الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| هل تتوسع غزة لتُقيم دولة فلسطينية في سيناء؟

2017-02-21 02:59:13 PM
خاص
الحدود المصرية الغزية

 

غزة- محاسن أُصرف

 

 حالة من الجدل أُثيرت بعد تناقل وسائل إعلامية إسرائيلية مُقترح مصري لتوسيع قطاع غزة في أراضي سيناء ليكون بمثابة دولة منزوعة السلاح تُحقق بعض الرخاء الاقتصادي للفلسطينيين المُحاصرين هناك، وكثير من الاستقرار الأمني لمصر التي تخشي تفاقم تنظيم الدولة في أراضي سيناء.

 

 وبحسب التقارير فقد زعم الوزير أيوب قرا (وهو وزير درزي دون وزارة) في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر أن الرئيس الأمريكي المنتخب حديثًا دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو سيعتمدان خطة لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء، فيما قالت إذاعة الاحتلال أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض المقترح المصري والقاضي بزيادة مساحة قطاع غزة خمسة أضعاف بما يُعادل 1600 كيلو متر داخل سيناء، شريطة أن تكون منزوعة السلاح.

 

وأكدت منظمة التحرير الفلسطينية وعلى لسان أمين سر اللجنة التنفيذية فيها د. صائب عريقات، أن التفكير بسيناء كبديل للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 "تفكيرًا سخيفًا"، ورفض عريقات كافة التقارير الإعلامية الإسرائيلية التي تُروج لهذه الفرضية مؤكدًا أم "سيناء مصرية وستبقى".

 

"الحدث" ورغم بيانات النفي الإسرائيلية والفلسطينية للمقترح قرأت مع مُحللين إمكانية التنفيذ من عدمها خاصة في ظل التقارب الأخير بين حكومة قطاع غزة التي تقودها حماس وبين مصر.

 

مُخطط مدروس

تبدو الفرضية واضحة لدى الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، مؤكدًا أن المُخطط يلقى قبولًا أمريكيًا وعربيًا خاصة من الدول التي ترى إسرائيل حليفًا، ويرى أن فرص نجاح المُخطط في الوقت الراهن "جيدة" خاصة بعد وصول "ترامب" للرئاسة الأمريكية، مُشددًا أن الهدف من المشروع إنهاء القضية الفلسطينية برمتها وإفشال أي جهد لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي التاريخية في الضفة والأراضي المحتلة عام 48، وقال: "هذا جزء من الحل الإقليمي وجزء من الخطة الإسرائيلية الهادفة للاستيلاء على ما مجمله 60% من الأراضي الفلسطينية بالضفة المحتلة مع السماح للسكان هناك بحكم ذاتي مع الأردن مقابل منح غزة دولة معترف بها مع لاجئي الشتات في لبنان وسوريا وهو ما يُنهي وفق تقديره القضية الفلسطينية.

 

وفيما يتعلق بتصريحات النفي التي أعلنها ديوان الرئاسة الإسرائيلية، أشار أن ما يُراد منها إخفات بريق المشروع لحين يُصبح واقعًا بالإضافة إلى عدم إحراج مصر بأنها على استعداد للتفريط بجزء من أرضها.

 

الوصول بالقضية إلى النهاية

ولم يختلف كثيرًا أكرم عطالله المُحلل السياسي، عن سابقه فهو يرى أن الهدف من إبراز المشروع وتناقله تصفية القضية الفلسطينية وفق الحل الإقليمي الذي وافق عليه ترامب مؤخرًا، مؤكدًا أن التخلص من غزة المتخمة بالمشاكل بات حُلم لإسرائيل تسعى إليه بكل الوسائل منذ زمن السادات في سبعينيات القرن الماضي مرورًا باتفاق أوسلو أوائل التسعينيات وحتى اليوم.

 

وتاريخيًا كانت إسرائيل قد طرحت عام 1979 من خلال رئيس وزرائها "مناحيم بيغن" تنازل مصر عن 70 كيلو متر داخل سيناء لضمها لقطاع غزة غير أن الرئيس السادات وقتها رفض رفضًا تامًا، لكن يبدو أن إسرائيل لم تنته عن تجديد الطرح مع كل رئيس جديد.

 

وبحسب عطا لله فإن الفلسطينيون لا يُمكنهم القبول بهذا المُخطط البائس الذي سيُنهي قضيتهم ومشوار نضالهم وكفاحهم، ورأى أنه لا يُمكن ربط التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بتحسن العلاقة بين الحكومة في قطاع غزة ومصر مُؤخرًا وقال: "إن التقارب بين غزة ومصر يخلو من أي أبعاد سياسية".