الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جنود اسرائيليون يروون تجاربهم في"معركة غزة الشرسة"

1620 جندياً اسرائيلياً أصيبوا خلال العدوان الأخير

2014-12-10 03:20:59 PM
جنود اسرائيليون يروون تجاربهم في
صورة ارشيفية

 

الحدث- تل أبيب

 كشفت صحيفة “معاريف”العبرية أن 1620 جندياً بجيش الاحتلال أصيبوا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، مبينة أن معظم هؤلاء الجنود يعانون من أمراضا نفسية بالإضافة إلى أكثر من ثلث هؤلاء الجنود باتوا يعانون من إعاقات بدنية مختلفة.

تقرير معاريف جاء بعد مرور أكثر من 100 يوم على انتهاء العدوان، حيث أوردت في تقريرها شهادات وروايات لجنود شاركوا في العدوان تنشر لأول مرة، تظهر شراسة المعارك التي كان يخوضوها في مواجهة عناصر المقاومة الفلسطينية ، كما وتظهر أن جيش الاحتلال يتحفظ على الكثير من المعلومات التي يرفض الإدلاء بها فيما يتعلق بعدد ضحاياه.
 
تقول الصحيفة في تقريرها إن “المجتمع الإسرائيلي كان ينظر للجنود المصابين في غزة من مبدأ “المهم أنه بقي على قيد الحياة”، إلا أن معاناة الجنود الجرحى بدَّدت هذه المقولات، بعد بقاء الكثيرين منهم في طور العلاج التأهيلي حتى اليوم، ومنهم من تسببت المقاومة بفقدانه القدرة على المشي، ومنهم من فقد القدرة على الكلام، وغيرها من الإصابات.
 
وكشفت الصحيفة اعتراف جيش الاحتلال بأن 500 من جنوده الذي أصيبوا في المعركة صنفوا كمعاقين جراء إصابتهم في العدوان.
 
ونقلت الصحيفة شهادة من أحد الجنود الذين اشتركوا في المعركة البرية في القطاع ويدعى "ليؤور يلين" من كيبوتس "بئيري" شرقي القطاع، وهو نجل رئيس مجلس مستوطنات أشكول "حاييم يلين"، وأصيب بعدة طلقات في رجليه على يد مجموعة من المقاومين في إحدى أقوى اشتباكات العدوان، ولا زالت إحداها في إحدى رجليه.
 
يقول يلين: "المهم أنني لست وحدي، فطلقة حماس ترافقني، كما أن الأهم أن رأسي لا زال على جسدي".
 
وتحدث يلين عن الاشتباك الذي خاضته مجموعته مع مقاتلين من حماس شرقي الشجاعية في ال 22 من تموز /يوليو قائلاً: “تعتبر هذه المنطقة من أكثر المناطق ازدحامًا وتوجد بها مقرات قيادية لحماس، وقد استمر القتال قرابة الـ 5
ساعات، تلقينا فيها الكثير الكثير من النيران عبر عشرات المقاومين، حاولوا خلالها مفاجأتنا طوال الوقت، وفي المرحلة الأخيرة، وعندما حاولنا صد هجوم من الأنفاق أصابتني صلية كلاشنكوف من المباني المرتفعة القريبة”.
 
وأضاف يلين"لا يمكن لأحد أن يفهم عمق المأساة التي مررنا بها، ولا يمكن أن يفهم أحد ما الذي يعنيه فقدان الأصدقاء في الحرب والتعرض لمشاهد القتل والدماء، والكثيرون ينظرون إلى الإصابات الطفيفة على أنه خدش فقط ولا يعلمون ما تعني".
 
ودعا يلين إلى منح الجنود الذين اشتركوا في العدوان فرصة تفريغ ما بهم من آلام، لأن الكثيرين لا يعلمون ما حصل مع الجنود هناك، “وللأسف نحن نعيش في دائرة موجات الحروب، والذي لا يتوقف لحظة، ليفكر بالذي حصل معه فهو في مشكلة كبيرة.
 
الجندي المصاب "سرحين البرنت"، تحدث هو الآخر عما جرى معه خلال مشاركته في العدوان حيث قال للصحيفة "إن ما جرى من أصعب التجارب البشرية التي مر بها إنسان، فقد أصبت بجراح عندما كنت أحاول إنقاذ قائد فصيل في الكتيبة 202 من لواء المظليين وعدد من الجنود بعد انهيار حائط عليهم شرقي خانيونس في الـ 27 من أيلول الماضي".
 
وأضاف "مهمتنا كانت البحث عن أسلحة في أحد الأحياء، وقمنا بتطهير عدد من المنازل، وفي البيت الأخير فجروا بنا عبوة ناسفة كانت مثبتة على إحدى الجدران، ودفنت مجموعتي كاملة، بما فيهم قائد الفصيل تحت ذلك الجدار، وكنا على بعد 15 متر من تلك القوة وبدأنا بإنقاذهم تحت وابل من إطلاق النار التي شملت قذائف ال RPG والقنابل اليدوية والسلاح الرشاش".
 
وتحدث عن تمكنهم من سحب 7 جنود من تحت الجدار والذين عانوا من إصابات مختلفة، ولكنه وعندما حاول إنقاذ قائده تلقى طلقة من داخل إحدى الأنفاق القريبة.
 
"شاؤول حنوني” من العفولة، جندي آخر من الجنود الذين شاركوا في العدوان تنقل عنه الصحيفة أنه قال لنفسه قبل خروجه للحرب إن هذا العدوان سيكون الأخير الذي يشترك به ويتطوع للاحتياط، وهو أصيب بجراح خطيرة بعد سقوط قذيفة هاون على رؤوس الجنود في أحد أماكن تجمعهم قرب كيبوتس “بئيري”، وقتل أيضاً في تلك العملية 4 جنود، في حين أجريت له عمليات جراحية وعلى مدار الأشهر الماضية، قبل أن يتمكن من العودة للبيت.
 
يقول حنوني "في الـ 28 من شهر تموز، تجمعنا عدد من الجنود قرب كيبوتس" بئيري "للاستراحة وشحن هواتفنا النقالة، وفجأة سقطت علينا قذيفة هاون بلا سابق إنذار، وتسببت إحدى الشظايا بتهشيم يدي وقطع شريان رئيسي فيها".
 
وأضاف "لا يمكنني العودة للحياة الطبيعية فصور الجنود القتلى تلاحقني أينما كنت، إنه الجحيم بعينه".