#الحدث- رام الله
ألقى الرئيس محمود عباس خطابا متلفزاً، مساء اليوم الأربعاء، شدد فيه على مواصلة النضال السياسي والوطني والقانوني، وعدم البقاء رهينة لاتفاقيات لا تحترمها إسرائيل. لكن وما إن انتهى الرئيس عباس من خطابه الذي لم يتجاوز الدقائق العشر حتى بدأت التعليقات تأخذ مكانها على مواقع التواصل الاجتماعي نقدا له تارة وتأيداً له تارة أخرى، وقد لخص الشاب أمجد دويكات حالة الـ "مع" والـ "ضد" لخطاب الرئيس بأن كتب على حسابه الفيسبوكي الآتي:
"ملاحظات على هامش كلمة الرئيس، انقسام الناس الى قسمين:
القسم الاول: لم تعجبه الكلمة و بالتالي بالغ في الانتقاد دون وضع اي حل غير التصعيد على الفيسبوك و استغلال فسحة النقد لإبداء رأيه.
القسم الثاني: بالغ في إظهار ما قدمته كلمة الرئيس حتى وقع في وحل النفاق و هز الذنب الغير مبرر."
مؤيدون: خطاب دبلوماسي موفق وفي وقته
المؤيدون لخطاب الرئيس حملوه أكثر مما تحمله مدته القصيرة، خاصة وأنه الخطاب الأول له على إثر اندلاع انتفاضة_القدس، فمنهم من رآه خطاباً قوياً وطنياً يؤكد على أن القيادة تقف إلى جانب شعبها، وأنه يشدد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة.
من هذا المنطلق، علق الشاب أبو عدي الكهرلي على خطاب الرئيس قائلا: "كلام الرئيس رسائل دبلوماسية دولية سيكون لها صدى قوي، أما داخليا فهي تشديد على فعالية المقاومة ونجاعتها وأهمية الوحدة، أما الأغبياء سيقومون بالمزاودة والتشكيك".
وكان الرئيس عباس في خطابه إن الهجمة العدوانية الإسرائيلية التي تتصاعد على شعبنا وأرضه ومقدساته، بشكل يهدد السلام والاستقرار، ينذر بإشعال فتيل صراع ديني يحرق الأخضر واليابس، ليس في المنطقة فحسب، بل ربما في العالم أجمع، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر أمام المجتمع الدولي للتدخل الايجابي قبل فوات الأوان.
واشار الشاب عبد الرحيم جاموس الى ان خطاب الرئيس "خطابا قويا، صموديا رباطيا وطنيا قويا المهم فيه الاشارات القوية الصادحة مثل ١-ادانة الارهاب المزدوج للجيش والمستوطنين ٢-وتأكيد استمرار النضال والمقاومة الشعبية دون إشارة بالمطلق لوقف او ابطاء او التخلي عن #غضبة_القدس بل ٣-وضعها ضمن اطار اشكال المقاومة (ال وطنية والسياسية والقانونية) وحيى أبطال النضال الفلسطيني ما يعني بوضوح أننا مستمرون، ٤-والتاكيد على اسلامية الاقصى رفض قاطع لكل الممارسات فيه و٥-اكد على وحدة الشعب بالداخل والخارج".
ورأى الشاب ثائر توايهة ان خطاب الرئيس واضح وحمل إشارات باستمرار الهبة الشعبية، وأكد على حق الفلسطيني في الدفاع عن النفس، وانه خطاب موفق وجاء في وقته، ووجه رسالة قوية داخلية لكل من توقع أن يتصدى الأمن الفلسطيني لهذه الهبة، ورسالة للحكومة الإسرائيلية والمجتمع الدولي أن القيادة خلف شعبها ولا مبادرات أو تهدئة دون ثمن.
