الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما الذي يحدث مع الجرحى الغزيين في مصر؟

جرحى قطاع غزة في مصر يكشفون لـ الحدث تفاصيل ما يجري معهم.. والسفارة تنفي

2018-07-11 10:57:36 AM
ما الذي يحدث مع الجرحى الغزيين في مصر؟
جرحى مسيرة العودة (أرشيفية)

 

الحدث ــ سجود عاصي

 

مع البدايات الأولى لمسيرة العودة، كشف الحصار عن وجه آخر له يتمثل في عدم مقدرة المؤسسات الصحية في غزة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المصابين الذين استهدفهم الجيش الإسرائيلي على طول الحدود، وتعهدت عدد من الدول باستقبال الجرحى الذين انتهى بهم الحال في مستشفيات غزة على أرض المستشفى بلا علاج رغم سوء حالاتهم، وكانت الأولوية للسفر للعلاج للجرحى الذين وصفت حالاتهم بالخطيرة.

في مستشفيات مصر والأردن وتركيا والضفة الغربية والقدس كان لبعض الجرحى رحلات من العلاج، ولكن بعض الرحلات العلاجية تحولت إلى كابوس بالنسبة للجرحى، بحسب روايات بعض الجرحى.

من ضمن من حولتهم  وزارة الصحة للعلاج في الخارج؛ ثمانية جرحى نقلوا إلى العلاج داخل الأراضي المصرية، هؤلاء الجرحى وصلوا مستشفى العريش المصري في العشرين من حزيران الماضي، ولم يتم نقلهم إلى المستشفيات المتخصصة بسبب عطلة عيد الفطر، إلا بعد أن تواصلت السفارة الفلسطينية في القاهرة مع وزيرة الصحة المصرية ومستشارها، وتم تنسيق دخولهم الى المستشفيات المصرية المتخصصة.

ويشتكي الجرحى الذين تم تحويلهم للعلاج في مستشفى الشيخ زايد التخصصي بمدينة 6 أكتوبر من سوء المعاملة والتمييز فيما بينهم وبين المصريين، إضافة إلى عدم تقديم العلاج اللازم لهم على الأقل مقارنة بالوضع في قطاع غزة.

إبراهيم أبو حامدة شقيق أحد المرضى، قال للحدث؛ إن شقيقه (16 عاما) أصيب بطلق ناري في الركبة، الأمر الذي جعله بحاجة إلى علاج متخصص في الأعصاب والعظام، وهو ما لم يتم تقديمه لهم مستشفى الشيخ زايد توفيره  لشقيقه واثنين آخرين يتواجدون في المشفى ذاته، وهؤلاء تم إخراجهم من المستشفى بحجة عدم وجود علاج لهم بحسب أبو حامدة.

وبحسب أبو حامدة فإنه وبتمام الساعة العاشرة بتوقيت مصر، أول أمس، أقر وفد من الأطباء بخروج ثلاثة منهم من المستشفى، مشددا على أنه لم تتم معالجتهم حسب الأصول خلال فترة تواجدهم في المستشفى (والتي استغرقت 20 يوما)، وهو ما جعلهم يتوجهون إلى شقة يتواجد فيها عدد من الجرحى الفلسطينيين لديهم تغطيات مالية من رام الله ولكن المستشفيات المصرية لم تستجب لهم، وهم الآن يتلقون جزءا  كبيرا من العلاج على حسابهم الخاص في ظل الظروف المعيشية السيئة.

ووفقا لـ أبو حامدة، فإن مستشفيات غزة باتت حالها أفضل بالنسبة لهم، كون شقيقه في المستشفى المصري لا يتلقى من العلاج سوى المضادات الحيوية، خاصة مع ادعاء الأطباء بعطل في أجهزة العلاج العصبي، وهو العلاج الذي يحتاجه شقيقه.

فيما أفاد والد الجريح أحمد محمد نديات (26 عاما) من رفح، أن ابنه مصاب بطلق متفجر تحت الركبة الأمر الذي خلف فتحة كبيرة مكان مخرج الطلق، وعند ذهاب ابنه لتلقي العلاج في المستشفى لم يتم الاهتمام به "ومن شدة الوجع والانتظار بدأ بالصراخ".

وحتى الآن، هناك جريح توجه إلى تركيا لتلقي العلاج بدون أي مرافقين ولديه حالة بتر، وأحدهم استبدل له البلاتين في مصر من خارجي إلى داخلي وعاد إلى قطاع غزة، وثلاثة سجلت المستشفى خروجهم أول أمس دون تلقي العلاج اللازم، إضافة إلى قيام إدارة المستشفى بحسب أحد المرافقين بتسجيل خروج اثنين منهم بعد القيام بعملية لأحدهم، وبالتالي بقي جريح واحد داخل المستشفى وهو بصدد إجراء الفحوصات اللازمة.

وبدوره نفى المستشار الطبي للسفير الفلسطيني في مصر د. حسام طوقان في اتصال هاتفي مع "الحدث"، ما يتحدث عنه الجرحى الفلسطينيين في الأراضي المصرية، مؤكدا أنه حديث ليس بالدقيق، مشيرا إلى أن مستشفى الشيخ زايد التخصصي قام بمهامه وواجباته تجاههم بما يتعلق بالعلاج.

وعن تلف جهاز الأعصاب وعدم تقديم الرعاية المتعلقة بالجرحى المصابين في العظام؛ قال د. طوقان، إن المستشفى الذي يتواجدون به يعد من أفضل المستشفيات التخصصية في مصر، وما يحدث هو نتاج لعدد المرضى الكبير إضافة إلى النقص في وجود مختصين بالعظام، وهو ليس مختصا بالعظام كمستشفى الهلال المصري مثلا.

وكان الجرحى الثمانية قد توجهو برسالة إلى السفير الفلسطيني في مصر عن معاناتهم،  الأمر الذي جعل السفير يزورهم في المستشفى ويقدم الهدايا لهم.

وبحسب د. طوقان، فإن الثلاثة مرضى الذين خرجوا مؤخرا، خرجوا من مستشفى الشيخ زايد بدون أي ورقة من المستشفى، بسبب وعودات قدمت لهم بالسفر إلى تركيا للعلاج.

وأكد د. طوقان، أنه ورغم عدم وجود مختصين بالعظام والأعصاب إلا أن الجرحى تلقوا العلاج، بالإشارة إلى أن معظم المصابين والجرحى كانت إصاباتهم في العظم، مضيفا أن الجرحى يحتاجون فترة طويلة من العلاج قد تستغرق أشهر خاصة بما يتعلق بالعظام والترقيع.

وعن نقلهم إلى مستشفى مختص بعلاج إصاباتهم، قال د. طوقان إن الأمر يحتاج إلى الصبر حتى نتمكن إلى تحويلهم إلى مشافي متخصصة أكثر.

يجدر الإشارة إلى أن مسيرة العودة خلفت أكثر من 15 ألف إصابة في قطاع غزة بحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة في غزة مؤخرا.