الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا تعرف عن الحركة الإسلامية في الداخل المحتل ؟

2015-11-19 09:19:13 AM
ماذا تعرف عن الحركة الإسلامية في الداخل المحتل ؟
صورة ارشيفية

#الحدث- محمد غفري

لم يكن مستغرباً أن تنفذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهديداتها المستمرة بحظر الحركة الإسلامية في أرض فلسطين 48، بل كان هذا القرار مبيتا في انتظار التوقيت المناسب، بعد أن داهمت قوات شرطة الاحتلال، 17 جمعية ومؤسسة، تابعة للحركة في القرى والمدن العربية في إسرائيل، وقامت بإغلاقها، واعتقال عدد من قيادتها الميدانيين، كونها تعتبر من أبرز الحركات السياسية، التي تتولى الدفاع عن المسجد الأقصى، ومدينة القدس المحتلة.

وتشهد المجالس المحلية العربية في أراضي 48 اليوم الخميس، اضرابا شاملا وذلك احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية حظر الجناح الشمالي للحركة لاسلامية.

واعتبر رئيس لجنة المتابعة العربية العليا محمد بركة، ان قرار الحكومة الإسرائية جاء لاعتبارات سياسية محضة، وانه اتخذ رغم اعتراض جهاز الامن العام الإسرائيلي عليه.
 
 
إذاً ما هي الحركة الإسلامية في الداخل المحتل ؟ ولماذا تستهدفها سلطات الاحتلال بشكل مستمر؟

تعود الجذور الأولى للحركة الإسلامية في فلسطين 48 إلى أوائل السبعينيات، وتسمى بالحركة الإسلامية في فلسطين 48 أو الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أو الحركة الإسلامية في إسرائيل،
ويرأس الجناح الشمالي للحركة حالياً الشيخ رائد صلاح.

وقد تظافرت عدة عوامل أدت إلى تصاعد التيار الإسلامي لدى فلسطينيي الـ48، أدت إلى تأسيس الحركة الإسلامية في الداخل، كان من أهمها:
·        حرب 1967 التي أدت إلى فقدان الثقة بالأنظمة السياسية العربية القائمة.
·        استئناف الاتصال المباشر بالفلسطينيين وعلماء الدين في الضفة الغربية وقطاع غزة إثر حرب 1967 بشكل أوجد حوافز منشطة للعودة إلى الدين، وساعد على هذا نشاط الحركات الإسلامية في الضفة والقطاع، مثل حركات: الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي والجهاد.
·        توجه عدد كبير من الشباب العربي إلى الدراسة في الكليات الإسلامية في الضفة الغربية، مثل كلية الشريعة في الخليل، المعهد الديني في نابلس الذي تخرج فيه الشيخ عبد الله نمر درويش أحد أقطاب الحركة الإسلامية في أوائل عهدها.
·        الثورة الإسلامية في إيران، وتحقيقها لفكرة إقامة الدولة الإسلامية.
·        تراجع الفكر اليساري في الدول العربية لحساب الاتجاه الإسلامي، وتعاظم دور الحركات الإسلامية في العالم العربي.

مبادئ الحركة وأيديولوجتها
حركة دينية سياسية أقيمت في 1971 على يد عبد الله نمر درويش وتنشط داخل المدن العربية المحتلة منذ العام 1948. ليست للحركة علاقة مباشرة بحركة الإخوان المسلمين، ولكن المبادئ التي تتبعها تشابه مبادئ الإخوان المسلمين.

وتؤمن الحركة الإسلامية لفلسطينيي 48 بأن الإسلام هو الحل لمشكلات الجماعات البشرية والأفراد، وقد عبر أحد كبار الحركة وهو الشيخ عاطف الخطيب عن ذلك بقوله: "إن الحركة الإسلامية تؤمن بأفضلية الحل الإسلامي للقضية الفلسطينية عن طريق إقامة حكومة إسلامية على أرض فلسطين ينعم تحت حكمها المرتكز على شريعة الله اليهود والنصارى والمسلمون".

ولأن هذا الحل يبدو غير واقعي ويدرك قادة الحركة الإسلامية ذلك جيدًا؛ فقد قال الشيخ الخطيب (قبل اتفاق أوسلو): "إنهم لا يمانعون حلا وسطا مع المنظمة (منظمة التحرير الفلسطينية) يجرى من خلاله تحرير أي بقعة من فلسطين وإقامة السيادة الفلسطينية عليها".

