الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

اللجنة الوطنية للمقاطعة تطالب بمحاسبة المشاركين في "مؤتمر هرتسيليا"

2016-06-16 01:43:45 PM
اللجنة الوطنية للمقاطعة تطالب بمحاسبة المشاركين في
صورة آرشيفية

 

الحدث- رام الله 

تدين اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة،  مشاركة متحدثين عرب، وبالذات فلسطينيين كعضو اللجنة التنفيذية في م.ت.ف. أحمد المجدلاني ونائب رئيس لجنة "التواصل" مع المجتمع الإسرائيلي في المنظمة إلياس الزنانيري، في مؤتمر هرتسليا (الإسرائيلي)، والذي يعقد منذ الأمس تحت عنوان "وضع أجندة جديدة لإسرائيل في شرق أوسط مضطرب".

 

يعتبر مؤتمر هرتسليا الأهم في الأوساط الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية، إذ أنه يُعنى بتطوير وتعزيز "الأمن القومي" الإسرائيلي، وبذلك يُعد من أشد المؤتمرات خطورة على القضية الفلسطينية وقضايا الوطن العربي. منذ العام 2000، يَعقد "معهد السياسة والاستراتيجية" هذا المؤتمر سنويًا بهدف مراجعة السياسات الإسرائيلية (بالذات الأمنية) للعام السابق وتحديد معالم السياسات للعام المقبل ومراحل أخرى قادمة، ويعد لذلك مرجعًا أساسيًا للحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في اتخاذ قراراتها العدوانية وتحديد حروبها القادمة.

 

يُفسر "معهد السياسة والاستراتيجية" مكان انعقاد وتسمية المؤتمر كالتالي: "هرتسليا ...، التي سميت على اسم ثيودور هرتسل، صاحب الرؤية الصهيونية الحديثة، تجسد إيماننا بأن إسرائيل والشعب اليهودي يجب أن يأخذا زمام مصيرهما ليساهما بنشاط في تشكيل الأحداث والعمليات الحاسمة لمستقبل إسرائيل. ويوجه هذا الاعتقاد عمل المعهد. مؤتمر هرتسليا السنوي حول ميزان الأمن القومي الإسرائيلي هو النشاط الرائد للمعهد".

 

بالرغم من كون الحكومة الإسرائيلية الحالية الأكثر عنصرية وتطرفاً على الإطلاق، ورغم تصعيد إسرائيل حصار غزة والتطهير العرقي الممنهج في القدس والنقب والأغوار، والإعدامات الميدانية وحرق المنازل بمن فيها، ألا يرى المشاركون العرب (والفلسطينيون بالذات) "مشكلة" في المشاركة في مؤتمر مخصص لتطوير استراتيجيات وأمن دولة الاحتلال؟

 

إن مشاركة أي متحدث عربي/فلسطيني في مؤتمر هرتسليا، بالذات بجانب مجرمي حرب إسرائيليين من قادة حكومة وجيش الاحتلال واستخباراته، تتجاوز التطبيع -- كما أجمع على تعريفه الطيف السياسي والنقابي والمجتمعي الفلسطيني منذ 2007 -- لتشكّل تواطؤاً واعياً في مخطط العدوّ الإسرائيلي لتوطيد نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد ولضرب المقاومة الشعبية الفلسطينية وحركة التضامن العالمية مع نضال شعبنا من أجل العودة والتحرر وتقرير المصير.

 

وفي الوقت الذي يتنامى فيه انتشار وتأثير الحركة العالمية، ذات القيادة الفلسطينية، لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) وتتصاعد فيه الحرب الإسرائيلية القانونية والاستخباراتية والإعلامية والسياسية على الحركة ونشطائها في

فلسطين المحتلة وخارجها، تشارك شخصيات فلسطينية وعربية بشكل رسمي في مؤتمر هرتسليا، والذي وضع على جدول أعماله لهذا العام محاربة حركة المقاطعة BDS.

 

تدين اللجنة الوطنية للمقاطعة مشاركة رئيس القائمة العربية المشتركة، أو أعضاء فلسطينيين في البرلمان الإسرائيلي ورؤساء بلديات فلسطينية في أراضي العام 1948، كون هذه المشاركة تخالف معايير المقاطعة ومناهضة التطبيع الخاصة بفلسطينيي 48. فالمشاركة في مؤتمر مخصص لتقوية إسرائيل كـ"دولة يهودية" وتعزيز "أمنها" ونظامها الاستعماري استراتيجياً، و"مكافحة الإرهاب"، وضرب حركة المقاطعة BDS، ومد جسور التطبيع مع العالم العربي من البوابة الفلسطينية، كالعادة، لا يمكن إلا أن تضعف نضال شعبنا في الداخل وفي كل مكان من أجل الحرية والعدالة والمساواة وتقرير المصير.

 

كما تدين اللجنة الوطنية للمقاطعة بقوة مشاركة سفيري مصر والأردن وشخصيات عربية أخرى في مؤتمر هرتسليا 2016، لرفضنا الكامل للتطبيع العربي-الإسرائيلي.

 

ولكن الإدانة لا تكفي. بل لا بد من التصدي لهذا التواطؤ بمواجهة حالة التكيّف مع الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي السائدة في بعض الأوساط الرسمية العربية ومنها الفلسطينية.

 

بناءً عليه، تدعو اللجنة الوطنية لمقاطعة إسرائيل شعبنا وقواه السياسية وأطره الشعبية والنقابية للضغط على م.ت.ف.، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا لتنفيذ إلتزاماتها بقرارات الدورة الأخيرة للمجلس المركزي الفلسطيني، التي عقدت في آذار/مارس 2015، والداعية إلى تأييد مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها وفك الارتباط مع الاحتلال. تحديداً، ندعو للضغط الشعبي بهدف:

 

1-     محاسبة أحمد المجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

2-     حل لجنة "التواصل" الريادية في التطبيع، ومحاسبة إلياس الزنانيري.

3-     وقف "التنسيق الأمني" والتطبيع بكافة أشكاله مع دولة الاحتلال.

4-     تعزيز العمل في مجتمعنا الفلسطيني في أراضي 1948 مع القوى والأطر الشعبية الفلسطينية الرئيسية لمواجهة عمليات الأسرلة والتطبيع ومنع حرف مسار نضال الجماهير الفلسطينية ضمن النضال الوطني الشامل.

 

ونناشد الشعوب العربية الشقيقة، وخاصة حملات المقاطعة الشعبية الواسعة في الأردن ومصر، برفع مستوى التصدي للتطبيع العربي الرسمي مع دولة الاحتلال والذي يضر بأمتنا العربية ككل.

 

قد تنجح إسرائيل في تطويع بعض المسؤولين الفلسطينين أو العرب، ولكن شعبنا الفلسطيني مع الشعوب العربية الشقيقة لن يقبل بالتطبيع ولا بالتكيف مع واقع الاستعمار، بل سيقاومه لينتصر وينال حقوقه بموجب القانون الدولي.