس في غزة، الذي بدأ في 10 تشرين الأول 2025، يتعرض لخطر الانهيار بعد فشل الأطراف في معالجة القضايا الجوهرية التي أُرجئ بحثها لما بعد إعادة الأسرى الأحياء، وعلى رأسها تجريد الحركة من سلاحها. وبحسب التقرير، فإن عدم التوصل إلى حلول بشأن الأسرى القتلى وملف نزع السلاح يثير شكوكا كبيرة حول مستقبل الترتيبات في القطاع.
وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن خطة "السلام" التي قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تواجه صعوبات في تطبيق مراحلها التالية، إذ لم تحدد جداول زمنية واضحة لانسحاب جيش الاحتلال من "الخط الأصفر" أو لنشر قوة استقرار دولية تشرف على وقف إطلاق النار وتجريد حماس من السلاح. كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين خشيتهم من أن يتحول "الخط الأصفر" إلى حدود فعلية بين منطقتين منفصلتين، واحدة تحت سيطرة الاحتلال وأخرى تحت حكم حماس.
وأشار التقرير إلى أن الخلافات بين الأطراف تعمقت بسبب رفض حماس نزع سلاحها، ومعارضة الاحتلال لأي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع، فضلا عن الغموض الذي يحيط بإنشاء قوة الاستقرار الدولية من حيث تشكيلها وولايتها وآليات عملها.
وفي موازاة ذلك، أكدت "يديعوت أحرونوت" أن اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال ولبنان، الذي أُبرم في 27 تشرين الثاني 2024، يواجه بدوره تحديات مماثلة. إذ يزعم الاحتلال أن حزب الله انتهك بنود الاتفاق عبر إعادة بناء قدراته العسكرية جنوب نهر الليطاني، في حين يواصل سلاح الجو الإسرائيلي تنفيذ هجمات في العمق اللبناني بدعوى منع تهريب الأسلحة من سوريا.
وختمت الصحيفة بالتحذير من أن الجمود في تنفيذ الاتفاقين قد يؤدي إلى انهيارهما معا، مشيرة إلى أن الاحتلال يرى في ذلك احتمالا حقيقيا في ظل تراجع الضغط الأميركي وضعف آليات المراقبة الدولية، ما ينذر بعودة التصعيد في كل من غزة ولبنان.
