السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

إضراب المعلمين| "الزحف إلى رام الله"مشاهد كان ينقصها "ماري انطوانيت"

2016-03-07 01:42:21 PM
إضراب المعلمين|
الزحف إلى رام الله

الحدث خاص

أخبار إضراب المعلمين الفلسطينيين

 

خلال الأيام الماضية، والتي نفذ المعلمون خلالها إضراباً شاملاً، فاقت نسبة الالتزام به أكثر من 95%، بحسب "حراك المعلمين الموحد"، كانت وزارة التربية والتعليم تخرج ببيانات تقول فيها إن نسبة الإضراب بدأت تقل رويدا رويدا، وإن هناك نسبة كبيرة من المعلمين قد رجعوا عن إضرابهم، وإن عدداً من المدارس قد التزمت بالدوام.

 

#مستمرون

 

لكن اليوم وما شهدته رام الله من مسيرة تحت عنوان" الزحف إلى رام الله" بمشاركة آلاف المعلمين، كانت الرد على كل ما وزعته وزارة التربية والتعليم من بيانات صحفية وتعميمات.

 

بل كانت الهتافات تردد "صبري صيدم يا وزير، كرامتنا غالية كتير". وفي أكثر من مرة طوال ساعات الزحف هتف المعلمون "كرامة، كرامة"، وهم يحملون لافتات كتب عليها هاشتاج "#مستمرون"، وهو الهاشتاغ الذي أطلقه المعلمون عند بدء الإضراب ليؤكدوا في كل مرة يصدر بيان هن الوزارة بانتظام دوام المعلمين، أنهم مستمرون في إضرابهم. 

 

لا تسيس للإضراب

 

الإضراب لم يكن مسيساً، ولم يُرد له المعلمون أن يكون مسيساً، لأنهم كما يقولون لا يبحثون إلا عن الكرامة، وتلبية مطالبهم التي تأتي في سياق مساواتهم ببقية موظفي القطاع العام في السلطة الفلسطينية.

 

أحد المعلمين الذي اعتلى الألواح الزجاجية المعلقة في وسط دوار محمود درويش المقابل لمقر مجلس الوزراء، ويحمل سماعة صوت مكبرة، قال عبرها: "يقولون إن الإضراب مسيس، وإن هنالك جهات مخفية وراء الإضراب، نعم نحن نتبع لكوكب المريخ." وكان قبل جملته تلك قد بدء بالهتاف وردد المعلمون وراءه :"لا فتح ولا حماس، المعلم هو الأساس."

 

وأضاف: "وأقول كلمة أخيرة لمن قال إن الإضراب مسيسٌ، أنظر حولك، هل الرايات المرفوعة هي رايات أحزاب؟" حينها أجابه المعلمون بصوت مرتفع: "لا." وقال: "أيضا كل ما نرفعه مكتوب عليه كرامة المعلم." فردد المعلمون خلفة "كرامة كرامة"

 

وللاسبوع الرابع على التوالي يخوض المعلمون اضرابا مفتوحا فشلت جميع المبادرات من أجل إنهاء هذا الاضراب الذي قالت الحكومة إنه مسيس ويحرض عليه من له اجندات حزبية وشخصية.

 

إضراب ..فاعتصام..فزحف..بكل الأخلاقيات العالية

 

​ليس غريباً على مربي الأجيال، ومن يعلم الأخلاق لأبنائنا، ألا يكون إلا قدوة ونموذجاً، وبكل الأخلاق التي تفرض نفسها تطبيقاً عمليا على الأرض. 

 

حركات المعلمين كانت محسوبة، محافظة على محيط الاعتصام، وعلى الممتلكات العامة والخاصة، وهم بذلك، يؤكدون على التزامهم بتوجيهات "حراك المعلمين الموحد" التي صدرت مساء الأحد، التي دعت المعلمين إلى "المحافظة على الممتلكات العامة وإلى أن تعكس الصورة الأسمى لمعلمينا." وذلك في الوقت الذي أكدت فيه على أن "أي شخص يقوم بأشياء عكس هذه الأمور فهو دخيل على الصف ويجب نبذه."

 

كان ينقص "زحف الاثنين إلى رام الله" ماري انطوانيت

 

المعلمون الذين هتف طلابهم المنضمون إلى "زخفهم"، "بترول وغاز وبنزين، إحنا مش مغفلين."، كانوا حاضرين بجوارحهم، ليعلوا أصواتهم في وجه كل من يقول بعكس إحقاق مطالبهم.

 

إحدى المعلمات علقت على تلك الهتافات بالقول: "لقد سئمنا السكوت عن حقوقنا، بينما يحصل باقي الموظفين على كامل حقوقهم، نعم نحن لم نعد منذ اليوم مغفلين."

وكان د. رامي الحمد الله، قد صرح في مقابلة سابقة مع صحيفة القدس إن رواتب المعلمين: "هي أفضل من رواتب الموظفين في وزارات اخرى فمعلم لديه بكالوريوس ولديه 20 سنة خدمة راتبه الاجمالي بدون مواصلات4775 شيكلا بينما نفس الشخص في وزارة اخرى ونفس سنوات الخدمة ونفس المؤهل اجمالي راتبه 4141 شيكلا بدون مواصلات."

إن السير بين المعلمين الزاحفين نحو مجلس الوزراء، وتلك الشبابيك المغلقة، والأنظار الشاخصة نحوها، وتصريح د. الحمد الله هذا وما قالته تلك المعلمة استدعى إلى الذاكرة قصة ماري انطوانيت، ملكة فرنسا وزوجة لويس السادس عشر، التي وقفت  في شرفة قصرها تشاهد جموع المتظاهرين وهم يتظاهرون امام قصر " الأليزيه " مقر العائلة المالكة الفرنسية أنذاك، التفتت الى أحدى وصيفاتها وقالت لها : لماذا هؤلاء الناس متجمهرين امام القصر؟

 

قالت الوصيفة: انهم يا مولاتي يهتفون يريدون خبزا

 

قالت لها الملكة: خبز !! الخبز في كل مكان فلماذا لا يشترونه؟

 

قالت الوصيفة: لأنهم لا يملكون ثمن شراء الخبز!

 

تعجبت الملكة من حديث وصيفتها وختمت حديثها قائلة : طالما لا يملكون الخبز .. فلماذا لا يأكلون الكعك ؟!!

 

ثم كانت الثورة الفرنسية.