السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

3 ساعات من التهدئة تكشف عن مشاهد مرّوعة في "خزاعة" جنوب غزة

2014-08-01 05:37:01 PM
 3 ساعات من التهدئة تكشف عن مشاهد مرّوعة في
صورة ارشيفية


  الحدث-غزة/علا عطاالله
"يا الله..."، يصرخ صحفي، ثّم يضع يده على فمه بقوة،  وقد شعر بأنّه على وشك أنّ يتقيأ ويُفرغ كل ما بمعدته لهول ما يرى أمام عينيّه، يقترب آخر من المشهد فيُصاب بدوار ويتراجع.
 
يصيح ثالث:" إنّها أجساد متحلّلة، بشاعة تفوق الوصف والخيال"، ولا يقوى أحد باستثناء قلة من الصحفيين، على ضبط عدسات كاميراتهم، لالتقاط المشهد الصادم في إحدّى المنازل في بلدة خزاعة شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة.
 
ولا يمكن لأي كاميرا، ولا أي قلم، كما يقول أحد الصحفيين لوكالة الأناضول أن يختصر بشاعة المشهد هناك، فعشرات الأجساد بدت وكأنها قطع من السواد، خرج ما بداخلها إلى الخارج بفعل قنابل وقذائف القصف الإسرائيلي.
 
تتدحرج جمجمة، تفوح رائحة الموت، تُسارع الطواقم الطبيّة لانتشال الجثامين المتحلّلة، التي بدا أنهّا تعرضت لإعدام ميداني في بلدة خزاعة.
 
ويقول أحد الأطباء وهو ينتشل ما تبقى من أجساد، إنّ غرفا في بيوت خزاعة احتوت على قتلى تعرضوا لإعدام ميداني.
 
وأضاف:" تتكوم الأجساد، بطريقة توحي أنهم تعرضوا لإعدام ميداني، البشاعة في المكان لا يمكن للكلمات أو الصور أن تختصرها".
 
وما من أحد يمشي في طرقات خزاعة إلا ويضع إما يده على فمه، أو يده على عينه، قبل أن يسارع المارة لتغطية الأجساد بأغطية يحاولون انتشالها من تحت ركام وأنقاض البيوت.
 
"آه يا ما (أمي)، تصرخ أم تكتشف أن إحدى الجثث المتحللة لابنها، وتواصل الصراخ بهذيان:" آآآه يا حبييي يا بني (يا حبيبي يا ابني)".
 
وترتمي الأم كما بقية الأمهات اللواتي يختنقن من هول ما ترى أعينّهن، وتصيح واحدة لصحفي يبدو أنه مراسل لوكالة أجنبية :" صور خليهم (دعهم)، يشوفوا (يشاهدوا)، احكي لأمريكا تفرجي على جثث الأطفال والنسوان (شاهدي جثث الأطفال والنساء)، حسبنا الله ونعم الوكيل"
 
ويصيح أحد رجال الدفاع المدني، بغضب ومرارة، وقد اختنق من رائحة الجثث: "أفلام الرعب التي نراها لا شيء، أمام هذا كله".
 
وتبدو بلدة خزاعة جنوبي قطاع غزة، وكأنّ زلزالا ضربها وبقوة، وتسبب بخراب بيوتها، وأراضيها الزراعية الريفية.
 
وفي المكان تسقط أعمدة الكهرباء أرضا، وأسلاك الهواتف تتناثر، فيما تتفجر خطوط المياه، وفي كل شارع تطل الحفر الواسعة وهي تتصدر مشاهد الدمار.
 
ويُمسك أحدهم بفستان زهري اللون، يقول إنه لطفلة ماتت هي وكل عائلتها في بلدة خزاعة، وتحول بيتهم إلى كومة من التراب.
 
ووصف أهالي خزاعة ما يجري بـ"المجزرة" و"المحرقة"، لا بل إنّ كل المفردات لا تكفي لوصف هول ما رأوه كما يؤكدون لوكالة الأناضول.
 
ولم يتسنّ أمام الخرق الإسرائيلي للتهدئة الكشف عن المزيد من المشاهد الصادمة، والمروعة الأخرى في الأحياء الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
 
فحسب شهود عيان، قالوا لوكالة الأناضول، إن عشرات الجثث تحت الأنقاض وركام البيوت متحللة، وأن رائحة الموت تنتشر في كل زقاق.
 
    وتمكنت الطواقم الطبية الفلسطينية، اليوم الجمعة،إخراج عددا من جثامين الشهداء تحت أنقاض المنازل المدمرة في بلدة "خزاعة" جنوبي قطاع غزة، بفعل العدوان الإسرائيلي  المستمر على قطاع غزة لليوم 26 على التوالي.
 
ووفق مصادر حقوقية فلسطينية فإن الطيران الحربي الإسرائيلي شن خلال الأيام الماضية، مئات الغارات الجوية، التي استهدفت عشرات المنازل السكنية، والأراضي الزراعية، في منطقة شرق خانيونس، التي تضم عدة بلدات، أبزرها بلدة خزاعة، بالتزامن مع قصف الدبابات المنازل بعشرات القذائف، الأمر الذي أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
 
 
 
 
 
*الاناضول