الحدث - رام الله
اتفق خبراء مع ما جاء في الدراسة التي نشرتها صحيفة الديلي ميل البريطانية، التي أشارت إلى تأكيد العلم أن النساء هن الأفضل في أداء المهام المتعددة وقدرة على التحمل.
خبير علم الطاقة حسام قطب، يشير بدوره إلى أن طريقة تفكير المرأة التوسعي التي تقوم بها بشكل دائم يمكنها القيام بمهام عدة في الوقت نفسه على النقيض من الرجل، في حين أن تفكير الرجل التركيزي في أداء المهام يجعله غير قادر على التركيز في أكثر من مهمة في الوقت نفسه ويكتفي بالقيام بواحدة فقط.
ويعزو أخصائي الإرشاد النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة، ذلك، إلى أن طبيعة المرأة في تنشئتها وتربيتها منذ صغرها جعلها مهيأة للقيام بأكثر من عمل في الوقت ذاته، لذا اكتسبت القدرة والمهارة.
“الرجل منذ نشأته اتكالي ويهيأ له كل شيء يحتاجه في ظل المجتمع الذكوري”، يقول مطارنة، الذي يرى أن المعطيات تؤصل في المرأة عنصر القيام بعمل أكثر من شيء في الوقت نفسه، فلديها متطلبات اجتماعية، ساعية لتحقيق ذاتها بالعمل في أكثر من اتجاه.
وقد بدا نجاح المرأة في القيام بأكثر من مهمة، بحسب مطارنة، بقصص النجاح التي تحققها في كل مجال؛ حيث تتصدر الفتيات قوائم الأوائل في الثانوية العامة على الرغم من قيامهن إلى جانب الدراسة بالمساعدة في الأمور العائلية، كما استطاعت المرأة التميز وتحقيق العديد من الإنجازات في الحياة العملية، فهي أكثر انتماء واهتماما في دقائق الأمور.
الخمسينية فاطمة بدارين إحدى النساء اللواتي تعمل أمورا عدة في وقت واحد، ورغم أن ساعات عملها طويلة، إلى أنها تتحمل الكثير من المسؤوليات من مستلزمات البيت كاملة، وإيصال الأبناء للمدارس واصطحابهم بالعودة وتدريسهم والاهتمام بشؤونهم كاملة.
ولا يقل حال سناء الدباس تعقيدا عن بدارين؛ حيث تبدأ القيام بمهامها منذ ساعات الفجر الأولى فهي بعد أن تقوم بتحضير أبنائها وإيصالهم إلى المدرسة تعود للمنزل مرة أخرى لترتيبه وتجهيزه ومن ثم تنطلق إلى عملها. وتلفت الدباس إلى أنه في كثير من الأحيان ينتهي يومها وهي ماتزال في ملابس العمل، خوفا من أن تنفق بعض الوقت في تبديلها فتكتفي في أن تقوم بما عليها من مهام على أكمل وجه.
وتقول الدباس إن المرأة لا تملك قوة خارقة، ولكن متعتها تكمن في شعورها بأنها غير مقصرة ببيتها وأولادها وعملها يجعلها تتحمل الكثير وهو ما تشعر به.
وفي هذا الشأن، يبين قطب أن لطبيعة المرأة الفسيولوجية التي تختلف كثيرا عن الرجل، دورا في قدرتها على أداء مهامها، لافتا إلى أن المرأة ومنذ بداية تكوينها لديها مهام مختلفة تماما عن الرجل وطريقة تحملها كذلك، خصوصا عند الحديث عن قدرتها على الحمل الولادة.
ويذهب الى أن “المرأة أكثر قوة وتحملا من الرجل”، فهي تتحمل الضغوط، ولا تشعر بالإحباط والتوتر من كثرة أشغالها بل تشعر في كثير من الأحيان بالسعادة بعد الانتهاء من مهامها.
مطارنة، بدوره، يجد أن الرجل يعطي نفسه حق أن يحصل على كل ما يريده، فهو اتكالي بطبيعته وينعكس ذلك على أدائه، والمرأة تقوم بجميع الأدوار وبالتالي بنية المرأة تتحمل تلك المسؤوليات.
ويرى أن مشكلة المرأة والرجل في الحياة تبدأ مع العمل والعطاء، فهي أكثر عطاء وإنجازا بسبب تركيبتها وإعدادها النفسي الذي يتواءم مع معطيات الحياة المختلفة.
وكانت صحيفة “Daily Mail” البريطانية، كما نقل موقع “هافينغتون بوست”، أشارت إلى أن جميع البشر ينشطون ثلاث مناطق من العقل في الوقت نفسه (المناطق قبل الجبهية الظهرانية، والفُصَيص الجِداري، السُّفلي بالإضافة إلى التَّلْفيف القَذالي السُّفْلي)، إلا أن عقل النساء يتطلب طاقة أقل عند التحول من مهمة لأخرى مقارنة بالرجال.
وأسندت الدراسة ذلك إلى حقيقة أن الرجال يحتاجون إلى استخدام أجزاء أكثر من دماغهم، بالإضافة إلى حاجتهم لطاقة أكبر من أجل تحويل انتباههم من أمر إلى آخر.
ويقول مختبر اللغويات العصبية بإدارة الصحة والسلامة (HSE)، إن الرجال لا يستخدمون طاقة أكبر في المناطق قبل الجبهية الظهرانية فقط، بل يحتاجون كذلك لمساعدة المناطق الحركية والجزيرية، وهو ما لا تحتاجه النساء، وهذا يعني أن عملية التحول من مهمة إلى أخرى أبطأ عند الرجال مقارنة بالنساء.
إلا أن معظم النساء لا يصلن إلى هذه الدرجة من التعقيد إلا عندما يصلن للخمسينيات من العمر، بينما تمثل هذه الصعوبة واقع الأمر بالنسبة للرجال على مدار حياتهم.