الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ثلاثة ملايين مخطوف للحزب الحاكم/ فارس سباعنه

2014-03-01 00:00:00
ثلاثة ملايين مخطوف للحزب الحاكم/ فارس سباعنه
صورة ارشيفية

  

خاص الحدث
 
إنّها الدولةُ البوليسيّةً بأوضح أشكالها، حينَ يسيطرُ الحزبُ الحاكمُ على مواقف الناس، ولا تحتاجُ الأجهزةُ الأمنيّةُ إلى مخبرين أو مندوبين يشكّكون ويخوّنون من يعارض السلطة، فالشارعُ يقوم بالمهمّة لأنه مخطوفٌ بالكامل لقوت يومه الذي يملكه الحزب الحاكم.
 
كأنه الشعورُ بالخزي يظهرُ في الوجوهِ المقفهرّة أمام جثمانِ الشهيدِ معتز وشحة، ربّما لخّصه رسمُ كاركاتوريّ لامرأةٍ بثوبٍ فلسطينيّ تحملُ على راحتيها جثمانَ الشارع كأنه ابنها القتيل، الشارع الذي لم يعد يعنيه الشأن العام، ويسمعُ عن الشهداء والأسرى والقدس والقضايا الوطنيّةِ كأنها في بلدٍ آخر، لا بل إن الأمر تعدّى مسألة الحياد، وصارت تُهمُ الإدّعاء والتنظير تلاحقُ أصحاب الضمائر الحيّة والقلوبِ النظيفة إذا ما صرخوا أو قالوا "لا"، كلّ من يصرخ هو مدّع آثم، وكلّ من يعارض هو مُنظّر كذّاب، ولا شيءَ يُثبتُ صدقّ النيّةِ حتى الشهادة، فاستشهادُ معتز لم يكن دليلاً كافياً على أن فلسطين ما زالت تنجبُ أبطالاً.
 
لقد ذقنا الموت سنيناً، لكننا اليوم نذوق الذل، إنه الذل الذي رضخ تحته العالم العربيّ سنيناً طوال، ولن أتحدّث عن قطاع غزّة ونشاط الحزب الحاكم فيه لأنني لا أعيشُ هناك، سأتحدّثُ عن ٢.٧ مليون إنسان يعيشون في الضفة الغربية، مصدر دخلهم الوحيد هو المساعدات، والمعادلة بسيطة، فهؤلاء الملايين الثلاثة من البشر مخطوفون جميعاً للمالِ السياسيّ الذي تدفعه الدول المانحة لسكّانِ الضفة الغربية، حتّى بائعُ البسطةِ في الشارع يحصل على رخصته ويباشر عملَه بإذن من الحزب الحاكم، وموقفه مرهونٌ للقمةِ الخبز، لهذا لم تدفع الدول المانحةُ دولاراً واحداً لمشاريع استثمارية أو لإنشاء اقتصادٍ وطنيّ، مع أنّها تصرف مليارات الدولارات شهرياً رواتباً لموظفي القطاع العام، وملياراتٍ آخرى لمؤسسات ال"NGO's"، وذلك ثمنٌ زهيدٌ من عائداتِ ضرائبها مقابلَ أن تمسكَ الشرقَ الأوسطَ من يده التي توجعه "فلسطين".
 
سيّدي الرئيس، سنحترمُ مشروعكَ بحلّ الدولتين، حينَ يستحق المُعلّمُ أولويّةً في دولتكَ على رجل المخابرات، وحينَ نرى نظاماً يتطوّرُ من مؤسّساتٍ اقتصاديّةٍ وصحيّة وقضائية وثقافية، بدلاً من نظام الأمن القائم على الفساد السياسيّ ومصالح رؤوس الأموال، سيّدي الرئيس شكراً لجهودك لأننا لن نموتَ فداءً لهكذا دولــة، ودعنا لنجد من يمشي في جنازاتنا حينَ يقتلنا الاحتلال، وإننا نُقتلُ في كلّ الأحوال.