حدث الساعة
اقترح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة مناطق محددة في قطاع غزة ضمن مرحلة تجريبية، وفق ما نقلته هيئة البث العبرية عن مصادر مطلعة على المحادثات.
وبحسب القناة "كان 11"، فإن نتنياهو عقد اجتماعا سريا مع بلير قبل نحو أسبوع، في إطار جهود الأخير للترويج لرؤية "اليوم التالي" للحرب على غزة، وتحديد الجهة التي ستتولى إدارة القطاع. ولم يصدر مكتب نتنياهو أي تعليق أو بيان حول اللقاء.
وأجرى بلير خلال زيارته للمنطقة محادثات أيضا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. وقالت مصادر مطلعة إن بلير يسعى لإقناع نتنياهو ودول عربية بقبول دخول السلطة الفلسطينية إلى أجزاء من غزة ضمن خطة تبدأ بمرحلة تجريبية قد تتحول إلى دائمة إذا نجحت، على أن تلتزم السلطة بإجراء إصلاحات محددة.
وذكرت القناة أن الاحتلال لم يستبعد الفكرة خلال الاجتماعات مع بلير، وأن نقاشات جرت بشأنها داخل المؤسسة الحربية، رغم رفض مكتب نتنياهو التعليق عليها.
ويشغل بلير منصب نائب رئيس "مجلس السلام" لقطاع غزة ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المقرر أن يعود إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل.
المرحلة الثانية من اتفاق غزة
وتشير تقارير عبرية إلى أن واشنطن تكثّف ضغوطها على تل أبيب للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لوقف إطلاق النار، حتى قبل العثور على رفات الجندي في جيش الاحتلال ران جويلي. وتقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الخلاف ما يزال قائما بين الجانبين، إذ يشترط الاحتلال استعادة جميع الجثث قبل المضي في المرحلة التالية.
وفي حال عدم التوصل لاتفاق، يتوقع أن يبحث ترامب ونتنياهو حلا خلال لقائهما نهاية الشهر الجاري في فلوريدا. ويواصل الأميركيون بحث آليات تشكيل قوة الاستقرار الأمني (ISF) في غزة، بما في ذلك إمكانية إشراك قوات تركية، رغم معارضة الاحتلال.
وكشف مسؤول إسرائيلي أن من بين المقترحات نشر القوة في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال داخل غزة، حيث لا وجود لحماس.
كما يبحث الأميركيون، وفق الصحيفة، إمكانية السيطرة على أراض في رفح وإدخال قوة أمنية أجنبية لبدء إعادة الإعمار وجذب السكان مجددا.
تمهيد لعودة السلطة الفلسطينية
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2803 يبقى محوريا، خصوصا ما يتعلق بدور قوة الاستقرار الدولية باعتبارها قوة لحفظ السلام، موضحا أن هذه القوة، إلى جانب لجنة التكنوقراط الفلسطينية ومجلس السلام الدولي، تشكل ترتيبات مؤقتة تمهد لعودة السلطة الفلسطينية لممارسة مهامها بشكل كامل وباتصال جغرافي بين الضفة وغزة.
وشدد عبدالعاطي، خلال مشاركته في جلسة ضمن منتدى الدوحة، على أن تثبيت وقف إطلاق النار أولوية أساسية للانتقال المنظم إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب. وأوضح أن المرحلة المقبلة تتطلب إدخال المساعدات دون عوائق وبدء جهود التعافي وإعادة الإعمار لتخفيف معاناة السكان.
وفي الجانب الإنساني، أشار الوزير إلى أن معبر رفح يعمل من الجانب المصري بشكل مستمر، بينما يغلقه الجانب الإسرائيلي ويتحكم في خمسة معابر أخرى مع غزة، مطالبا بفتحها. وأكد أن خطة ترامب تنص على إعادة فتح معبر رفح في الاتجاهين، دون استخدامه لتهجير الفلسطينيين أو المساس بوجودهم في القطاع.
كما حذّر من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية في ظل تصاعد عنف المستوطنين ومصادرة الأراضي، داعيا إلى تدخل دولي عاجل لوقف الانتهاكات ومنع اتساع التوتر.
واختتم عبدالعاطي بالتأكيد على التزام مصر بمواصلة جهودها للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ودعم مسار سياسي يفضي إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
