الحدث العربي والدولي
كشف تقرير "مراقبة الألغام الأرضية 2025" عن تسجيل أعلى حصيلة لضحايا الألغام والمتفجرات خلال خمس سنوات، مدفوعة بتصاعد النزاعات في ميانمار وأوكرانيا والحروب في غزة وسوريا، إلى جانب تحركات بعض الدول الأوروبية للانسحاب من المعاهدة الدولية التي تحظر استخدامها.
أرقام صادمة لضحايا 2024
وصل عدد القتلى والمصابين في عام 2024 إلى 6,279 ضحية، كان 90% منهم مدنيين، فيما شكل الأطفال 46% من إجمالي الضحايا. وتوزع الضحايا على 52 دولة ومنطقة، بينها 36 دولة موقعة على معاهدة حظر الألغام.
وتصدرت ميانمار القائمة بـ 2,029 ضحية، تلتها سوريا بـ 1,015، ثم أفغانستان 624، أوكرانيا 293 واليمن 247.
كما أشار التقرير إلى أن أكثر من ثلث الضحايا سقطوا بسبب عبوات ناسفة مرتجلة، وأن عدد ضحايا الألغام المصنعة ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 2011 بعد تضاعفه 3 مرات بين 2020 و2024.
تحذيرات منظمات إنسانية
وقالت منظمة "الإنسانية والشمول (HI)" إن آلاف المدنيين يُقتلون أو يُشوّهون سنويا بسبب الألغام، مشيرة إلى الاستخدام الواسع لها في ميانمار وأوكرانيا، وإلى أن فعاليتها القاتلة تستمر لعقود حتى بعد توقف القتال.
ودعت المنظمة الدول الموقعة إلى احترام التزاماتها وإدانة أي استخدام للألغام المضادة للأفراد.
الوضع في الدول العربية
وأوضحت المنظمة أن أكثر من نصف دول العالم ملوّثة بمخلفات الحرب المتفجرة، لافتة إلى أن اليمن شهد منذ 2014 استخدام جميع أنواع الأسلحة المتفجرة، من قنابل وصواريخ ومدفعية وعبوات ناسفة.
كما أكد التقرير أن البنى التحتية الحيوية في عدة بلدان تضررت بشدة بسبب مخلفات الحرب، بينما يعيش 11.5 مليون سوري في مناطق ملوّثة بالمتفجرات.
وفي لبنان، لا تزال الألغام موجودة في مناطق واسعة بفعل العدوان الإسرائيلي، فيما تواجه فرق الإزالة صعوبات تقنية بسبب التضاريس الوعرة والغابات الكثيفة.
انسحابات أوروبية وتراجع التمويل
وعزا التقرير الارتفاع الحاد في أعداد الضحايا إلى عاملين رئيسيين: تراجع الالتزام الدولي بالمعاهدات الإنسانية، إذ بدأت خمس دول أوروبية إستونيا، فنلندا، لاتفيا، ليتوانيا وبولندا إجراءات الانسحاب من معاهدة أوتاوا (1997)، بينما علّقت أوكرانيا التزامها بالمعاهدة بشكل أحادي. إلى جانب تقلص الموارد المالية، حيث انخفض التمويل الدولي لإزالة الألغام في 2024 بنسبة 5% ليصل إلى 761 مليون دولار، كما تراجع دعم برامج مساعدة الضحايا وإعادة تأهيلهم بنسبة 23%.
وأشار التقرير إلى استخدام حديث للألغام من قبل إيران وميانمار وكوريا الشمالية، مع دلائل على استخدامها من جانب أوكرانيا أيضا، إضافة إلى الاستخدام المكثف من قبل روسيا منذ 2022.
كما استخدمت جماعات مسلحة غير حكومية الألغام في عشر دول على الأقل، بينها دول في أفريقيا مثل بوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا، ودول آسيوية مثل الهند وميانمار وباكستان.
