الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الفلسطيني "سامر" يروي تفاصيل استخدام الجيش الإسرائيلي له "درعا بشريا" لاقتحام قريته

2014-08-03 11:10:15 AM
 الفلسطيني
صورة ارشيفية
 
الحدث- الأناضول
 
على مدار تسعة أيام بقي الشاب الفلسطيني سامر النجار (23 عاما) رهن الاعتقال في معسكر للجيش الإسرائيلي، محاذ لجنوب قطاع غزة، قبل أن يفرج عنه ليكشف عن استخدامه كدرع بشري من قبل القوات الإسرائيلية في واحدة من الجرائم التي يحظرها القانون الدولي الإنساني.
وتعرض النجار للاعتقال من منزله في حي أبو ريدة في بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بعدما اجتاحت قوات الجيش الإسرائيلي بلدته ووصلت لمنزله الذي يبعد 600 متر عن السياج الأمني الإسرائيلي.
ويقول النجار لوكالة "الأناضول": "بعد اعتقالي قامت قوات الاحتلال بتقييد يدي ورجلي، وأجلسوني على ظهر إحدى الدبابات وقاموا بوضع كيس على رأسي وقبل ذلك استطعت أن أشاهد 4 أشخاص على ظهور الدبابات في المنطقة".
صمتَ لحظات وهو يسترجع تفاصيل هذه التجربة المرة التي مر بها، وأضاف: "بعد دقائق من وضعي على ظهر الدبابة.. بدأت التحرك.. كنت أشعر بالرعب الشديد.. فأصوات إطلاق النار في كل مكان والجنود اختبأوا داخل الدبابة المحصنة وأنا كنت على ظهرها وكان يمكن أن أصاب برصاص المقاومة أو جراء انفجار العبوات الناسفة المزروعة لها".
وعلى مدار أربع ساعات بقي النجار هو وخمسة مواطنين آخرين اعتقلوا من نفس المنطقة على الأقل على ظهور الدبابات الإسرائيلية التي تقدمت غرباً لتوسع اجتياحها في البلدة، وسط حالة من الخوف والرعب وصراخ الاستغاثة، وفق النجار.
ويقول النجار: "بعد أن تمركزت الدبابات في إحدى المناطق وبعد أربع ساعات لم يتوقف خلالها صوت القصف والانفجارات التي لا أعرف طبيعتها فقد كنت في حالة غير طبيعية متوقعاً الإصابة أو الشهادة في أي لحظة.. تم إنزالي من على ظهر الدبابة لأفاجأ أن قوات الاحتلال تدفعني نحو منازل المواطنين والتأكد من وجود سكانها فيها".
تحت تهديد السلاح، تقدم الشاب النجار، بحسب روايته، نحو ثلاثة منازل من جيرانه، ومن خلفه جنود الجيش الإسرائيلي وطرق أبوابهم ليتأكد من وجودهم ويطلب منهم الخروج بناء على طلب الجنود الذين كانوا يخافون التقدم نحو المنازل خشية وجود كمائن للمقاومة.
وسخر النجار من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حركة حماس والمقاومة تستخدم الفلسطينيين دروعاً بشرية في غزة، وقال :"في الواقع قوات الاحتلال هي التي استخدمتني واستخدمت عددا من أقاربي.. كانت تجربة مرة ومرعبة لا يمكن أن أنساها".
فصول التجربة المرة التي عاشها الشاب النجار لم تتوقف عند هذا الحادث، فبعد ساعات، جرى اقتياده مع آخرين من المعتقلين أمام الجنود وآلياتهم، باتجاه السياج الحدودي مشياً على الأقدام، مشوا خلالها مسافة 3 كم قبل أن يتم نقلهم بواسطة حافلة كبيرة إلى أحد مراكز التحقيق الإسرائيلية، لتبدأ فصول حكاية جديدة من المعاناة والتعذيب.
يقول النجار: "أخضعوني للتحقيق على مدار أيام الاعتقال.. كنا في شهر رمضان.. ولم يحضروا لي أي طعام لثلاثة أيام ولم يكن هناك إلا التحقيق والضرب".
وكشف النجار عن ظهره لتظهر كدمات سوداء على الجزء الأعلى منه ناتجة عن الضرب الذي تعرض له من ضباط التحقيق الإسرائيليين، قائلا "ضربوني بشدة في كل مكان، وسألوني عن أمور تتعلق بالمقاومة وفي النهاية أنا شاب لا علاقة لي بأية أمور فتم إطلاق سراحي فيما بقي أحد أشقائي معتقلاً".
والإفراج عن النجار لم ينه معاناته، إذ لم يتمكن من العودة لمنزله في البلدة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي فلجأ إلى منزل أحد أصدقائه فيما توزعت أسرته بين مراكز الإيواء والأقارب، دون أن يعلموا ماذا حل بمنزلهم من دمار.