الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

موسم الشتاء "الزائر الثقيل" لمنازل الفقراء في غزة (صور)

2016-01-02 04:48:16 PM
موسم الشتاء
حي المنارة خان يونس

الحدث- محاسن اصرف

بات موسم الشتاء زائرًا ثقيلًا وغير مرغوبًا به لدى سكان قطاع غزة، خاصة في المناطق التي تعرضت لتدمير كبير من قبل الاحتلال خلال عدوان صيف 2014، وأكد مواطنون لـ"الحدث" افتقار منازلهم لمقومات الحياة الإنسانية نتيجة ما يُعانيه القطاع من أزمات مالية وسياسية ألقت بظلالها على تفاصيل حياتهم البسيطة.

في حي المنارة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كان المشهد المضحك المبكي، المواطن سالم أبو مصطفى، لم يهنأ بحفل زفافه، واضطر في ليلة زواجه الأولى إلى إخلاء المنزل وعروسه إلى أحد منازل الجيران، يقول المواطن أبو مصطفى، :"ليس المرة الأولى الذي يتعرض منزلي للغرق، غير أن المفارقة كون هذه المرة الأكثر تضررًا"، لافتًا إلى أن مياه الأمطار غمرت ساحة منزله بارتفاع نصف متر تقريبًا وأدت إلى تلف الأثاث خاصة غرفة النوم التي بدت تسبح في مياه الأمطار، ويستكمل قائلًا:"بالأمس فقط كان يوم زواجي الأول، هربنا من المنزل كمن يهرب من الموت".

ويتعرض حي المنارة سنويًا لحالات غرق حيث تتجمع مياه الأمطار في منازل المواطنين هناك باعتبار المنطقة الأكثر انخفاضًا على مستوى مدينة خان يونس، وافتقارها لشبكة تصريف مياه الأمطار.

                       

حياة على صفيح قارص

وإلى الشرق حيث بلدة خزاعة التي كانت مسرحًا لعمليات الهدم من قبل الاحتلال خلال عدوان 2014، كان المواطن رامي رضوان، لا يعرف سبيلًا للتخلص من مياه الأمطار التي اخترقت سقف الصفيح الذي يعلو الغرفة التي يقطنها مع أطفاله الخمسة، يقول لـ"الحدث" :"منذ بدأ موجة الصقيع وانهمار الأمطار ليل الخميس الماضي لم نهنأ بالراحة، وتعرض أطفالي للمرض"، ويُشير إلى أن الأحوال الجوية الصعبة فاقمت معاناتهم، بينما هو لا يملك المال لتقديم العلاجات اللازمة أو حتى المواد الغذائية التي تمنحهم القدرة على احتمال المرض، ويُتابع أنهم كل يوم يعودون من مدارسهم مبللين بالمطر، ولا يملك لهم إلا بعض البطاطين البالية ليمنحهم الدفء ريثما تجف ملابسهم.

يؤكد المواطن رضوان أنه فقد مصدر دخله، بعد أن تعرض قبل 4 سنوات لصعقة كهربائية خلال عمله في الأنفاق، أثرت على صحة العمود الفقري، ويضيف أنه على مدار السنوات الأربع الماضية لم يحظَّ بفرصة عمل ولا حتى مساعدة من أي هيئة إغاثية، ويُطالب الرجل الحكومة الفلسطينية أن تضع مأساة مواطنيها على رأس أولوياتها وأجنداتها، وتتفقد أحوالهم وتعمد إلى تحسين أوضاعهم.

غضب من الزائر الثقيل

وتتفاقم معاناة المواطن نور أبو جامع، أضعافًا من أمطار الخير، فهو لا يملك منزلًا يأويه وزوجته وأطفاله الثلاث، فقط تصدق له فاعل خير بجزء من حمام زراعي قسمه بخرق بالية إلى غرف لا تصلح للآدميين – كما يقول-، ويُضيف :"منذ عامين أعيش قسوة الظروف الجوية في البرد والحر، دون أن ينتبه مسئول لمعاناتنا".

ويُعاني الرجل الذي يقطن منطقة الزنة شرق خان يونس، التي تعرضت لقذائف الموت الإسرائيلية خلال العدوان الأخير، من الفشل الكلوي الأمر الذي يجعله عاجزًا عن العمل وتوفير مقومات الحياة لأسرته، ويُشير أن المعاناة الأكبر تكون مع دخول فصل الشتاء إذ يفتقر لمقومات التدفئة من الغطاء والغذاء، يقول :"موسم الشتاء زائر ثقيل جدًا أود ألا يأتي أبدًا.. لكنه يأتي ويُعمق مأساتنا".

الحياة في الكرفان

إلى الشرق من مدينة غزة، وبالتحديد في منطقة الشجاعية كان ذات المشهد الأليم، سكان الكرفانات لفوها بأغطية من النايلون خشية تسرب مياه الأمطار إليها وإتلافها، لكن جهودهم لم تثمر صلاحًا، ويؤكد المواطن محمد العرعير الذي دمر منزله ويقطن في كرفان على أنقاضه أن غزارة الأمطار وشدة الرياح المصاحبة للمنخفض اقتلعت النايلون وتسللت إليهم مياه الأمطار ما أحدث تماس كهربائي واضطر لإخلاء الكرفان وأسرته.

يُطالب الرجل الحكومة الفلسطينية بأن تُسرع في عملية إعادة الإعمار للحد من مخاطر الموت التي يُواجهها سكان الكرفانات في الصيف والشتاء على حدٍّ سواء، ويتابع بالقول:"نأمل أن تصدق الرؤيا في عام 2016 ويُعاد بناء منزلي".