الجمعة 19 نيسان 2024
في فلسطين، أغلقت مكاتب العربي الجديد، وتعرضت "الحدث" لمضايقات وما زالت، فيما تعرض الإعلام الفلسطيني بسبب الاحتلال لـ 450 انتهاكاً منذ بداية العام بحسب مؤسسة "مدى"، كان آخرها إغلاق 3 إذاعات محلية. على المستوى العربي، ضاق الفضاء الواسع بقناتي "المنار" و"الميادين" حين حجبتهما المملكة العربية السعودية عن قمر "عربسات" رغم أن ملكية القمر تعود لجامعة الدول العربية، ما يعكس تماماً الحالة المتردية لتلك الجامعة.
ومفهوم لدينا، أن من يملك سلطة ونفوذاً، هو الأقدر على تقييد الحريات، وتكميم الأفواه، وإساءة استغلال سلطانه وأعوانه، وأجهزة الحكم لخدمة أجنداته.
ومن المؤسف أن كل أنظمة الحكم في عالمنا العربي بلا استثناء، لم تفهم بعد، أنها السبب الرئيسي وراء تصدير كل هذا التطرف، وهذا "الإرهاب"، وهذا التشدد الديني. ذلك لأنها لم تُفلح في تلبية احتياجات مواطنيها وشعوبها ولم تفلح في تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية وسياسية عمادها احترام حق المواطن الأصيل في حرية الرأي والتعبير، وإنما حاولت التغطية على فشلها هذا باللجوء إلى مزيد من القمع وكبت الحريات وتقييدها، فما كان أمام هذا المواطن البسيط الضعيف مسلوب الحقوق إلا أن يسقط بين ذراعي التدين السلفي المتعصب، فانفجرت الأوطان.
والحالُ في فلسطين، ليست أكثر إشراقاً من حال دول عربية شقيقة، بل هي أكثر بؤساً لأنها تعاني أيضاً من إرهاب وقمع الاحتلال.
غير أن النتيجة المؤكدة، هو أنه ليس بالإمكان تكميم الأفواه، فوسائل الإعلام اتسعت، وتنوعت، واختلفت، وخرجت من عباءة التقليدية، التي بقيت الأنظمة فيها، فلم يعد بالمستطاع السيطرة عليها، ولا ضبطها أو إيقافها.
الحال تماماً كما جاء في كتاب الذكر الحكيم "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر".
.jpg)
.png)
