السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في العدد 74 | هل يشهد سوق الاتصالات الفلسطينية بغزة منافسة قريبة لشركة "الوطنية موبايل"؟

2016-11-22 05:32:38 AM
في العدد 74 | هل يشهد سوق الاتصالات الفلسطينية بغزة منافسة قريبة لشركة
شعار الوطنية موبايل

شادي القواسمي: عام 2017 عام التشغيل لـ"الوطنية موبايل" في غزة والعديد من المفاجآت بانتظار المستهلك

ماهر الطبّاع: دخول منافس في قطاع الاتصالات "ظاهرة إيجابية" تفيد المستهلك والاقتصاد الكلي

مواطنون غزيون: للمرة الأولى سنملك "حق الاختيار" بين مزودي الخدمة

 

غزة- محاسن أُصرف

 

بدأت آمال الغزيين ترتفع مع بدء قيام شركة الوطنية موبايل باتخاذها كافة الاستعدادات لدخول قطاع غزة. وبحسب "شادي القواسمي" مدير أول الاتصالات التسويقية والعلاقات العامة بشركة الوطنية موبايل، فإن عملية توريد أجهزة الإرسال والمعدات الخاصة بالتشغيل ما زالت تجري رغم كل المعيقات التي يبتدعها الاحتلال الإسرائيلي، متوقعًا أن تبدأ العمل رسميًا خلال الأشهر القليلة القادمة، خاصة بعد إدخال دفعة كبيرة بداية نوفمبر الحالي.

 

يرفض "القواسمي" أن يُعطي تاريخًا مُحددًا لبدء العمل التجاري رسميًا في غزة تحسبًا لمزيد من إجراءات التعقيد  من قبل الاحتلال لإدخال ما تبقى من معدات وقال في تصريحات لـ"الحدث" في حال تم استكمال إدخال كافة المعدات فإن الشركة ستعمل على قدم وساق من أجل مباشرة العمل فورًا وتطوير قطاع الاتصالات هناك بما يُحقق أفضل خدمة للمواطن، وأضاف أن :"فتح باب المنافسة بين الشركات سينعكس على شكل خدمات أفضل وأسعار أقل".

 

تركيب أول محطة وإجراء اتصال ناجح

 

وسمح الاحتلال الإسرائيلي بداية نوفمبر الحالي لشركة الوطنية للهاتف المحمول بإدخال معدات التشغيل الخاصة بها بعد منع طال سنوات حرمها من الانطلاق ومباشرة عملها التجاري رسميًا في غزة،  وما كان من الأخيرة إلا المباشرة بتركيب أول محطة إرسال لها في منطقة الجندي المجهول وسط مدينة غزة وإجراء اتصال تجريبي وصفته بـ"الناجح".

 

ووفقًا "القواسمي" فإن الشركة المزمع بدء نشاطها التجاري خلال العام 2017 تملك مقومات منافسة قوية ستُسخرها في خدمة المواطن الغزي، أولًا بمنحه "حق الاختيار" بين مزودي الخدمة، والذي لم يكن مكفولًا في ظل وجود مُزود وحيد للخدمة هو "جوال"، وثانيًا بالإصرار على إيجاد شبكة قوية ومتطورة، بالإضافة إلى العمل على تطوير قطاع الخدمات والاتصالات مما سيُتيح خدمة اتصالات أفضل.

 

ويعد "القواسمي" مستخدمي الهواتف المحمولة في قطاع غزة والذين من المتوقع زحفهم باتجاه شركته في حال انطلاقتها الرسمية بالعديد من العروض والمفاجآت التي ستُسهم في تلبية حاجتهم بتقديم خدمات أكثر تميزًا سواء على صعيد الاتصالات أو الإنترنت، وتلبية رغبة الشركة والقائمين عليها في النجاح والانتشار بما يُحقق لها الاستمرار في السوق الجديد.

 

تعطش لمنافسة جيدة

 

وبثت تجربة الاتصال التي أجرتها الوطنية موبايل في قطاع غزة بُعيد سماح الاحتلال الإسرائيلي بإدخال العديد من معداتها المحظورة منذ سنوات؛  السرور في نفوس الغزيين الذين بدوا مهتمين للحصول على ميزة الاختيار بين الخدمات والأسعار، علاوًة على الحصول على وظائف في قطاع حيوي كـ "الاتصالات".

 

تقول ميرفت عوف لـ "الحدث" :" إن وجود منافس سيُتيح لي حرية الاختيار، وفق رؤيتي الشخصية وتطلعاتي للخدمة"، السيدة التي عبرت عن سعادتها بوجود شريك منافس في قطاع الاتصالات الفلسطينية بيّنت أن تعطش مستخدمي الهاتف النقال في قطاع غزة لمزود جيد سيعمل على تحفيز الشركات لتقديم أفضل الخدمات على مستوى العروض والأسعار ما يُحقق استفادة أكبر للمستخدم.

