الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لك الله وسواعدك الأبية يا شعب فلسطين..

2014-08-04 03:55:45 PM
لك الله وسواعدك الأبية يا شعب فلسطين..
صورة ارشيفية

سامي سرحان

ما زال الضباب يلف الموقف المتعلق بقرار مجلس الأمن الدولي، بوقف إطلاق النار ووقف العدوان الدموي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني. واختيار مصر لتكون مكان المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبحضور أمريكي مشكوك في جدواه لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار وما يتبع ذلك من رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر وتشغيل الميناء والمطار وتولي حكومة الوفاق الوطني إعادة إعمار القطاع هو أيضا موضع شك، فالوفد الإسرائيلي لم يصل إلى القاهرة ولم يصدر عن إسرائيل ما يفيد بأنها ترغب في حضور اجتماع القاهرة، ولعل عدم افصاح حكومة نتنياهو عن نيتها الانسحاب من قطاع غزة وإعادة تموضعها على تخوم القطاع واستمرار عملياتها الجوية والبحرية ما يشير إلى رفضها التجاوب مع المبادرة المصرية وتجنب إلزام نفسها بوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإعادة إعمار القطاع.
ولعل تخاذل العرب والمسلمين أولاً، وصمت العالم الغربي المريب وتواطؤ الإدارة الأمريكية مع حكومة نتنياهو وعدوانها الدموي على الشعب الفلسطيني، شجع نتنياهو وأركان حربه على الاستمرار في سفك الدم الفلسطيني وتدمير حياة الشعب الفلسطيني ثلاثين يوما متواصله ورفق الالتزام الفعلي بقرار مجلس الأمن والمبادرة المصرية.
واللافت أن الإدارة الأمريكية وعلى رأسها "باراك أوباما" والموظف لديه "بان كي مون"، تتحرك على وقع خطى حكومة نتنياهو المجرمة وتزودها بالأسلحة والذخيرة والمال، ويتحرك "أوباما" و"مون" لحظة وصول الرواية الإسرائيلية الكاذبة عن خطف الضابط اردان وبغضنا الطرف عن قتل وجرح أكثر من أحد عشر ألف فلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ وهدم منازلهم على رؤوسهم وتطاير أشلائهم حتى المستشفيات قُصِفَت ومدارس الأونروا التي لجأ إليها مواطنون مدنيون بعد أن أجبرتهم القوات الإسرائيلية الغاشمة على ترك منازلهم وهم يظنون أن هذه المدارس توفر لهم ملجأ آمناً كونها تحت حماية سلطة الأمم المتحدة وسلطة بان كي مون المتخاذل عن آداء واجبه في حفظ السلم والأمن الدوليين.
ولعل آلاف المتظاهرين من الأمريكيين في مختلف الولايات الأمريكية و60 ألفا أيضا من المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين أمام البيت الأبيض يوقظ الضمير الميت لسكان البيت الأسود. لقد آن للشعب الأمريكي أن يحاسب قادته كمناصرين للعدوان والجريمة وكمبددين للثروة الأمريكية وسمعة أمريكا كمدافع عن الحرية والاستقلال وحقوق الإنسان والديمقراطية، وليس العرب والعجم بأحسن حال من الإدارة الأمريكية في الوقوف في وجه العدوان الدموي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، فقد وقع قطاع غزة للأسف في نقطة تقاطع المصالح العربية والإقليمية والدولية. ويدفع اليوم دمه في نقطة تقاطع مصالح المحاور، محور مصر السعودية الأردن، ويقول البعض إن هذا المحور يتحرك بدعم أمريكي، ومحور تركيا وقطر والإخوان في كل مكان، ويقول البعض أن هذا المحور يتحرك بدعم أمريكي ولصالح إحياء جماعة الإخوان المسلمين بعد سقوط حكمهم لمصر، والمحور الثالث محور ما يسمى الممانعه وهو محور ايران وسوريا وعراق المالكي وحزب الله ويقولون إنه يتحرك لمصلحة إيران التي فقدت تأثيرها على حركة حماس وأوقفت مساعداتها المالية والتسليحية لها على خلفية الصراع في سوريا. لقد استفردت إسرائيل بالشعب الفلسطيني ومقاومته في ظل تصاريح هذه المحاور غير الفاعلة المتقاتلة فيما بينها ليصدق عليها قوله تعالى في اليهود "بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى".
ولم يبقى من بصيص أمل عند الشعب الفلسطيني سوى أن يعزز وحدته الوطنية ويجذّر مقاومته الباسلة وصموده الأسطوري والتمسك بثوابته في الحرية والاستقلال وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف. فلم تنكسر شوكة المقاومة ولم تستجدي وقفا لإطلاق النار، ولم تتوقف عن إمطار تجمعات قوات العدو بوابل من الصواريخ وقذائف الهاون والآر بي جي وألحقت بالعدو خسائر مؤكدة من قتلى وجرحى لم يسبق له أن تكبدها، وسجل الموقف الفلسطيني وحدة المقاومة في ساحة المعركة ووحدة الموقف السياسي في القاهرة، وهي مؤشرات على سلامة وصلابة الموقف الفلسطيني في وقت عزّ فيه الصديق والنصير والحليف.
لك الله يا شعب فلسطين ولكِ الله يا غزة، ويا وحدنا يا وحدنا يا وحدنا عبارة نكررها منذ نكبتنا عام 1948، واحتلال كامل أرضنا عام 1967، وحصارنا في بيروت عام 1982، والحروب الدورية الإسرائيلية على هذا الشعب فإذا عز النصير فليس لدينا غير سواعدنا وتحرير إرادتنا ووحدتنا.