السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

طلب منه الملثم فتح الأكياس وكانت المفاجأة بأربعة جنود فيها.. قصة بناء مطار اللد الذي أصبح مطار بن غوريون

2018-03-06 05:48:40 AM
طلب منه الملثم فتح الأكياس وكانت المفاجأة بأربعة جنود فيها.. قصة بناء مطار اللد الذي أصبح مطار بن غوريون
مطار بن غوريون

الحدث- سجود عاصي

من أبرز معايير قوة الدول، عدد المطارات فيها، فمن ناحية يدلل على قوة الجذب لدى هذه الدولة للسياح والمسافرين، ومن ناحية أخرى يدلل على مدى قوة الدولة العسكرية (في حال المطارات العسكرية).

مطار اللد (بن غوريون)  على عكس كل المطارات، فهو ليس دليلا على قوة إسرائيل بل دليلا على ضعف روايتها، وليس دليلا على حالة جذب بل على حالة كذب روايتها.

السائد بين الناس أن المطار أنشأته حكومة الإنتداب البريطاني، والحقيقة أن حكومة الإنتداب استخدمته ولم تبنه.

قصة مطار اللد

تعتبر عائلة عويضة المقدسية هي التي قامت بإنشاء السياحة في فلسطين منذ تاريخ 1850 م، فالجد يوسف محمد خليل عويضة هو مؤسس السياحة المُعاصرة في فلسطين، وللعائلة تاريخٌ كبير في مجال السياحة وهي التي قامت بإنشاء مطار اللد.

وفي التفاصيل فإن كلا من علي يوسف عويضة وأخويه عمران وفايز يعملون في مجال السياحة، وكان لعلي يوسف عويضة صديق ألماني ممن كانوا يقيمون في الكولونيالية الألمانية في القدس، مع الإشارة إلى ان الكولونيالية الألمانية كانت مجاورة لحي القطمون المقدسي حيث كان يسكن آل عويضة، ويدعى هذا "فالمر فست".

وكان الأخوان عويضة ينظمان مع  "فالمر" رحلات إلى مدينة غزة حيث المطار الرئيسي والبدائي والوحيد في فلسطين، والذي أقامه الإنجليز في عهد الإنتداب في عام 1933 ليكون مركز انطلاق عملياته وطرق الإمداد الخارجي لقواته.

وأثناء توجههم في يوم من الأيام لإحضار مجموعة سياحية ألمانية قادمة من اللد، اقترحوا إقامة المطارمقابل مدينة اللد ومقابل في  منطقة شاسعة ومنبسطة حيث تستطيع الطائرات النزول بها.

وكانت اللد هي الاختيار المناسب لذلك، لتوفر الأرض المنبسطة والشاسعة ولقربها من القدس ومن الكولونية الألمانية، وبالفعل أقنع الألماني  أحد الطيارين بتجربة النزول في تلك، وقاموا بتبسيط المنطقة له بمساعدة بعض الفلاحيين الفلسطينيين.

وعلى الفور قامت قوات الإحتلال البريطاني باعتقال علي وعمران عويضة وفالمر والطيار، وسرعان ما أفرجت عن الطيار وأبقت علي وعمران وفالمر قيد الإحتجاز، حتى تدخل مدير مدرسة البقعة البريطاني جامبلي والمقرب من عائلة فالمر وأمر بالإفراج عنهم، وقد وافقت السلطات البريطانية على ذلك الطلب بشرط أن يقدم علي و عمران عويضة وفالمر للمحاكمة في يوم آخر.

الملثمون

وبعد ذلك في يوم المحكمة تفاجأ علي وعمران عويضة بأن مسلحين ملثمين يتواجدون في محيط المحكمة ومعهم أربعة أكياس من "الخيش"، فنزل أحد الملثمين وطلب مقابلة أحد الضباط البريطانيين، وبالفعل خرج الضابط للخارج وأشهر سلاحه عندما شاهد الملثمين ولكن سرعان ما أنزله حين طلب منه الملثم فتح الأكياس.

والمفاجأة الأكبر كان في الأكياس أربعة جنود بريطانيين فصدم الضابط وقال  له الملثم بنبرة الأمر، "وافق على اطلاق سراح عمران وعلي وسأترك لك الجنود ونرحل" وبالفعل تمت الصفقة.

ومع بداية ثورة 1936 قام الثوار بالتواصل مع علي وعمران لإتمام مابدأوا فيه من فكرة بناء المطارحينها رضخت بريطانيا لمطالب الثوار وبالفعل بدأو بالبناء وبأيادٍ فلسطينية خالصة وبتمويل من عمران وعلي وبعض المتبرعيين الفلسطينيين، وقد أطلق علي وعمران يوسف عويضة علي مكتبهم السياحي في ذلك الحين وباللغة الإنجليزية ATS وتعني Airline Transportation Service ،وهكذا أُفتتح مطار اللد في عام 1936 بدل مطار "الإنجليز" في غزة، وكان علي وعمران عويضة والألماني فالمر أول من فكر وسعى لإنشاء مطار اللد.

 

قصة بناء مطار اللد الذي أصبح مطار بن غوريون

مطار اللد