الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| #وينك_عنهم حملة شبابية إنسانية لحماية ضُعفاء غزة من غول الفقر

2016-01-13 03:05:23 PM
خاص| #وينك_عنهم حملة شبابية إنسانية لحماية ضُعفاء غزة من غول الفقر
حملة #وينك_عنهم

 

الحدث- محاسن أُصرف

عند العاشرة صباحًا أشعل مُغردون فلسطينيون مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاج #وينك_عنهم ، وهو عبارة عن حملة إنسانية اجتماعية بالدرجة الأولى للتعريف بضعفاء غزة الذين أضناهم الفقر وأفقدهم أسس الحياة الكريمة من حيث المسكن والمعيشة.

وعبّر مواطنون فلسطينيون لـ"الحدث" عن تعاطفهم مع هذه الفئة وضرورة حمايتهم وتأمين بيئة اجتماعية وإنسانية سليمة تُمكنهم من التفاعل وخوض معترك العمل والإنتاج، ودعا الناشط المجتمعي كامل الهيقي عبر صفحته على "فيس بوك" إلى ضرورة التفاعل مع حملة #وينك_عنهم وتسليط الضوء على حياة أفقر الفقراء في غزة الذين لا يصل صوتهم لأصحاب القرار وقال:" نأمل أن يتم اتخاذ قرار يخص مشاكلهم".

فيما شددت الناشطة وفاء جمال، على ضرورة "التلاحم من أجل مناصرة ودعم تلك الفئات المهمشة" وفق تعبيرها.

استكمالًا لجهود سابقة

"الحدث" استطاعت أن تتواصل مع المهندس محمد حسنة، ممثل إدارة الشئون الإنسانية في قطاع غزة لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي أكد لنا أن حملة (#وينك_عنهم) جاءت استكمالًا لجهود سابقة للمنظمة بدأتها منذ عام 2013 لإعمار مجموعة من بيوت الفقراء والفئات المهمشة في قطاع غزة عبر تمويل ماليزي وآخر سعودي لكنها توقفت لأسباب فنية، لا تعدو "تيه التمويل في أموال الإعمار المُخصص للإصلاح ما هدمه الاحتلال من منازل في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة عام 2014"، وأضاف أن بقاء الفقراء والفئات المهمشة منسيون وحدهم بلا مساندة وتفاقم معاناتهم بشكل كبير في ظل ما يُعانيه القطاع من أوضاع اقتصادية وسياسية صعبة، دعا فريق شبابي طوعي تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي إلى محاولة تسليط الضوء على معاناتهم ومحاولة حشد التمويل لمساعدتهم سواء داخليًا أو خارجيًا باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وما توفره التكنولوجيا من وسائل البث المباشر بالصورة والصوت لحال بيوت هذه الفئات في كل المحافظات الجنوبية من بيت حانون شمالًا إلى رفح جنوبًا، وأضاف :"الحملة خطوة في إطار حث المجتمع على تبني الفقراء، بالإضافة إلى اطلاع المؤسسات الداخلية والخارجية على أوضاعهم"، مؤكدًا أنه سيتبعها دعوة قادة الفصائل والحكومة بالإضافة لمؤسسات المجتمع المدني لجولات مناسبة من أجل تحمل مسئولياتهم تجاه هذه الفئات الهشة.

 

 

وبحسب حسنة، فإن أعداد البيوت التي تم إحصاؤها وتعيش ظروف إنسانية واجتماعية صعبة على مستوى السكن والحياة الاقتصادية بلغ أكثر من (2000) منزل في كل المحافظات، وبيّن أن فريق منظمة التعاون الإسلامي الشبابي استطاع أن يوفر تمويلًا لإعمار قرابة (20) منزلًا من مؤسسات دولية مختلفة، فيما استطاع فريق آخر أن يوفر تمويل لقرابة (60) منزلًا، ويأمل أن تُحقق الحملة هدفها بتوجيه أنظار المجتمع الفلسطيني إلى هذه الفئات التي تُعتبر خاصرة رخوة وعدم حمايتها يُهدد الأمن المجتمعي للوطن بشكل عام.