ويقول قادة الحركة إنهم يعملون في إطار القانون الإسرائيلي، ولكن في بعض الأحيان تم محاكمة قادتها بتهمة التعاون مع عناصر مضادة للدولة أو فعاليات غير قانونية.
 

العمل داخل إطار القانون الإسرائيلي
في عام 1989 شاركت الحركة الإسلامية في الانتخابات للمجالس المحلية في بعض التجمعات العربية بأراضي 48 وحصلت على رئاسة المجالس في 5 تجمعات.

الحركة واتفاقية أوسلو
بعد توقيع إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على اتفاقية أوسلو، والاعتراف المتبادل بينهما، وقع خلاف بين قادة الحركة بشأن تأييد المبادرة السلمية.

في 1996 تشدد الخلاف وانقسمت الحركة إلى قسمين:الجناح الشمالي بقيادة رائد صلاح، والجناح الجنوبي بقيادة إبراهيم صرصور.

يدعو الجناح الشمالي إلى مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية، لأن ذلك يعني إضفاء الشرعية من قبلها على دولة إسرائيل. فيما يشارك الجناح الجنوبي في انتخابات الكنيست، وانشأ "القائمة المشتركة" بالتعاون مع قادة الأحزاب السياسية في الداخل الفلسطيني المحتل، وحصل على 4 مقاعد في أخر انتخابات للكنيست الإسرائيلي.
 
نشاطات الجناح الشمالي للحركة الإسلامية:
·        فعاليات  "الأقصى في خطر".
·        دعوة الحركة الإسلامية إلى المظاهرات في الشارع الفلسطيني داخلإسرائيل.
·        دعم الانتفاضة ومساعدة أسر الشهداء والجرحى وكفالة أبناء الشهداء من العلمليات الاستشهادية.
·        "مسيرة البيارق" وما حققته من ربط وتواصل بين الأقصى وفلسطينيي 48.
·        تحريض البدو في أنحاء أراضي 48 على عدم الخدمة في الجيش الإسرائيلي.
·        النشاط الدولي للحركة؛ حيث أصبحت عضوة في عدد من المؤسسات الإسلامية والعالمية تقوم من خلالها بفضح العنصرية الإسرائيلية تجاه فلسطينيي 48.
·        كشف العديد من المخططات التي تستهدف تهويد المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.
·         مهرجان "صندوق طفل الأقصى" الذي أقامته الحركة للمرة الأولى داخل المسجد الأقصى.
 
 
كيف تعاملت السلطات الإسرائيلية مع الحركة الإسلامية؟
في 5 سبتمبر 1999 وقع حادثَا تفجير في مدينتي طبريا وحيفا؛ حيث انفجرت سيارتان مفخختان، قيل إنه كان يقودهما أشخاص من سكان قريتي دبورية والمشهد في الجليل الأعلى، اتهمتهم الشرطة الإسرائيلية بالانتماء للجناح الشمالي من الحركة الإسلامية (بزعامة الشيخ رائد صلاح)، ومنذ ذلك الحين بدأت موجة من الخطوات ضد الجناح الشمالي من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.

وتبع ذلك تقديم توصيات من جهاز الأمن العام ("شاباك") والشرطة تبناها وزير الأمن الداخلي آنذاك شلومو بن عامي ضد الجناح الشمالي، وتتلخص هذه التوصيات فيما يلي:

·        تُمنع خطب الجمعة في المساجد لرجال حماس أو مقربيهم داخل إسرائيل.
·        يُمنع دخول زعيم الجناح الشمالي الشيخ رائد صلاح ونائبه الشيخ كمال الخطيب إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية، كما يتم منعهما من الخروج من البلاد.
·        يجرى فحص المصادر المالية التي تمول الحركة ومراقبة الأموال التي تدخل إلى المناطق الفلسطينية.
·        تمنع المهرجانات والتجمعات الكبيرة للجناح الشمالي.
·        يجرى إغلاق صحيفة "صوت الحق والحرية" الناطقة بلسان الجناح الشمالي، ويجرى إغلاق محطة الكوابل في أم الفحم.
·         إغلاق المؤسسات التربوية التعليمية التابعة للجناح الشمالي والتي لا تحمل ترخيصًا، مثل الكلية الإسلامية في أم الفحم.
 
وبشكل عام أصبح الفرع الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح يواجه مشاكل ومعوقات كبيرة وكثيرة مع سلطات الاحتلال الإسرائيلية بسبب نشاط مؤسسات حركته، والتي يزيد عددها عن 22 مؤسسة خدمية في جميع المجالات.