الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عمار مصطفى من مخيمات اللجوء الى كبرى المؤسسات التعليمية في بريطانيا

2015-12-14 09:14:19 PM
عمار مصطفى من مخيمات اللجوء الى كبرى المؤسسات التعليمية في بريطانيا

الحدث- أ.ف.ب

يروي الشاب الفلسطيني عمار مصطفى مسيرته الطموحة من طفولته في ليبيا الى مخيمات اللاجئين في سوريا ولبنان، وانتهاء بمدرسة ايتون كوليدج البريطانية المرموقة التي خرجت كبار شخصيات بريطانيا مثل ديفيد كاميرون والاميرين ويليام وهاري.


ويقول عمار "إنها فرصة تغير حياتي، عيش هذه التجربة الرائعة في بريطانيا جعلني أشعر أنني ربما قادر على التغيير في مجتمعي". وولد عمار في ليبيا، وحين كان في عمر السنتين رحل به والده مع والدته واشقائه الثلاثة الى مخيم اليرموك في دمشق حيث عمل الوالد تقنيا كهربائيا.


طفولة سعيدة في سوريا


لم يكن مخيم اليرموك مخيما بما تعنيه الكلمة، وإنما كان حيا من أحياء دمشق بلغ عدد سكانه 160 الفا قبل اندلاع الأحداث في سوريا وتحوله الى ساحة معارك بين القوات النظامية والمعارضة. واليوم لم يبق من سكانه سوى 18 الفا.


ويروي عمار "تركنا المخيم عشية قصفه" في العام 2012، متجهين الى مخيم البرج الشمالي في صور جنوب لبنان. ويقول "كلمة مخيم في لبنان وسوريا تعني تجمعات اللاجئين الفلسطينيين"، علما أنها أحياء سكنية وليست تجمعات للخيم.


في مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التفت اليه استاذ الفيزياء البريطاني بيتر مان، وقرر مساندته.


ويقول الاستاذ "عمار خجول جدا وهادئ، لكن نتائجه الدراسية ممتازة، وهو مختلف عن أترابه، فكلهم كانوا يحلمون مثلا بان يصبحوا مهندسين مدنيين، أما هو فكان يحلم بالهندسة الداخلية".


الا أن عمار الذي يستعد الآن لطرق أبواب كبرى الجامعات البريطانية والأميركية، يبدو أنه غير رأيه. ويقول "بعد التخرج من الجامعة أنوي البقاء في أوروبا أو الولايات المتحدة للعمل، لكن هدفي على المدى البعيد هو العودة الى لبنان ومساعدة الفلسطينيين كمهندس مدني".


بانتظار ذلك، يعيش عمار وقتا ممتعا يمضيه في استكشاف محيطه، ولعب السكواش وكرة المضرب وكرة القدم والعاب الفيديو، إضافة الى تعلم فن التصوير الفوتوغرافي.


الطلاب العرب يفتحون آفاقا جديدة لزملائهم الأوروبيين
ويبدي عمار سعادته بالنظام التعليمي في مدرسته الجديدة، ففي لبنان كان يتلقى 14 مادة تركز بمعظمها على "الحفظ غيبا"، اما في ايتون فهو يدرس الرياضيات والرياضيات المعمقة والفيزياء، ويعيش تجربة كانت مستحيلة في مدرسته في صور وهي تجربة اكتساب المعارف في المختبر.


إضافة الى تفوق عمار، كان لمؤسسة كوغيتو سكولارشيب الفضل الأكبر في إتاحة هذه الفرصة له إذ تتكفل بنفقات تعليمه البالغة خمسين ألف دولار سنويا. ويقول مؤسسها رجل الأعمال الإيراني علي عرفان "هدفنا أن نعثر على الفتيان والفتيات الأكثر تفوقا في المجتمعات المهمشة في الشرق الأوسط، وأن نمنح 100 منهم سنويا أفضل مستوى من التعليم في العالم، بأمل أن يكون لدينا بعد عشرين عاما الفا شخص يقدرون على الاضطلاع بدور في نهضة الشرق الأوسط".