حملة إنسانية

وعلى الرغم من إعلان حسنة عن الهدف الأساسي للحملة بتوفير ظروف بيئية وصحية لأفقر الفقراء في قطاع غزة والذين نُسيت معاناتهم في ظل الأعداد الكبيرة للأسر التي فقدت بيوتها في الحرب، إلا أنه والفريق الشبابي الطوعي يريدون الوصول إلى حالة من التلاحم والترابط الإنساني والمجتمعي مع هذه الفئات لحمايتها أولًا ومن ثم مساعدتها لتفجير طاقاتها لخدمة الوطن الذي ينتمون إليه، وفي هذا السياق أكد "حسنة" لـ مراسلة "الحدث" أن انطلاق الحملة في هذه الأوقات خلال فصل الشتاء وتعثر وصول الأموال من الخارج إلى قطاع غزة جاء من أجل حث الطاقات المالية في قطاع غزة من أصحاب الاستثمارات وأهل الخير لتوجيه مساعداتهم لهذه الفئات وعدم تركها وحيدة تُعاني بانتظار أموال الإعمار التي بالأساس ليس لهم منها نصيب باعتبارهم فقراء يملكون ما يُشبه البيوت ولكنهم يعيشون في ظروف بيئية غير صحية – وفق قوله-.

تكاليف ممكنة

ويُشير "حسنة" إلى أن تكاليف ترميم البيوت يتراوح بين 5 آلاف دولار لمن تحتاج فقط إلى ترميم الأجزاء المهترئة منها كالأسقف والجدران وغرف المعيشة، وأحيانًا تزيد إلى 20 ألف دولار للبيت الواحد وهي تكلفة البناء والتأسيس والتجهيز بظروف صحية وبيئة مناسبة للآدميين، مؤكدًا أن تلك التكاليف قد يُمكن توفيرها داخليًا بعيدًا عن انتظار التمويل الخارجي.

وفيما يتعلق بصعوبة وصول التمويل إلى المؤسسة، أكد "حسنة" أن الصفة الرسمية التي تتمتع بها منظمة التعاون الإسلامي تُتيح وصول التمويل إليهم لكنه لا يفي باحتياجات الـ(2000) أسرة خاصة في ظل تحول بعض الجهات المانحة إلى مناطق أخرى كسوريا وبورما وغيرها من مناطق النزاع في الشرق الأوسط.

حياة جديدة

واستطاع الفريق الشبابي المنضوي تحت منظمة التعاون الإسلامي أن يُحقق حلم الشاب مازن السنوار (29) عامًا من شمال قطاع غزة، بالحصول على بيئة صحية تُناسبه وأطفاله وزوجته.

 

 

ويُعاني السنوار من مرض شلل الأطفال منذ الولادة، الأمر الذي منعه من ممارسة حياته المهنية بشكل سليم وأعجزه تاليًا عن توفير مقومات السكن الصحي من حيث الموائمة لحالته الصحية، يقول لـ "الحدث" أنه بادر بمناشدة المنظمة التي حاولت التحقق بدقة من المعلومات التي قدمها وفصول معاناته ومن ثمَّ تواصلت مع الجهات الداعمة من أجل ترميم المنزل.

"الحياة بدت أكثر سهولة" قالت زوجته التي تحملت أمر رعايته ولم تكن تحظي بمقومات تلك الرعاية الأساسية في البيت كموائمة الحمام والمطبخ  والكهرباء ومرافق المنزل بدرابزين يحمي زوجها من السقوط أثناء الصعود والنزول، تؤكد أن ترميم المنزل عبر مؤسسة الأمل للرعاية والتنمية التي تهتم بمساعدة المعاقين في لبنان، غير حياتها ومنحها حقوقها الإنسانية الأساسية التي حرمت منها سنوات طوال.

ويعد السنوار واحدًا من ألفي عائلة في القطاع ما زالوا بحاجة إلى توفير مقومات الحياة الإنسانية لبيوتهم المهترئة في المناطق المهمشة بالقطاع، فهل سيُتركون لغول الفقر ينهش آدميتهم؟!!