الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أزمة رواتب غزة | زوجة الشهيد عايشة عويمر تضرب عن الطعام حتى تستعيد راتبها كاملا

2017-04-06 05:45:36 AM
أزمة رواتب غزة | زوجة الشهيد عايشة عويمر تضرب عن الطعام حتى تستعيد راتبها كاملا
السيدة عايشة عويمر

 

الحدث- محاسن أصرف

 

وهنًا على وهن، جاءت تُحدثنا بما آل إليه حالها، فلم تشفع لها سنوات الخدمة الطويلة تحت لواء السلطة الفلسطينية منذ العام 1994 متنقلة بين مؤسساتها العسكرية والمدنية، ولم يشفع لها استشهاد زوجها وهو قائم على رأس عمله في الإدارة العامة لشرطة هندسة المتفجرات خلال العام 2004، إذ واجهت كما 55 ألف موظف في غزة خصومات فائقة في رواتبهم عن شهر مارس.

 

إنها "عائشة محمد عبد القادر أبو مغصيب (عويمر) 52 عامًا، من مدينة غزة التي أعلنت منذ ساعات صباح يوم أمس إضرابها عن الطعام، احتجاجًا على تلقيها ما قيمته 464 شيكلًا فقط، من راتبها وراتب زوجها الشهيد مجتمعين.

 

السيدة التي تسكن بيت بالإيجار مقابل ملعب اليرموك وسط مدينة غزة بكلفة (250) دولار شهريًا، وجدت الإضراب وسيلة ضغط على الرئاسة والسلطة لاستعادة حقها ووسيلة وفاء لزوجها الذي قضى شهيدًا أثناء تأديته واجبه المهني، تؤكد أن ما تلقته من راتب اليوم لا يفي بقيمة الإيجار، وأعلنت عبر "الحدث" تبرعها به للسلطة الفلسطينية وحكومتها في رام الله، علّها تُعينها على تخطي أزمتها المالية الخانقة التي بررت بها سبب الخصم"، وقالت بحزم: "لديَّ وكافة الموظفين في غزة من الكرامة ما يكفينا للعيش دون مال السلطة المُجتزأ".

 

وتُقدر قيمة المبلع الذي تتقاضاه "أبو عويمر" من راتب زوجها الشهيد قرابة 1800 شيكل، تُعينها مع راتبها على تأمين متطلبات أبنائها الثلاثة "بيروت 17 عامًا، والطاهر 15 عامًا، ومحمد 14 عامًا" لكنها الآن بقيت "صافرة اليدين"، تتساءل: أهذه مكافأة أهل غزة الذين صمدوا على مدار ثلاث حروب وواجهوا شظف العيش في غزة المكبلة بالحصار؟!  ولماذا دومًا موظفو غزة المستهدفين من الخطط التقشفية للحكومة والرئاسة الفلسطينية؟!

 

وتصف السيدة "أبو عويمر" السكوت على الإجراءات القمعية التي تُمارسها السلطة ووزارة المالية بحق موظفي قطاع غزة بالـ "خيانّة"، و"جريمة كبرى" مُبدية استغرابها من موقف أعضاء المجلس الثوري وأمناء الأقاليم في حركة فتح بغزة إذ لم ينطق أحدهم إلا بالرفض والإدانة للقرار دون أي إجراءات عملية قائلة: "إن الرفض والاستنكار لا يكفيان خاصة وأن موضوع الرواتب يمس كل بيت في قطاع غزة".

 

وبيّنت أن الهدف من الإجراء التقدم بخطوة على طريق عزل غزة عن بقيّة الوطن الفلسطيني بذريعة عدم حقهم بـ"علاوة طبيعة العمل" في الوظيفة العمومية بسبب استنكافهم، مؤكدة أنهم لم يستنكفوا إلا بقرار رئاسي.

 

وطالبت الحكومة الفلسطينية والرئاسة بالعدول عن قرارها ومحاولة معالجة قضاياهم بعيدًا عن قوت أطفال الموظفين خاصة وأن الرواتب تُشكل شريان الحياة لهم ولأبنائهم.

 

كما ودعت السيدة "أبو عويمر" من داخل خيمة الاعتصام في ساحة الجندي المجهول إلى التحرك الفوري بإجراءات عملية تُشكل ضغط على الرئاسة والحكومة الفلسطينية معًا للتراجع عن قراراتهم المجحفة بحق الموظفين العمومين في غزة.

 

تغيب في لحظات صمت لا تخلو من أنين وجعها، ويتجاذب ابنها "الطاهر" 15 عامًا الحديث، مؤكدًا أن حالة والدته الصحية حرجة جدًا وأنها أثناء الساعات الأولى لإضرابها عن الطعام أُصيبت بحالة إغماء نتيجة ارتفاع ضغط الدم لديها وتم نقلها إلى مستشفى الشفاء للعلاج، كاشفًا لـ "الحدث" أنها عانت خلال الشهرين الماضيين من نزيف في الدماغ ويُحتم عليها مراجعة الطبيب بشكل دوري، يقول بألم: اليوم رفضت الانصياع لقرار الأطباء بفك الإضراب عن الطعام واستمرت للآن في امتناعها عن تناول الطعام ولن تتوقف" مطالبًا الكل الفلسطيني من موظفين وقيادات ووزراء في غزة التضامن مع والدته وكل المضربين عن الطعام وعدم الاكتفاء بالإدانة والتعبير عن الرفض لإجراءات السلطة والحكومة في رام الله باستقطاع الرواتب، وقال: "لن أترك والدتي في معركتها وحيدة وسأُضرب عن الطعام ولن أذهب إلى الدراسة لحين الاستجابة لمطالبنا".

 

واعتبر الشاب أن الراتب ليس حق لوالده الشهيد ووالدته ولكنّه حق له ولأشقائه "بيروت ومحمد" مؤكدًا أنهم لا يملكوا مصدر دخل سواه، وأن استقطاع أي جزء منه مهما كان بسيطًا يؤثر على مستوى معيشتهم.

 

يُذكر أن العشرات من الموظفين العموميين في قطاع غزة نظموا احتجاجًا ردًا على إجراءات السلطة وحكومة الوفاق الوطني خصم 30 -45% من رواتبهم، وفي وقتٍ لاحق نفذوا خطوات تصعيدية بالمبيت داخل ساحة الجندي المجهول وسط غزة وإعلان الإضراب عن الطعام لحين الاستجابة لمطالبهم الواضحة والعادلة والتي لا تبتعد عن الاستمرار في تلقي رواتبهم التي هي قوت أبنائهم دون نقص أو استقطاع.