 

منافسة متذبذبة

 

وفي رأي بدا أقل تفاؤلاً بتحسين واقع الاتصالات الخلوية في قطاع غزة بعد تمكين "الوطنية موبايل" من السوق المحلي، قال "محمد خالد"خريج اتصالات وتكنولوجيا معلومات، إن آلية المنافسة بين الشركتين ستكون بين شدٍ وجذب مؤكدًا أن الوطنية قد تستفيد بدايًة من حالة التعطش لدى الغزيين ورغبتهم في ممارسة "حق الاختيار" إلا أن عملية المحافظة على أولئك المشتركين ستكون مرهونة بجودة الخدمة التي ظل القائمون على الشركة يعدون جمهورهم بها.

 

مُحفز للتشغيل

 

ومن جانبها اعتبرت فاطمة نايف خريجة اللغة الإنجليزية من الجامعة الإسلامية أن وجود شركة منافسة لخدمات الهاتف النقال في قطاع غزة من شأنه أن يكون مُحفزًا على التشغيل وتقليل نسب البطالة لدى الخريجين في القطاعات المرتبطة بالاتصالات والإدارة والتسويق، وقالت لـ"الحدث" :"إن وجود شركة منافسة في قطاع الاتصالات سيعمل على تحسين جودة الخدمات بالإضافة إلى تخفيض الأسعار في السوق الغزي".

 

فوائد اقتصادية

 

وفي رأي أهل الاقتصاد فإن وجود منافسين في أي من القطاعات التجارية من شأنه أن يُحقق فائدة اقتصادية للمستهلك وللاقتصاد الكلي بشكل عام.

 

فعلى صعيد استفادة المستهلك في قطاع غزة تحديدًا من تشغيل شركة الوطنية للهاتف المحمول قريبًا قال د. ماهر الطبّاع، الخبير في الشأن الاقتصادي :"إنها ستُخفض أسعار خدمات الاتصالات والإنترنت على عكس ما يكون في حال وجود شركة واحدة "، وشدد "الطبّاع" على أن وجود منافسين "ظاهرة صحية وإيجابية" تُحقق الفائدة الأكبر للمستهلك.

 

وفيما يتعلق بآثار تشغيل الشركة على الاقتصاد الفلسطيني فأوضح "الطبّاع" أن دخول منافس في قطاع حيوي كقطاع الاتصالات سيزيد من مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بالدرجة الأولى، وأضاف أنه سيفتح المجال لتوفير فرص عمل جديدة لا يُستهان بها في مجالات الإدارة والتوزيع والفنيين والتقنيين من شأنها خفض نسبة البطالة التي تصاعدت معدلاتها في قطاع غزة بنسبة 43%، وفيما يتعلق بالتحفيز على الاستثمار في مشاريع استراتيجية أكد أن هذا الأمر مرهون بإجراءات الاحتلال والمعيقات التي يفرضها على القطاع.

 

وفي المجال نفسه، أكد "القواسمي" المسؤول في شركة الوطنية موبايل، أن وجود شركته من شأنه أن يُسهم في تنمية وتطوير الاقتصاد الفلسطيني قائلًا:"على صعيد خفض معدلات البطالة فإن انطلاق الشركة وممارسة نشاطها التجاري بشكل رسمي في غزة سيخلق آلاف فرص العمل" وزاد على ذلك بتفصيل الفرص بين توظيف مباشر لكادر كامل في مختلف التخصصات كـ الإدارة، المبيعات، العلاقات العامة وخدمة الزبائن، فنيين ومهنيين لإنشاء البنية التحتية للشبكة، وبين توظيف غير مباشر بالتعاقد مع موردين، شركات لتنصيب أبراج البث، وكلاء يعمدون إلى بيع منتجات الشركة وغيرها، مؤكدًا أن الوطنية موبايل ستُحقق الفائدة للاقتصاد الفلسطيني الذي عانى من الانهيار خلال السنوات الأخيرة.

 

تجربة تُثري المنافسة

 

وعلى الرغم من الحالة التنافسية الجادة التي قد يُحدثها دخول الوطنية موبايل إلى السوق المحلية للاتصالات الفلسطينية إلا أن عمّار العكر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية والتي تُعد "جوال" أحد أهم مشاريعها لا يبدو قلقًا على مستقبل المجموعة في ظل تشغيل الوطنية في غزة، وقال في تصريحات صحفية سابقة: "إن المجموعة واجهت منذ بداية عملها منافسة شديدة لكنها استطاعت البقاء والمحافظة على مستوى قبولها لدى الشارع الفلسطيني" وبيّن أن تجربة دخول الوطنية إلى السوق المحلية في غزة من شأنها أن تُثري تجربة المجموعة في المنافسة بغزة لتبقى محافظة على وجودها على رأس القائمة.