وايده الشاب مصطفى جمال، فكتب على صفحته "كلمة متزنة وجه رسالة للاسرائيلين فيها ان القيادة الفلسطينية لن تقبل باستهداف المسجد الاقصى المبارك ولا اي تغيير تسعى اسرائيل لاحداثقها في القدس وستعمل بكل الوسائل المتاحة ، معيدا التاكيد على الاستراتيجة الفلسطينية التي اقرت خلال لقاءت الحوار الوطني ايام البحث في اتفاق المصالحة بخصوص اعتماد المقاومة الشعبية للتصدي لاجراءات الاحتلال وكما يقول غالبة المهتمين بالشان ان صدور مثل هذا الخطاب افضل بكثير من عدم صدوره خاصة ان البعض همز بعين الاستغراب لماذا هذا الصمت الرسمي الفلسطيني امام الكم الكبير من الدماء الفلسطينية التي سالت؟
معارضون: "الخطاب يقرأ بما قبله وبخلفياته"..و"خطاب في دولة التشاد"
لكن، ومن حهة ثانية، فإن لخطاب لم يلاق استحسان البعض الآخر، الذين انتقدوا الخطاب لجهة مضمونه ومدته؛ فكتب الشاب عباد يحيى معلقا "خطاب موجه للمواطنين في دولة التشاد ... بس برضو بتلمس تغير من ناحية المضمون مقارنة بالسابق". واضاف انه خطاب أقصر من دعايات mbc.
وكتب زكريا محمد قائلا: "لا يقرأ الخطاب، اي خطاب، انطلاقا من كلماته فقط، بل يقرأ بما قبله وخلفياته. الكلمات وحدها لا تدل على المعنى. فأحيانا يكون هدف الكلمات تضليل المعنى الفعلي وإخفاءه. وخطاب أبو مازن يجب أن يقرأ بهذه الطريقة، أي ليس فقط انطلاقا من كلماته، بل انطلاقا مما قاله في اجتماعاته الداخلية. وخاصة مما قاله في اجتماعه مع كادرات فتح. وما قاله هناك يوضح أن الكلمات التي تقال علنا، هدفها التغطية على الكلمات التي تقال سرا."
من جهة ثانية، قال زياد حميدان، في إشارة إلى طلب الرئيس في خطابه في الأمم المتحدة حماية دولية للشعب الفلسطيني: "توقعت انه سيقول ردا عي نتنياهو الذي طالب مواطنيه حمل السلاح ليحموا انفسهم.. ان يقول لمواطنيه احملوا اي شئ لتحموا انفسكم.. هم لم يطلبوا حماية دولية ويقولون سنحمي انفسنا بانفسنا. لماذا لانحمي انفسنا بانفسنا."
وكتبت الشابة وفاء عاروري: "تصدقوا يا جماعة، والله العظيم انتو شعب مش عاجبكم العجب، واصلا اكالين نكارين، ومش قنوعين بالمرة، بنفتحلكم حدائق وشوراع وبنزبطلكم الوضع ما بدكم، بنطلع عالامم مش عاجبكم، نوخذ اعترافات من الدول مش عاجبكم، نجبلكم الهنود عنا مش عاجبكم، طولنا الخطاب مش عاجبكم، قصرناه مش عاجبكم، قلنالكم سلمية يا عمي سلمية فضحتونا مع الدول الشقيقة، قلنالكم استمروا برضو زعلانين، طب شو الحل جد شو الحل؟ نوقف التنسيق الامني ونبطل نعطي تصريحات للاعلام الاسرائيلي ونفتح موجة للتغطية المباشرة عتلفزيون التشاد ونبطل نلم الناس نسقيهم قهوة وحبتين مسك في المقاطعة عشان ترضووووا!! برضيكم هالحكي يعني، بتقبلوها عحالكم، برتاح ضميركم! شعب ازعر مش عاجبو العجب."
ورأى البعض ان خطاب الرئيس لم يأت بجديد، فقد كتب الشاب قيس عرفات، منذ ساعات والوكالة الرسمية والتلفزيون الرسمي يذكرنا بكلمة هامة للرئيس محمود عباس، الكلمة التي بثت "لم تأت بجديد".