الأربعاء  14 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

دراسة: التناقض في الأهداف الإيرانية الروسية يمنح "إسرائيل" نفوذا سياسيا

2015-10-26 08:08:20 PM
دراسة: التناقض في الأهداف الإيرانية الروسية يمنح
صورة ارشيفية

 الحدث- القدس

أوضحت دراسة جديدة صادرة عن «مركز بيغن-السادات» في تل أبيب أن هناك تناقضا بين الأهداف النهائية لكل من روسيا وإيران عبر تدخلهما في سوريا.

ولفتت إلى أن قلق «بوتين» لبقاء «الأسد» يمكن أن يمنح «إسرائيل» بعض النفوذ السياسي، إذا كانت «إسرائيل» تختار بذكاء طريقها من خلال الوضع، وهذا يعني أن «إسرائيل» لا ينبغي أن تميل إلى دعم الجهود التي تقودها السعودية للإطاحة بـ«الأسد»، أو إحداث نتائج حاسمة في الحرب الأهلية في سوريا، على حد تعبيرها.
 
وشددت الدراسة على أن الرئيس الروسي اتخذ قرارا بعدم السماح بانهيار الدولة السورية، مشيرة إلى أن التدخلات العسكرية هي من بين الأكثر خطورة ومثيرة للجدل، داخليا ودوليا لجميع المشاريع الإستراتيجية.
وبرأيها، فإن صناع القرار في موسكو ما زالوا على علم تماما أن التدخل في أفغانستان لعب دورا كبيرا في تسريع انهيار الاتحاد السوفيتي، مؤكدة على أن «بوتين» أقدم على هذه الخطوة لكي يتحول إلى اللاعب المهيمن في السياسة العالمية.
 
وتابعت الدراسة الإسرائيلية، أن «بوتين» ينظر إلى السعوديون على أنهم لاعبا مهما في الساحة السورية، وخصوصا لأنهم يحملون مفتاح أسعار النفط، موضحة في الوقت عينه أن زيادة الإنتاج من قبل السعوديين هو السبب الرئيسي في الأسعار الحالية المنخفضة للنفط (45 دولارا للبرميل)، التي تهدد مستقبل الاقتصاد الروسي.
 
ومع ذلك، فشل اجتماع يونيو/حزيران بين موسكو والرياض لإنتاج اتفاق فعال، كما استمر الوضع في التدهور، وأن موسكو قلقة على نحو متزايد، وعلى استعداد لتحذير دول الخليج العربية بأن بقائهم على قيد الحياة قد يكون معرضا للخطر، ومن هنا، أضافت الدراسة، تحول «بوتين» إلى تدابير أكثر جذرية، على أساس المشاورات العسكرية مع إيران، حليف «الأسد» الرئيسي الآخر.
 
وشددت الدراسة على أن زيارة الجنرال «قاسم سليماني»، إلى موسكو، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وهناك تم الاتفاق على أن تقوم روسيا بالتدخل مباشرة في الحرب الأهلية لمساعدة «الأسد»، وعدم السماح بانهيار الدولة السورية.
 
ورأت الدراسة أيضا أنه على خلفية الأزمة الأوكرانية الجارية، فإن الإجراءات الروسية أيضا تعكس نمطا مألوفا من الازدراء وعدم الثقة إزاء الولايات المتحدة والغرب.
 
وأكدت الدراسة على أن استخدام روسيا صواريخ متقدمة من الجيل الرابع، كان بمثابة رسالة حادة كالموس لواشنطن، التي كانت تتفاخر بصواريخ من طراز «توماهوك» و«كروز».
 
وتابعت الدراسة قائلة إنه بمجرد انقشاع الغبار، لابد أن يكون واضحا بشكل متزايد أن الموقع والنطاق الروسي والإيراني، أي التدخل ما يزال بعيدا عن أن يكون كافيا لبعث سوريا كدولة موحدة تحت حكم «الأسد».
 
وأضافت أنه في أحسن الأحوال، تم تصميم التدخل، جنبا إلى جنب مع تورط «حزب الله» المكثف لتأمين الروابط بين الشمال والجنوب بين الأجزاء المتبقية من ولاية النظام لصالح «الأسد».
 
على هذه الخلفية، أوضحت الدراسة الإستراتيجية الإسرائيلية، التي طرحت مقترحات مؤخرا في «إسرائيل»، وفي أماكن أخرى في الغرب، لمواجهة التدخل الروسي من خلال دعم دفعة قوية للإطاحة بـ«الأسد» وتحقيق نتائج حاسمة في سوريا، ولكن مثل هذه الأفكار مضللة، لعدة أسباب، منها، أنه على المستوى الإقليمي، قد يكون مغريا لـ«إسرائيل» لمواءمة نفسها مع اللاعبين الرئيسيين السنة مثل المملكة العربية السعودية، إلى حد ما أقل من ذلك عندما يتعلق الأمر بـ«أردوغان» تركيا، وكذلك مع القوى الرئيسية في الغرب.
 
ولكنه أكثر أهمية أن تأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر لدى «إسرائيل» أيضا بأن الدول السنية هي أيضا شريكة في السلام، وتحديدا مصر «السيسي»، التي تتخذ  موقفا أكثر حذرا بقدر لعواقب انهيار محتمل «الأسد»، بحسب تعبير الدراسة، التي نشرت على الموقع الإلكتروني للمركز.
 
ولفتت الدراسة أيضا إلى أن إزالة «الأسد» من السلطة هي بالتأكيد ممكنة، ولكن من المستحيل تماما أن التنبؤ بأي درجة من الصحة يمكن معرفة ماذا سيحدث للنظام في الأرض التي كانت تعرف باسم الجمهورية العربية السورية.
 
وعلاوة على ذلك، أوضحت الدراسة الإسرائيلية، أن مراجعة واضحة الرؤية للوضع يؤدي إلى الإدراك بأن روسيا وإيران يمكن أن تعملا بتنسيق وثيق، ولكن مصالحهما لا تتلاحم حق، فبالنسبة لإيران، سوريا هي المفتاح للانطلاق على طريق زعزعة استقرار الأردن، أما بالنسبة لروسيا فإن سوريا هي موطئ القدم الوحيد لهذه الدولة في الشرق الأوسط، وهي تعمل على ضمان مصالحها الاستراتيجية في هذه الدولة العربية، وبالتالي، فإن التباين والتناقض بين طهران موسكو حول الأهداف النهائية يمكن أن يخدم مصالح «إسرائيل» على المدى الطويل، إذا كانت «إسرائيل» تتنقل بحنكة وحكمة وذكاء في طريقها من خلال استغلال هذا الوضع، كما أكدت دراسة «مركز بيغن-السادات» الإسرائيلي.