الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بولندا تقر قانونا يجرم من يحملها مسؤولية الهولوكوست..كيف ردت اسرائيل؟

2018-01-28 06:05:16 AM
بولندا تقر قانونا يجرم من يحملها مسؤولية الهولوكوست..كيف ردت اسرائيل؟

 

الحدث- كريم سرحان

 

أقر البرلمان البولندي قانونا يقضي بسجن من يحمّل البلاد مسؤولية المحرقة النازية، لمدة 3 سنوات، تزامنا مع اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست، وينتظر أن يتم موافقة مجلس الشيوخ الهولندي على القانون.

 

وينص القانون أيضا، على حظر إنكار "قتل ميليشيا أوكرانية لـ 100 ألف بولندي في الحرب العالمية الثانية"، ما ينذر بأزمة دبلوماسية مع جارتها الأوكرانية.

 

وتقول الحكومة اليمينية في بولندا، في دفاعها، أنها لم يترك لها خيار الدفاع بأدوات أخرى عن "الاسم الجيد" لبولندا مما تصفه الأكاذيب والتشهير والأخبار المزيفة عندما يتعلق الأمر بماضي حقبة المحرقة في البلاد التي يجري نشرها في جميع أنحاء العالم.

 

واشتكى نائب وزير العدل البولندي من أنه لا يمر يوم دون ان تستخد وسائل الإعلام بطريقة خاطئة عبارة "معسكرات الإبادة البولندية"، مما ينسب جرائم النازي التي ارتكبها الألمان إلى بولندا وإلى الشعب البولندي.

 

ويضيف يمكن للمرء أن يفهم الإحباط البولندي الأساسي على مغفرة ألمانيا في ألمانيا، البلد الذي حرض على الهولوكوست، وأصبحت برلين العاصمة العالمية للتعددية الثقافية ووجهة سياحية رئيسية خلال العقدين الماضيين في الوقت الذي لا يزال الكثيرون يصنفون البولنديين بأنه غير متعلمين ومعادين للسامية، وهذا بالطبع غير عادل.

 

رد الفعل الإسرائيلي

 

من جانبها، ستدعت الخارجية الإسرائيلية مساء اليوم السفير البولندي لديها للاحتجاج رسميا على قانون يجرّم كل من يحمّل بولندا أي مسؤولية حول المحرقة النازية لمدة 3 سنوات، الأمر الذي أثار غضبا عارما في إسرائيل، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القانون بالـ"باطل". وصادق البرلمان البولندي على القانون هذا فيما يحي العالم ذكرى المحرقة النازية العالمية.

 

وقال نتنياهو الذي يشغل منصب وزير الخارجية أيضا في إسرائيل إن "هذا القانون باطل، وأنا أرفضه. لا يمكن تغيير التاريخ، ويجب منع محاولات إنكار المحرقة". وتابع "أوزعت للسفير الإسرائيلي لدى بولندا للاحتجاج رسميا لدى رئيس الوزراء البولندي، وللتعبير عن الرفض الإسرائيلي لهذا القانون".

 

لقي القانون البولندي هذا غضبا عارما في إسرائيل. وقال الرئيس الإسرائيلي رئوفين ريفلين "لا يمكن تزييف التاريخ، أو إعادة كتابته، لا يمكن إخفاء الحقيقة، يجب إدانة أي جرم، والتنديد به".

 

وطالبت عضو الكنيست أييلت نحمياس فربين (المعسكر الصهيوني المعارض)، رئيس الحكومة ووزير الخارجية بنيامين نتنياهو "دعوة السفير الإسرائيلي في وارسو، احتجاجا على محاولة إنكار الهولوكوست بشكل رسمي، لتكون رسالة إلى بولندا أن إسرائيل لا تتسامح مع إنكار المحرقة".

 

وقال المحلل السياسي في صحيفة هآرتس لا ينبغي أن تترك هذه المناقشة للسياسيين الذين لهم مصلحة شخصية من نوع أو آخر، ومن الواضح أنه لا يجوز السماح بحظر أي تحييد للمناقشة عن طريق تهديد أولئك المشاركين في المناقشة مع السجن. وفي الوقت نفسه، يستحسن على الحكومة الإسرائيلية إدانة هذا الاتجاه بشكل حاد وشديد، بل تهدد بفرض عقوبات على الحكومة البولندية قبل فوات الأوان.

 

أحمد الطيبي

 

ودعا عضو الكنيست العربي الدكتور أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير (القائمة المشتركة)، الحكومة البولندية إلى "إلغاء القانون المُخجل"، مشيرا إلى أن "إعادة كتابة التاريخ لم تكن يوما عملا محقا".

 

 

كتابة التاريخ من قبل مختصين

 

وترى بولندا أن كتابة التاريخ المتعلق بالمحرقة في بولندا يجب أن يترك لأولئك الذين لديهم أدوات للنظر في هذا الموضوع، وبعبارة أخرى، المؤرخين.

 

فمن الممكن أن لا توجد إجابة لا لبس فيها على السؤال، لأنه بالنسبة لليهودي الذي كان مخبأ في حظيرة من جاره البولندي، كان البولنديين الملائكة، بينما يهودي آخر الذي ذبح في حظيرة قريبة أخرى من قبل البولنديين الآخرين، فإنها سيكون مجرما.